كيف ستؤثر "أمازون" على السوق المحلية؟

قال الخبير الاقتصادي، عصمت وتد، في حديثه لـ"عرب 48" إنه "على التجار المحليين الاستعداد للمنافسة الكبرى التي سيحدثها دخول العملاق التجاري للسوق المحلية".

كيف ستؤثر

شعار "أمازون" (أ ب)

دعا المحاضر والخبير المختص في الشؤون الاقتصادية، عصمت وتد، إلى الاستعداد للتغييرات التي سيحدثها دخول الشركة الأميركية لبيع السلع عبر الإنترنت "أمازون" للسوق المحلية في البلاد.

وقال الخبير الاقتصادي في حديثه لـ"عرب 48" إنه "على التجار المحليين الاستعداد للمنافسة الكبرى التي سيحدثها دخول العملاق التجاري للسوق المحلية".

عصمت وتد

وأوضح وتد أن "هذه التغييرات سيكون لها تأثيرات حتمية على جودة الخدمة للجمهور وخفض الأسعار، أما بالنسبة للتجار العرب فستكون ‘أمازون’ نافذة كبرى يحسن استغلالها للانفتاح على السوق المحلية في إسرائيل والسوق العالمية".

وأشار إلى أن "التجارة المحلية في إسرائيل تتوجس من دخول شركة ‘أمازون’ للأسواق المحلية عبر الإنترنت، حيث يخشى من خفض السيولة النقدية من الأسواق المحلية ما يمكن أن يؤدي لانكماش ولربما إفلاس عدد من الشركات المحلية، بسبب حجم المنافسة الذي تفرضها ‘أمازون’ فنحن نتحدث عن أغنى شركة في العالم، شركة بقيمة سوقية 954 مليار دولار، فيها أكثر من 300 مليون زبون ويعمل فيها أكثر من 541 ألف موظفـ وتسيطر على 44% من سوق البيع بالتجزئة في أميركا ومتواجدة في عدة دول أوروبية وآسيوية وأميركية".

ثورة استهلاك

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن "شركة ‘أمازون’ ستُنشئ موقعا باللغة العبرية ومن خلاله يمكن للمستهلك أن يطلب بضائع وتصله مباشرة من المخزن الإسرائيلي في غضون 5 أيام، وهذا تغيير كبير بالنسبة لما كان سابقا حيث كان الأمر يستغرق وقتا طويلا لإيصال المنتجات للزبائن. نحن نتحدث عن ثورة استهلاك تشكل فيها ‘أمازون’ مجمعا إلكترونيا ضخما، وهذا سيزيد من المنافسة بين المزود المحلي والمزود العالمي، وهذا يعني تنافس أعلى وجودة أعلى مع أسعار أرخص، وكما هو معروف هناك معايير صارمة في ‘أمازون’ لا تتنازل عنها ومنها الجودة في الخدمة والسعر المنخفض، ولكي تكون منافسا عليك أن تقدم خدمات بجودة عالية وأسعار منخفضة والتزام بإعادة المال في حال وجود خلل بالمنتج".

"عرب 48": متى يمكن أن تفتح "أمازون" مخازن منتجات في إسرائيل؟

وتد: حاليا لا يتم الحديث عن فتح مخازن وإنما فحص لفتح مخازن، لأن الأمر مرتبط بأمور تنظيمية متعلقة بالسوق المحلية وهناك عقبات عديدة. تتمحور الفكرة حاليا حول إنشاء موقع باللغة العبرية يتيح للزبون الإسرائيلي الشراء من التاجر الإسرائيلي عبر "أمازون" أي أن التاجر هو من يرسل المنتج، ولكن ضمن شروط "أمازون" ومن يخالف هذه الشروط معرض لحظره من قبل الشركة.

"عرب 48": كيف سيؤثر دخول "أمازون" على التجار في إسرائيل؟

وتد: على التجار أن يفهموا أن سوق التنافس فتحت، لم تعد السوق مغلقة وهم مضطرون للتنافس من خلال الإنترنت مع كافة التجار المحليين، وبعد مرور وقت قصير سيضطرون للمنافسة على الصعيد العالمي، وهذا سيؤثر على كافة التجار الصغار، ومن لا يبيع عن طريق "أمازون" سيتضرر حتما، ومن يحسن استغلال هذه المنصة لا شك سينتفع جيدا.

"عرب 48": هل ستقل المشتريات في الأسواق والمجمعات التجارية مثل التغييرات التي حدثت في أميركا؟

وتد: دون شك، التجار سيبيعون أقل وإذا أرادوا المنافسة سيضطرون لخفض الأسعار، وهذا يعني أن المحل التجاري عليه أن يكتشف ذاته من جديد وسيضطر لتغيير نمط عمله وما يعرضه على المستهلك، بمعنى توفير خدمات مختلفة وترفيه كي يجذب الناس وهو نمط خدمات لا يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت، وإنما ملاءمة نفسه مع المتغيرات الحاصلة لجذب الزبائن.

"عرب 48": كيف سيتأثر التجار العرب بالبلاد؟

وتد: التجار العرب لديهم فرصة ذهبية للانضمام للثورة الاستهلاكية والتوجه لشركة "أمازون" لعرض منتجاتهم وسلعهم للوصول إلى السوق الإسرائيلية، وهذا مرتبط بنمط السلوك الاقتصادي العربي المخنوق والذي لا يحافظ على نفسه وماله، بمعنى نحن نشتري من التجار اليهود بينما المستهلك اليهودي لا يصل للقرية العربية ليشتري المنتجات، والنتيجة أقل زبائن وأقل مبيعات مع دفع نفس التكاليف الثابتة أسوة بالتجار اليهود، وهو ما يجبر التجار العرب على رفع الأسعار، وهذه فرصة للخروج من هذا الحصار عبر الانضمام إلى "أمازون" وتوسيع دائرة الزبائن، فما يمنع الزبون اليهودي هو عقبة زيارة القرية العربية والآن يمكن أن يصل التاجر عبر هذا الموقع بنفسه إلى الزبون.

"عرب 48": هل ترى أنه لدينا في المجتمع العربي تجارا يمكنهم عرض منتجاتهم عبر "أمازون"؟

وتد: نحن نتحدث عن تجارات صغيرة يمكنها ذلك، ليس من الضرورة أن يكون لديك متجرا كبيرا كي تفعل ذلك، محل ملابس في الناصرة يمكنه أن يعرض منتجاته عبر "أمازون" حتى وإن كان يسوّق لشركات لها امتياز أول فالسوق، اليوم، مفتوحة ومجال المنافسة أوسع ولا يمكن البقاء في الزاوية لمشاهدة تطور السوق العالمية، ويمكن لمحل بيع منتجات كهربائية صغيرة في المجتمع العربي منافسة حتى عمالقة الشبكات الإسرائيلية على جمهور الزبائن، لذلك لا يوجد أي حل أمام التجار العرب سوى الانضمام للبيع عبر "أمازون".

"عرب 48": هل تتوقع انخفاض في الأسعار؟

وتد: بالتأكيد سنشهد أسعار منخفضة وجودة أعلى، ولا يوجد نقاش في هذا الموضوع، هذه تجربة "أمازون" في العالم كله، وهي من أبجديات الاقتصاد عندما يزيد العرض يقل السعر وترتفع الجودة.

 

التعليقات