حرب الأسعار: اتفاق سعودي – روسي وشيك؛ وترامب يتوعد

توعدّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض "رسوما ضخمة جدًا" على واردات النفط، إذا ظلت أسعار النفط كما هي، قبل أن يستدرك أنه لا يتوقع أنه سيحتاج لذلك لأن لا روسيا ولا السعودية ستستفيد من استمرار حرب الأسعار بينهما.

حرب الأسعار: اتفاق سعودي – روسي وشيك؛ وترامب يتوعد

شركة "أرامكو" السعودية (أ ب)

توعدّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض "رسوما ضخمة جدًا" على واردات النفط، إذا ظلت أسعار النفط كما هي، قبل أن يستدرك أنه لا يتوقع أنه سيحتاج لذلك لأن لا روسيا ولا السعودية ستستفيد من استمرار حرب الأسعار بينهما، في وقت رجّح فيه مسؤول روسي أن بلاده والسعوديّة "قريبتان جدًا جدًا" من توقيع اتفاق بينهما.

وعندما سئل ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أمس، الأحد، عن الظروف التي سيفرض فيها هذه الرسوم قال "إذا استمرت أسعار النفط كما هي، سأفعل ذلك.. نعم رسوم ضخمة جدًا"

وهبطت أسعار النفط بنحو الثلثين هذا العام بعد أن عرقل فيروس كورونا الطلب، ومع زيادة روسيا والسعودية المنتجين الرئيسيين للنفط إنتاجهما في حرب بشأن الحصول على نصيب من السوق.

في السّياق ذاته، صرح رئيس الصندوق السيادي الروسي، لشبكة "سي إن بي سي" الأميركيّة، صباح اليوم، الإثنين، أن السعودية وروسيا "قريبتان جدا جدا" من اتفاق لخفض إنتاج النفط.

وقال الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديمترييف، أعتقد أن السوق بأسرها تدرك أن هذا الاتفاق مهم، وستحقق قدرا كبيرا من الاستقرار، وهو استقرار مهم جدا للسوق، ونحن قريبون جدا".

وقال ترامب من قبل إنه يتوقع توصل البلدين إلى اتفاق لخفض الإنتاج بمقدار 15 مليون برميل يوميا. ولم يؤكد أي من البلدين تصريحاته ولكن ترامب يتوقع أنه يمكن تفادي فرض رسوم. وأضاف "سأستخدم التعريفات إذا اضطررت لذلك. ولكن لا أعتقد أنه سيتعين عليّ ذلك لأن الروس لن يستفيدوا من ذلك ولن تستفيد السعودية من ذلك. النفط والغاز مصادر الدخل الرئيسية لهما ولذلك من الواضح أنه أمر سيء جدا بالنسبة لهما".

في حين قال مصدر سعودي رفيع، أمس، الأحد، إن أرامكو السعودية سترجئ إعلان أسعار البيع الرسمية لخاماتها لشهر أيّار/ مايو، حتى العاشر من نيسان/ أبريل، انتظارا لما سيسفر عنه اجتماع بين أوبك وحلفائها بخصوص تخفيضات إنتاج محتملة.

وتجتمع أوبك وحلفاؤها يوم الخميس لبحث تقليص محتمل لمعروض الخام العالمي من أجل إنهاء حرب الأسعار بين السعودية وروسيا، التي دفعت الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى التدخل.

وقال المصدر المطلع "إنّه إجراء غير مسبوق لم تأخذه أرامكو من قبل. أسعار البيع الرسمية لشهر أيار ستعتمد على ما سيسفر عنه اجتماع أوبك+. نبذل ما بوسعنا لإنجاحه، بما في ذلك أخذ هذه الخطوة غير العادية لتأجيل أسعار البيع الرسمية".

وتصدر أرامكو عادة أسعار البيع الرسمية بحلول الخامس من كل شهر، والتي تتحدد على أساسها أسعار الخامات الإيرانية والكويتية والعراقية وتؤثر على أكثر من 12 مليون برميل يوميا من النفط المتجه إلى آسيا.

وقال المصدر إن اجتماع أوبك+ كان مقررًا في البداية يوم الإثنين، لكنه تأجل إلى التاسع من نيسان "لإتاحة مزيد من الوقت للتواصل مع جميع المنتجين بمن فيهم أوبك+ وغيرهم".

وأضاف المصدر، بحسب "رويترز"، أن الرياض تريد تجنب تكرار نتائج اجتماع آذار الذي انهارت فيه محادثات النفط بين أوبك والحلفاء بسبب رفض روسيا خفض الإنتاج.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله أمس إن روسيا ترغب في محادثات بناءة حول الوضع في سوق النفط ولا ترى بديلا عن الحوار، وأضاف "روسيا لا تحبذ إنهاء اتفاق أوبك+. الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا ملتزمان بعملية تفاوض بناءة لا بديل عنها في سبيل استقرار سوق الطاقة العالمي".

وانتهت التخفيضات المنسقة بين أعضاء أوبك وغيرهم بقيادة روسيا في 31 آذار، بعد أن ساعدت في دعم أسعار النفط الخام منذ أن بدأت في يناير كانون الثاني 2017.

وسجّلت أسعار النفط أقل مستوى خلال 18 عاما في 30 آذار بسبب إجراءات العزل العام لاحتواء فيروس كورونا وفشل أوبك والمنتجين الآخرين في تمديد تخفيضات الإنتاج المنسقة.

وقال مصدر في أوبك لـ"رويترز"، يوم الجمعة، إن أوبك+ تناقش اتفاقا عالميا لخفض عشرة ملايين برميل أو حوالي عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية. وقالت مصادر إن أي اتفاق ينبغي أن يضم منتجين من خارج تحالف أوبك+.

وقال وزير النفط العراقي، أمس، الأحد، إن أي اتفاق جديد بحاجة لدعم كبار المنتجين من خارج تحالف أوبك+ مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج.

وطلبت شركات تكرير آسيوية من السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، خفض سعر البيع الرسمي للشهر الثالث على التوالي بعد أن نزلت أسعار خامات الشرق الأوسط وهوامش التكرير وسط إمدادات وفيرة وطلب أقل بسبب فيروس كورونا، بحسب مسح أجرته رويترز.

التعليقات