واشنطن ولندن تحملان إيران مسؤولية الهجوم على السفينة قبالة عُمان

أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، اليوم الأحد، أن حكومته ترجح تورط إيران في الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي، في بحر العرب قبالة السواحل الإيرانية، ليل الخميس - الجمعة الماضي، وتسبب بمقتل اثنين من أفراد طاقم

واشنطن ولندن تحملان إيران مسؤولية الهجوم على السفينة قبالة عُمان

(أ ب)

حمّلت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، اليوم الأحد، إيران، مسؤولية الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي، في بحر العرب قبالة السواحل الإيرانية، ليل الخميس - الجمعة الماضي، وتسبب بمقتل اثنين من أفراد طاقم السفينة.

وجاء في بيان صدر عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن أن "الولايات المتحدة ‘واثقة‘ بأن إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلة النفط"، وشدد بلنكين على أن واشنطن "تتشاور مع حكومات المنطقة وخارجها من أجل رد مناسب ووشيك".

وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، اليوم الأحد، أن حكومته ترجح تورط إيران في الهجوم، وذلك في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، في حين أصدرت وزارته بيانا مفصلا تعهدت من خلاله بـ"رد منسق على هذا الهجوم غير المقبول".

وقال وزير الخارجية البريطاني: "نعتقد أن الهجوم على ‘أم في ميرسير ستريت‘ قامت به إيران، وكان متعمدا ومحدد الهدف وغير قانوني"، وأضاف أن حكومته "تدعو إيران إلى التوقف الفوري عن الأنشطة التي تهدد السلام والأمن الإقليميين والدوليين".

وأدانت الحكومة البريطانية، في بيان مفصّل صدر عن خارجيتها، "الهجوم غير المشروع والقاسي على سفينة تجارية قبالة سواحل عُمان، مما أسفر عن مقتل مواطن بريطاني وآخر روماني". وتابع البيان أنه "نعتقد أن هذا الهجوم كان متعمدا ومحدد الهدف وانتهاكا واضحا للقانون الدولي من قبل إيران".

وتابع البيان أنه "خلصت التقييمات البريطانية إلى أنه من المحتمل جدًا أن تكون إيران قد هاجمت ميرسير ستريت، في المياه الدولية قُبالة سلطنة عُمان في 29 تموز/ يوليو باستخدام طائرة مُسيرة أو أكثر".

وأضاف أنه "يجب على إيران إنهاء مثل هذه الهجمات، ويجب السماح للسفن بالإبحار بحرية وفقًا للقانون الدولي". شدد على أن "بريطانيا تعمل مع شركائها الدوليين على رد منسق على هذا الهجوم غير المقبول".

وبعيد إصدار البيان البريطاني، جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، أن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، تحدث إلى قائد الجيش البريطاني، الجنرال نيك كارتر. وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي أن "الاثنين (كوخافي وكارتر) ناقشا الأحداث الاخيرة في المنطقة والتحديات المشتركة للبلدين".

وفي وقت سابق اليوم، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الاتهامات الموجهة إلى بلاده في هذا الشأن. وقال خلال مؤتمر صحافي: "على النظام الصهيوني (...) وقف مثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها". وأضاف: "هذه ليست المرة الأولى التي يوجهون فيها مثل هذه الاتهامات المباشرة"، مشددا على أنها "مدانة".

من جانبه، كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، الاتهامات الإسرائيلية لإيران بتنفيذ الهجوم، وقال: "سمعت أن إيران تحاول بجبن التملص من مسؤوليتها عن الحادث، وتنفي ذلك. أنا أصرح بشكل قاطع أن إيران هي التي نفذت الهجوم".

وهدد بينيت من أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين في حال لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات ضد طهران. وقال "على أي حال، نحن نعرف كيف نرسل رسالة إلى إيران بطريقتنا الخاصة".

وأتى هذا التحذير الإسرائيلي بعد تحذير إيراني على لسان خطيب زادو، من أن طهران "لن تتردد للحظة واحدة في الدفاع عن مصالحها العليا وأمنها القومي".

ولم تتبن أي جهة الهجوم، لكن شركة "درياد غلوبال" المتخصصة في الأمن البحري تحدثت عن "أعمال انتقامية جديدة في الحرب التي تجري في الخفاء بين القوتين"، في إشارة إلى إيران وإسرائيل.

ويأتي الإعلان البريطاني في ظل المساعي الإسرائيلية لإقناع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بتحميل إيران المسؤولية عن الهجوم؛ فيما أشار محللون إسرائيليون اليوم، إلى احتمال تردد إسرائيل في الرد على مهاجمة السفينة.

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيت، ووزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، يائير لبيد، مداولات، أمس، حول مهاجمة السفينة؛ وبحسب التقارير، تركز إسرائيل في هذه المرحلة على نشاط دبلوماسي بهدف دفع ثلاث خطوات.

وتتمثل المساعي الإسرائيلية بدفع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى إلى إصدار بيانات تحمل من خلالها إيران المسؤولية عن مهاجمة السفينة. والخطوة الثانية التي تريد إسرائيل دفعها هي إجراء تحقيق دولي في الهجوم. والخطوة الثالثة هي عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الهجوم.

التعليقات