ألمانيا: "دليل قاطع" على تسمم المعارض الروسي نافالني بغاز الأعصاب

أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، أن الفحوص الطبية التي أُجريت للمعارض الروسي أليكسي نافالني، في مختبر تابع للجيش الألماني، أكدت وجود "دليل قاطع" على أنه كان ضحية تسميم بـ"غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك".

ألمانيا:

المعارض الروسي أليكسي نافالني (أ ب)

أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، أن الفحوص الطبية التي أُجريت للمعارض الروسي، أليكسي نافالني، في مختبر تابع للجيش الألماني، أكدت وجود "دليل قاطع" على أنه كان ضحية تسميم بـ"غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك".

وأضافت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، في بيان "إنه لأمر صادم أن أليكسي نافالني كان ضحية اعتداء بمادة كيميائية عصبية سامة في روسيا"، مطالبةً روسيا بإيضاحات "عاجلة" حول هذا التسميم.

وقالت الحكومة في بيان إنها "تدين هذا الاعتداء بأشد العبارات"، وتعتزم الحكومة الألمانية أيضًا "التواصل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" التي تمنع استخدام المواد من نوع نوفيتشوك.

واستُخدمت هذه المادة السامة ضدّ العميل السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا عام 2018 في إنجلترا بحسب السلطات البريطانية، في قضية تسببت بأزمة دبلوماسية بين لندن وموسكو.

ومادة "نوفيتشوك" هي مجموعة من غازات الأعصاب طورها الجيش السوفيتي في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وتؤثر هذه المادة على الجهاز العصبي بحيث يفقد الجسم السيطرة على العضلات، ما يؤدي إلى تقلّصها ثم إلى الشلل والموت المحتمل اختناقا أو بالسكتة القلبية.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن الحكومة الاتحادية في ألمانيا "ستبلغ شركاءها في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بنتائج التحقيق، وستبحث الحكومة ردا مشتركا مناسبا مع الشركاء في ضوء الرد الروسي".

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إنه استدعى السفير الروسي لدى برلين سيرغي نيتشايف، إلى مقر الوزارة، لمحادثات عاجلة بشأن قضية نافالني.

ميركل: تسميم نافالني "جريمة" لإسكات صوته

من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تصريح صحافي، أعقب إعلان الحكومة الألمانية وجود "دليل قاطع" على تعرض نافالني، لغاز أعصاب سام، إن المعارض الروسي تعرض لتسميم من أجل إسكات صوته.

وأضافت ميركل أنه "من المؤكد أن نافالني كان ضحية لجريمة يراد بها إسكاته، نيابة عن الحكومة الألمانية أدين الحادثة بشدة".

وأردفت "ننتظر التوضيح والرد من موسكو، هناك أسئلة جدية للغاية لا يمكن إلا للحكومة الروسية الإجابة عنها في الوقت الحالي".

وأكدت ميركل أن الحادثة لقيت اهتماما من العالم بأسره، والجميع ينتظر الرد.

وقالت إنها ستبلغ الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" بهذه القضية، وسيتم استدعاء السفير الروسي لدى برلين، وإبلاغه بالموضوع.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن متحدث باسم الكرملين قوله، إن ألمانيا لم تبلغ روسيا مباشرة بنتائجها التي تفيد بتعرض نافالني للتسميم بنوفيتشوك.

موسكو تطلب توضيحا من برلين بشأن "تعرض نافالني لتسميم"

وقالت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، إنها تنتظر ردا من الحكومة الألمانية، بخصوص إعلانها وجود "دليل قاطع" على تعرض نافالني، للتسمم بغاز أعصاب.

ونقلت وكالة "تاس" (حكومية) عن مسؤول في الوزارة، لم تسمه، أن المدعي العام الروسي قدم طلبا إلى نظيره الألماني للتوضيح، وأنهم ينتظرون الرد.

وقالت الخارجية الروسية إنه "لدينا انطباع بأن هناك من يمنع وزارة العدل والأطباء الألمان من التعامل معنا"، معتبرة أن "تصريحات برلين بشأن نافالني لا أساس لها من الصحة".

ولم تستبعد الخارجية الروسية أن "تكون تصريحات برلين بشأن نافالني تهدف إلى تبرير إجراءات معدة مسبقا ضد روسيا".

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إنه لم يتلق أي معلومات عن الموضوع من قبل الحكومة الألمانية.

فيما أفادت وكالة "تاس"، مستندة إلى مصادر أمنية، أن خبراء الجرائم الروس أكدوا عدم وجود مواد سامة في جسد نافالني.

من جانبه، أكد مدير صندوق مكافحة الفساد الذي أسسه نافالني أنه "وحدها الدولة" الروسية قادرة على استخدام غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك، وذلك بعدما أعلنت برلين عن وجود "دليل قاطع" على استخدام هذه المادة لتسميم المعارض.

وكتب إيفان جدانوف في تغريدة أن "وحدها الدولة (جهازا "إف إس بي" و"جي آر يو") قادرة على الحصول على نوفيتشوك. إنه أمر لا شك فيه"، في إشارة إلى جهاز الأمن الفدرالي الروسي وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية.

وفي هذا السياق، أفادت تقارير صحافية بهبوط حاد للروبل الروسي وانهيار في بورصة موسكو بعد إعلان برلين عن تسمم المعارض نافالني بغاز للأعصاب.

والأسبوع الماضي، رجح المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن يكون المعارض الروسي، الراقد في غيبوبة بمستشفى في برلين "ضحية اعتداء بالسم"، مبررا بذلك الحماية التي تقدمها الشرطة لنافالني في المستشفى.

وبناء على ذلك، دعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، روسيا إلى فتح تحقيق في "تسميم" نافالني (44 عاما)، فيما قالت موسكو إنها مستعدة لإجراء تحقيق شامل وموضوعي فيما حدث مع المعارض الروسي.

وتدهورت الحالة الصحية للمعارض الروسي عندما كان في رحلة جوية في 20 آب/ أغسطس المنصرم، ما أجبر الطائرة على الهبوط اضطراريا في مدينة أومسك الروسية. وبناء على طلب أقاربه، نقل نافالني، المحامي والناشط ضد الفساد، من مستشفى في سيبيريا، بناء على طلب أقاربه، إلى برلين لتلقي العلاج.

ويعتبر نافالني من أبرز الشخصيات المعارضة في روسيا، إذ يملك قاعدة شعبية واسعة ويمتلك القدرة على تحريك الشارع؛ غير أن مقربين من الكرملين يؤكدون أنه لا يمثل تحديا سياسيا أو يشكل منافسة للرئيس الروسي، فلاديمر بوتين.

التعليقات