الصفقات الأوروبية تلتهمُ شركة "سوناطراك" للمحروقات الجزائرية

أنتجت الجزائر، مؤخرًا، نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز خلال 2019، وفق بيانات "سوناطراك"، صدّرت منها ما يفوق 51 مليار متر مكعب نحو الخارج. وترتبط الجزائر بأوروبا عبر ثلاثة أنابيب تعبر البحر المتوسط.

الصفقات الأوروبية تلتهمُ شركة

شركة عمومية جزائرية تأسست لاستغلال الموارد البترولية في الجزائر (أ ف ب)

أنتجت الجزائر، مؤخرًا، نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز خلال 2019، وفق بيانات "سوناطراك"، صدّرت منها ما يفوق 51 مليار متر مكعب نحو الخارج، وترتبط الجزائر بأوروبا عبر ثلاثة أنابيب تعبر البحر المتوسط، الأول يمر عبر تونس إلى جزيرة صقلية الإيطالية، والثاني عبر الأراضي المغربية وصولًا إلى إسبانيا، والثالث عبر "ألميريا" جنوب إسبانيا في 2018 و2019.

وعقدت صفقات أوروبيّة من أجل توريد الغاز، مع شركة "سوناطراك" لمُدة طويلة، مما يجعلُ الشركة الجزائريّة أكثر ارتباطًا وتعلّقًا في السوق الأوروبيّة، ومُلبيّة لحاجاتها، ونذكرُ بأن هذه الجهات الأجنبيّة قد عقدت العديد من الصفقات في العام 2014 وقد اتهمت بالفساد والتورّط في عقودٍ بـ"المجان".

ووقعت الجزائر عقود تجديد صادرات الغاز لمعظم شركائها في أوروبا لفترات تراوحت بين 5 إلى 10 سنوات، على غرار تركيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال.

واعتبرت الجزائر حاليًا ثاني مورد للغاز إلى أوروبا بعد روسيا، بكميات بلغت العام الماضي أكثر من 36 مليار متر مكعب حسب أرقام رسمية لشركة "سوناطراك". وصدّرت الجزائر أكثر من 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بينما بلغت صادرات الجزائر نحو أوروبا، 16 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في 2019.

ووقعت "سوناطراك" عقد تجديد عقود توريد الغاز لشركة "ناتيرجي" الإسبانية، اعتبارا من 2019، لمدة 10 سنوات بكميات تقدر بـ 8 مليارات متر مكعب سنويا. وفي 2019 قامت سوناطراك، بتجديد عقود توريد الغاز نحو إيطاليا لكل من شركة "إيني" لمدة 10 سنوات بكميات تصل 10 مليارات متر مكعب سنويا، و"إينال" لمدة 8 سنوات بكميات تصل 3 مليارات متر مكعب كل عام. وجاء الدور على شركة "إديسون" الإيطالية التي تبدأ باستيراد الغاز الجزائري لـ 8 سنوات اعتبارا من 2020، بكمية تقدر بمليار متر مكعب كل عام.

وشملت تجديد العقود أيضا، البرتغال، من خلال شركة "غالب" التي ستستورد الغاز الجزائري لمدة 8 سنوات بكميات تبلغ 3 مليارات متر مكعب سنويا. وحذت "إنجي" الفرنسية حذو بقية شركاء سوناطراك في أوروبا، إذ جددت في نوفمبر/ تشرين ثاني 2019 عقود استيراد الغاز المسال من الجزائر لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد، بكميات تقدر بـ 1.7 مليار متر مكعب سنويا.

في السياق، يرى وزير الموارد المائية الأسبق الرئيس التنفيذي السابق لشركة "سوناطراك" الحكومية للمحروقات ما بين 1997 و2000، عبد المجيد عطار، أن صادرات الغاز نحو أوروبا لن تتأثر على الأقل حتى 2030. وعدّد عطّار عدة أسباب لعدم تأثر صادرات الغاز الجزائر نحو القارة العجوز حتى 2030؛ أولهم هو قدرات الإنتاج، حيث أن الجزائر تنتج حاليا بأقصى طاقتها وتصدر بأقصى طاقتها ما بين 45 إلى 50 مليار متر مكعب سنويا، مضيفًا إنه "سبب عدم تخطي مستويات الإنتاج القصوى الحالية، يعود لتراجع الاحتياطات وارتفاع الاستهلاك الداخلي من الغاز"، واستهلكت الجزائر في 2019 ما يفوق 45 مليار متر مكعب من الغاز (البيوت والقطاع الصناعي)، وهو رقم يقترب من صادرات البلاد نحو الخارج.

وفي هذا الصدد، دلّت تحقيقات المحكمة الجزائريّة منذ عام 2014 إلى تورّط مسؤولين في الطاقة في شبكةِ فساد دوليّة مع الجهات الأوروبيّة الطامحة لعقدِ الصفقات على أساس المُدة الطويلة، والهيمنة بتكتيكاتٍ جديدة على الغاز الجزائريّ، خلافًا للأساليب الاستعماريّة السابقة.

التعليقات