عنب غزة: بين الإتلاف بسبب الحر وغلاء الأسعار

لم تكتمل فرحة المزارع الفلسطيني، محمود زعرب، ببدء موسم جني ثمار العنب، حيث تنخفض كمية إنتاج المحصول لهذا العام، عن غيره من الأعوام السابقة، جرّاء ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر أيار/ مايو الماضي.

عنب غزة: بين الإتلاف بسبب الحر وغلاء الأسعار

(الأناضول)

 

لم تكتمل فرحة المزارع الفلسطيني، محمود زعرب، ببدء موسم جني ثمار العنب، حيث تنخفض كمية إنتاج المحصول لهذا العام، عن غيره من الأعوام السابقة، جرّاء ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر أيار/ مايو الماضي.

فقد فوجئ زعرب بتلف الكثير من محصول العنب، قبيل بدء موسم الجني، الأمر الذي كبّده خسائر كبيرة، ويعتبر محصول العنب، من أكثر المحاصيل الزراعية تأثرا بارتفاع درجات الحرارة. 

فيما يُبدد تردي الظروف الاقتصادية التي يعيشها سكان غزة، بسبب استمرار الحصار منذ 13 عاما، آماله في بيع المحصول بأسعار تعود عليه بربحٍ معقول. 

وفي أرضه الزراعية، والواقعة في منطقة خزاعة شرق مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، يجني زعرب عناقيد العنب بعناية، خوفا من تساقط حباتها أو تعرضها للضرر. 

ويقول وهو يكمل عمله، لمراسل وكالة "الأناضول" الإخبارية إن "الموسم هذا العام، سيء للغاية، الكثير من محصول العنب تلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة في أوقات مبكرة من الصيف". 

الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 24 دونم زراعي، تنتج عادة أكثر من 700 كيلو من العنب، لكن هذا العام، انخفضت كمية الإنتاج، بسبب التالف منه. 

كما شهدت أسعار العنب انخفاضا هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة، حيث أرجع زعرب ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع، وارتفاع نسب الفقر والبطالة. 

واستكمل قائلًا إن "العام الماضي كنا نبيع كيلو العنب الواحد بنحو 7 شواكل، أي ما يعادل دولارين، اليوم انخفض السعر أقل من النصف، فبات يباع بـ 3.5 شواكل أو أقل (1 دولار)". 

ورغم انخفاض أسعار العنب، إلا أن زعرب يشكو من قلة الإقبال على الشراء بسبب انعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين، على حدّ قوله. 

والمزارع زعرب، واحد من عشرات المزارعين، الذين بدأوا بجني عناقيد العنب، عقب افتتاح الوزارة موسمه، مؤخرا.

وزارة الزراعة

وكيل وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة، إبراهيم القدرة، يقول إن مساحة الأراضي المزروعة بأصناف العنب المختلفة بلغت، هذا العام، نحو 6 آلاف دونم، الدونم يعادل ألف متر مربع.

وتابع في حديثه لوكالة "الأناضول" أن "من بين تلك الأراضي، حوالي 800 دونم مزروع بصنف العنب اللا بذري".

ويتوقع القدرة أن تنتج إجمالي الأراضي الزراعية نحو 750 طن من العنب، ويوضح أن كمية إنتاج محصول العنب لهذا العام، أقل من الأعوام السابقة، بسبب الظروف الجوية، التي أثّرت على الجودة والكمية. 

وأعرب عن أمنياته في قدرة المزارع الفلسطيني باسترداد جزء من رأس المال، الذي استثمره في زراعة العنب، والحصول على جزء من الأرباح التي تعوّض تعبه خلال العام. 

وأكد أن وزارته تدعم المنتج الوطني، لافتا إلى أنها تمارس هذا الدور منذ نحو 10 سنوات. 

وحقق قطاع غزة هذا العام اكتفاء ذاتيا بالفواكه بنسبة 55 بالمئة، فيما يحقق اكتفاء ذاتيا في جميع أنواع الخضروات بنسبة 100 بالمئة، كما أن هناك إمكانية لتصدير الفائض منه، على حدّ قوله. 

وبيّن القدرة أن وزارته أوقفت عملية استيراد العنب منذ نحو أسبوعين من أجل إعطاء الفرصة لتسويق العنب الفلسطيني، في السوق المحلي، مشيراً إلى أن ذلك سيستمر حتّى التأكد من تسويق كامل إنتاج الموسم لهذا العام.

 وتفرض إسرائيل حصارًا على سكان غزة، وهم أكثر من مليوني نسمة، منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، كانون الثاني/ يناير 2006، وشدّدته في العام التالي، إثر سيطرة "حماس" على القطاع، ضمن خلافات مع حركة "فتح" ما تزال مستمرة. 

وتخطّت نسبة الفقر في غزة حاليا 80 بالمئة فيما ارتفعت نسبة البطالة إلى نحو 54 بالمائة، حسب كل من اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، والمركز الفلسطيني للإحصاء. 

وفقا لتقرير أصدره برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، 19 كانون أول/ ديسمبر الماضي، فإن نحو 70 بالمئة من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي. 

 

التعليقات