الدول المُنتجة للنفط ستخفض كميّة إنتاجيتها بمليون برميل يوميا

وصل لـ"رويترز" من مصادر داخليّة من "أوبك" وفي تقرير داخلي لمنظمة "أوبك +" بأن الدول المنتجة للنفط داخل مجموعة أوبك+ التي ضخت بما يزيد عن الإمداد المستهدف في الفترة من أيار/ مايو إلى تموز/ يوليو ستحتاج لخفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل

الدول المُنتجة للنفط ستخفض كميّة إنتاجيتها بمليون برميل يوميا

(pixabay) توضيحيّة

وصل لـ"رويترز" من مصادر داخليّة من "أوبك" وفي تقرير داخلي لمنظمة "أوبك +" بأن الدول المنتجة للنفط داخل مجموعة أوبك+ التي ضخت بما يزيد عن الإمداد المستهدف في الفترة من أيار/ مايو إلى تموز/ يوليو ستحتاج لخفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا لمدة شهرين من أجل التعويض.

تشمل مجموعة المنتجين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وقوى نفطية أخرى من بينها روسيا، والذين تعهدوا جميعا بتنفيذ تخفيضات غير مسبوقة بلغت 9.7 مليون برميل يوميا في أيار/ مايو للقضاء على تخمة هائلة في المعروض بعد أن بددت إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا الطلب على الوقود عالميا. ومع بدء تعافي الطلب، قلصت المجموعة حجم التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل يوميا في آب/ أغسطس.

وأخفقت بعض الدول مثل العراق ونيجيريا في الوفاء بتلك الأهداف وتتعرض لضغط من أعضاء آخرين "بأوبك+"، بما في ذلك السعودية أكبر منتج في المنظمة، لتقليص الإنتاج لضمان تعويضها بنهاية أيلول/ سبتمبر عن الإنتاج الزائد منذ الاتفاق على التخفيضات.

وقال مصدر من "أوبك" إن المقدار الذي تحتاج تلك الدول لخفضه يعادل 1.15 مليون برميل يوميا لمدة شهرين أو 2.31 مليون برميل يوميا لمدة شهر بحسب تقرير "أوبك+".

وقال المصدر من "أوبك" إن "تلك التخفيضات التعويضية لشهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر فقط، وهي بالإضافة إلى تخفيضات الإنتاج التي ينفذها الأعضاء حاليا".

وأضاف المصدر أن "التخفيضات الإضافية، إذا جرى توزيعها بالتساوي، ستعني أن الخفض الفعلي للإمدادات من المجموعة سيكون حوالي 8.5 مليون برميل يوميا في آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر.

وقال المصدر "يعني هذا أنك ستشهد انخفاضا كبيرا للمعروض بالسوق على مدار هذين الشهرين".

وقالت مصادر من "أوبك" إن تلك الدول في "أوبك+" التي ستعوض عن إنتاجها الزائد سيكون أمامها حتى نهاية الأسبوع المقبل لتقديم خطط إنتاجها المحدثة لآب/ أغسطس أيلول/ سبتمبر.

وفي نيسان/ أبريل، أدى تأثير جائحة فيروس كورونا على حركة السفر جوا وبرا وعلى قطاعات أخرى بالاقتصاد العالمي إلى تراجع أسعار النفط القياسية إلى أقل من 16 دولارا للبرميل. وأدى تخفيض "أوبك+" للإمدادات وانتعاش النشاط الاقتصادي بعض الشيء مع تخفيف إجراءات الإغلاق إلى صعود الأسعار إلى ما يقل قليلا فحسب عن 44 دولارا يوم الجمعة. ويهدد استمرار انتشار الفيروس حاليا توقعات تعافي الطلب على النفط.

إنتاج زائد

قال مصدر بـ"أوبك+" إن الإنتاج الزائد في أيار/ مايو كان نحو 1.3 مليون برميل يوميا، وفي حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 0.5 مليون برميل يوميا. ويعادل مجموع الإنتاج الزائد 2.3 مليون برميل يوميا لشهر واحد، أو 1.15 مليون برميل يوميا لشهرين.

ويعادل ذلك إجمالي 70 مليون برميل، أو ما يكفي لتحميل 70 ناقلة كبيرة من طراز سويس ماكس.

ويظهر التقرير أن "أوبك+" تتوقع تراجع الطلب على النفط في 2020 بواقع 9.1 مليون برميل يوميا، أي بزيادة 100 ألف برميل يوميا عن توقعها السابق، على أن يرتفع الطلب سبعة ملايين برميل يوميا في 2021.

لكن "أوبك+" تتوقع أيضا تصورا بديلا تضرب فيه موجة ثانية من تفشي الفيروس، تكون أقوى وأطول أمدا، أوروبا والولايات المتحدة والهند والصين في النصف الثاني من العام.

وفي ظل هذا التصور، أظهر التقرير أن من المتوقع أن يتراجع الطلب 11.2 مليون برميل يوميا في 2020، لتصل مخزونات النفط التجارية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الرابع إلى 233 مليون برميل فوق متوسط آخر خمس سنوات.

وستبلغ المخزونات 250 مليون برميل فوق متوسط آخر خمس سنوات في 2021.

الالتزام

تظهر البيانات أن العراق ونيجيريا هما الأقل التزاما من بين أعضاء "أوبك". وحتى الإمارات، التي أجرت تخفيضات طوعية إضافية في حزيران/ يونيو، أفرطت في الإنتاج بنحو 50 ألف برميل يوميا بين أيار/ مايو وتموز/ يوليو.

وبالنسبة للمشاركين من خارج "أوبك"، سجلت روسيا وقازاخستان إفراطا في الإنتاج قدره 280 ألف برميل يوميا و190 ألف برميل يوميا على الترتيب.

التعليقات