اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول مرحلة ما بعد بريكست

توصّل المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست، اليوم الخميس، وفق ما أفاد مسؤولون من الجانبين.

اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول مرحلة ما بعد بريكست

فون دير لايين وجونسون (أ ب)

توصّل المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست، اليوم الخميس، من شأنه أن يخفف وطأة الضربة الاقتصادية الناجمة عن مغادرة المملكة المتحدة الوشيكة للتكتل بعد شهور من المفاوضات المضنية.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أنه تم التوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي، قائلا عبر تويتر "تم الاتفاق"، بعد أن كان متحدث باسم الحكومة البريطانية قد أكد الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست.

من جانبها، اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع المفاوض عن الاتحاد الأوروبي، ميشال بارنييه، أن الاتفاق "شامل وعادل ومتوازن".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن "الاتفاق مع بريطانيا سيحافظ على المصالح الاقتصادية الأوروبية"، وأضافت أنه "بعد التوصل لاتفاق نترك البريكست خلفنا وأوروبا ستواصل تقدمها". ودعت إلى لطي صفحة بريكست والنظر إلى المستقبل"، لافتة إلى أن "رحلة بريكست الطويلة انتهت بوصولنا إلى اتفاق مع بريطانيا".

وأوضح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، بارنييه، أنه "ستكون هناك تغييرات كبيرة ابتداء من أول كانون الثاني/ يناير المقبل". وذكر أن "شراكتنا (الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا) ستضمن التعاون في المجال النووي والفضائي والأمن وخدمات التأشيرات".

ونشر جونسون، الذي حقق فوزا كاسحا في انتخابات العام الماضي جرّاء تعهّده بـ"إنجاز بريكست" صورة له وهو يحتفل. بدورها، أفادت وزيرة التجارة الدولية، ليز تروس، بأن الاتفاق سيؤدي إلى "علاقة تجارية قوية" مع بروكسل وشركاء آخرين حول العالم.

وشدد جونسون على أن اتفاق مرحلة ما بعد بريكست سيصب في مصلحة الطرفين على ضفتي المانش، مشددا على أن بلاده ستبقى حليف أوروبا و"سوقها الأول". وقال جونسون في مؤتمر صحافي "هذا اتفاق جيد لكل أوروبا ولأصدقائنا وشركائنا كذلك" مضيفا "سنكون الصديق والحليف والداعم لكم وبالتأكيد لا يجب أن ننسى قط، سوقكم الأول".

ورحب البرلمان الأوروبي بالاتفاق، لكن رئيسه ديفي ساسولي قال إن "البرلمان يأسف لأن مدة المفاوضات وطبيعة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اللحظة الأخيرة لا تسمحان بمراقبة برلمانية حقيقية قبل نهاية العام".

وأوضح أن "البرلمان سيواصل عمله داخل اللجان المختصة وفي جلسات عامة"، قبل اتخاذ قرار في بداية عام 2021. ويعد الضوء الأخضر لأعضاء البرلمان الأوروبي ضروريًا لدخول الاتفاق رسميًا حيز التنفيذ، ولكن سيتم تطبيقه موقتًا لتجنب الخروج بدون اتفاق.

ووصفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الاتفاق بـ"النتيجة الجيدة"؛ وقالت في بيان "سنكون قادرين بسرعة على تحديد ما إذا كانت ألمانيا ستدعم نتيجة المفاوضات"، مضيفة أن حكومتها ستجتمع الاثنين لمراجعة الاتفاقية".

في المقابل، عبرت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجن، عن استيائها واعتبرت أن الوقت حان لتصبح إسكتلندا، وهي مقاطعة بريطانية، "دولة أوروبية مستقلة"؛ وقالت إن "الوقت حان لنرسم مستقبلنا الخاص كدولة أوروبية مستقلة"، فيما ترفض لندن السماح لإسكتلندا بعقد استفتاء جديد على الاستقلال.

وكتبت ستورجن في تغريدة "بريكست يتحقق عكس إرادة شعب أسكتلندا"، التي صوتت بنسبة 62% ضدّ الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرةً إلى أنه "لا يمكن لأي اتفاق على الإطلاق أن يعوّض عمّا أخذه بريكست منا".

وتعهد بارنييه الخميس بأن بروكسل ستقف إلى جانب الصيّادين الأوروبيين بعد مغادرة بريطانيا التكتل، علما بأن الاتفاق ينص على أنه سيكون على الصيادين الأوروبيين التخلي عن ربع الثروة السمكية التي يحصلون عليها حاليا في المياه البريطانية خلال السنوات الخمس ونصف المقبلة.

وسيزداد حجم الثروة السمكية التي يمكن للصيادين البريطانيين اصطيادها بعد اتفاق بريكست التجاري الذي أبرم اليوم، بعدما كانت تخضع لقواعد الحصص الأوروبية. وقال بارنييه "سيتطلب هذا الاتفاق جهودا. أعلم أن الاتحاد الأوروبي سيدعم صياديه. وسيرافقهم".

وبموجب الاتفاق التجاري لمرحلة ما بعد بريكست الذي تم التوصل إليه مع المملكة المتحدة الخميس، سيتم التفاوض على الوصول إلى المياه البريطانية الغنية بالثروة السمكية على أساس سنوي بعد انقضاء الفترة الانتقالية.

التعليقات