أفغانستان: مقتل مصور بوكالة "رويترز" وعملية لاستعادة السيطرة على معبر حدوديّ

قُتِل مصور يعمل لدى وكالة "رويترز" للأنباء، في أفغانستان، اليوم الجمعة، مع استمرار القتال  في عدة جبهات في البلاد.

أفغانستان: مقتل مصور بوكالة

بالقرب من معبر الحدود الباكستاني الأفغاني (أ ب)

قُتِل مصور يعمل لدى وكالة "رويترز" للأنباء، في أفغانستان، اليوم الجمعة، مع استمرار القتال في عدة جبهات في البلاد.

وتعرَّض المصور دانيش صديقي،أثناء تغط للقتل، أثناء تغطيته معارك بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي طالبان قرب معبر حدودي مع باكستان، كما أفادت "رويترز"، نقلا عن مسؤول في الجيش الأفغاني.

وقال رئيس الوكالة، مايكل فريدنبرغ، ورئيسة التحرير، أليساندرا غالوني في بيان: "نسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشكل عاجل بالتعاون مع السلطات في المنطقة".

عملية لاستعادة السيطرة على معبر حدودي رئيسي مع باكستان

وفي سياق ذي صلة، اشتبكت القوات الأفغانية مع مقاتلين من طالبان، اليوم، بعدما شنت عملية لاستعادة السيطرة على معبر سبين بولداك الحدودي الرئيسي مع باكستان، فيما يسعى المتمردون للتقدم في الشمال والاستيلاء على معقل زعيم الحرب المناهض للحركة عبد الرشيد دوستم.

ويتلقى العشرات من مقاتلي طالبان الجرحى العلاج في مستشفى باكستاني قرب الحدود بعد قتال ضار طوال الليل، كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وصرّح الملا محمد حسن الذي عرّف عن نفسه بأنه من مقاتلي طالبان لوكالة "فرانس برس"، قرب شامان في باكستان والواقعة على مسافة خمسة كيلومترات من الحدود، بأنه "قتل شخص وجرح العشرات من مقاتلينا".

وتدور معارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان على مشارف مدينة شبرغان عاصمة ولاية جوزجان في شمال أفغانستان ومعقل زعيم الحرب المعارض للحركة عبد الرشيد دوستم، كما أعلن نائب حاكم الولاية، قادر ماليا.

وقال ماليا إن "طالبان استولت أولا على مدخل شبرغان على الطريق من (ولاية) ساري بول المجاورة، لكنها لم تدخل البلدة، والقوات الحكومية تتصدى الآن لطالبان"، موضحا أن الجانبين "يقومان بعمليات كر وفر لكن لم يتمكن أي طرف من السيطرة بشكل كامل على أبواب المدينة".

وتقع ولاية جوزجان المتاخمة لتركمانستان بجوار مزار الشريف الولاية التي تحمل عاصمتها الاسم نفسه وتعد كبرى مدن شمال أفغانستان.

لكن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، ذكر أن طالبان "استولت على بوابة شبرغان... ووصلت إلى المدينة"، موضحا أن "ميليشيات دوستم هربت من المنطقة".

والزعيم الأوزبكي، عبد الرشيد دوستم (67 عاما) يتمتع بنفوذ كبير على الساحة السياسية الأفغانية رغم جرائم الحرب التي اتهم بارتكابها، بما في ذلك مقتل ألفين من عناصر طالبان في 2001 اختناقا في حاويات، لكنه ينفي هذه الاتهامات.

وقد عرف بقسوته والتقلب في ولاءاته، لا سيما خلال النزاع ضد الوجود السوفياتي بين 1979 و1989، وكان نائب الرئيس الأفغاني، أشرف غني، بين عامي 2014 و2020. وقد منح رتبة مارشال وهي الأعلى في الجيش الأفغاني في تموز/ يوليو 2020.

وتأتي هذه المعارك فيما اشتدت حدة الحرب الكلامية بين حكومة كابُل وإسلام أباد بعدما اتهم نائب الرئيس الأفغاني، الجيش الباكستاني، بتقديم "دعم جوي لطالبان في مناطق معينة".

ونفت باكستان هذا الادعاء مع إصدار وزارة الخارجية بيانا جاء فيه أن البلاد "اتخذت الإجراءات الضرورية داخل أراضيها لحماية قواتنا وسكاننا".

وأضاف البيان: "نعترف بحق الحكومة الأفغانية في اتخاذ إجراءات على أراضيها السيادية".

وأفاد سكان مدينة سبين بولداك التي سقطت في أيدي طالبان، الأربعاء الماضي، بوقوع معارك بين مقاتلي طالبان والجيش في السوق الرئيسي في المدينة الحدودية.

ويُعد المركز الحدودي أحد أهم المعابر من الناحية الإستراتيجية بالنسبة إلى طالبان، إذ يمكن الوصول عبره مباشرة إلى إقليم بلوشستان الباكستاني حيث تتمركز قيادة طالبان منذ عقود وينتشر عدد غير معروف من المقاتلين الاحتياطيين الذين يُرسلون إلى أفغانستان للقتال.

ومع استمرار الاشتباكات، أعلنت باكستان، أمس الخميس، أنها ستعقد مؤتمرا خاصا بشأن أفغانستان في إسلام أباد نهاية الأسبوع، رغم عدم دعوة مسؤولي طالبان.

وثمة مؤشرات أيضا على أن المحادثات الرسمية في الدوحة، المتوقفة منذ أشهر، يمكن أن تعاد.

وقال مساعد للرئيس الأفغاني أشرف غني لوسائل إعلام محلية إن حكومته طلبت تأجيل المؤتمر المقرر في إسلام أباد، لأن المفاوضين في طريقهم إلى قطر.

واستغلت حركة طالبان المراحل الأخيرة من انسحاب القوات الأجنبية لشن سلسلة من الهجمات المفاجئة والسريعة في كل أنحاء البلاد، وقد استولت على العديد من المناطق والمعابر الحدودية وطوقت عواصم ولايات.

التعليقات