الاتحاد الأوروبي يقدم "نصا نهائيا" للاتفاق النووي... إيران تدرسه

قدّم الاتحاد الأوروبي "نصا نهائيا" في ختام المفاوضات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أوروبي رفيع، مساء اليوم، الإثنين.

الاتحاد الأوروبي يقدم

مورا وبوريل يجتمعان مع المسؤولين في الخارجية الإيراني، أرشيفية (Getty Images)

قدّم الاتحاد الأوروبي "نصا نهائيا" في مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وفق ما أعلن مسؤول أوروبي، مساء اليوم، الإثنين، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق "في غضون بضعة أسابيع"، فيما أكدت طهران أنها لا تزال في طور دراسته، وذلك بعد أيام من استئناف مباحثات مع القوى الدولية في فيينا.

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن "نص الاتحاد الأوروبي هو الأساس الوحيد الممكن لإحياء الاتفاق النووي مع إيران"، وقالت إن واشنطن "مستعدة للتوصل سريعا إلى اتفاق على أساس مقترحات الاتحاد الأوروبي"، وأضفات أن "إيران قالت مرارا إنها مستعدة لإحياء الاتفاق وعلينا أن نرى إن كانت أقوالها تطابق أفعالها".

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم، إنه تم تقديم نص نهائي، مع انتهاء المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا. وكتب بوريل على "تويتر": "ما يمكن التفاوض عليه تم التفاوض عليه وهو الآن في نص نهائي. ومع ذلك خلف كل قضية فنية وكل فقرة يكمن قرار سياسي يجب اتخاذه في عواصم" الدول المعنية.

وقال مسؤول، في إحاطة قدمها للصحافيين من فيينا، إنه "عملنا على مدى أربعة أيام وبات النص اليوم مطروحا أمام كبار الممثلين". وأوضح أن "المفاوضات انتهت وهذا هو النص النهائي... ولن يعاد التفاوض عليه".

جاء ذلك فيما غادر وفد التفاوض الإيراني فيينا عائدا إلى طهران، بعد مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، استمرت عدة أيام، شملت وفود التفاوض عن كافة الدول الموقعة على الاتفاق (إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وفرنسا) بعد جمود استمر شهورا.

ونفت إيران، اليوم الإثنين، صحة ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، حول احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي في المفاوضات النووية في فيينا خلال الساعات المقبلة، فيما كشفت أكدت طهران أن هناك "تقدما جيدا" في اتجاه حلحلة قضيتي الضمانات ونطاق العقوبات.

كما غادر المنسق الأوروبي للمحادثات النووية، إنريكي مورا، فيينا، مساء اليوم، بعد أن كان قد وصل إليها مساء الأربعاء الماضي، قبل انطلاق جولة التفاوض الحالية، يوم الخميس الماضي، في مسعى لإنقاذ اتفاق العام 2015، الذي أتاح رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

وقال المسؤول الأوروبي إن "الكرة الآن في ملعب العواصم (المعنية) وسنرى ماذا سيحدث"، مضيفا أن "شخصا لن يبقى في فيينا" لإجراء أي مفاوضات إضافية؛ في المقابل، ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية، أن المشاورات ستستمر مع المنسق الأوروبي للمحادثات والأطراف الأخرى.

وبينما شدد المسؤول الأوروبي على "نوعية" النص، قال إنه "نأمل بشدة بأن تتم الموافقة عليه" وبأن يتم التوصل إلى اتفاق "في غضون بضعة أسابيع"، وما تزال هناك عقبة رئيسية إذ تطالب إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنهاء قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع إيرانية غير معلنة "بالكامل".

وفي تعليقه على الأمر، قال المسؤول الأوروبي إن هذه القضية "لا علاقة لها بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي). وفي الوقت نفسه، تصر إيران على أنها أساسية. آمل في أن تتوصل إيران إلى اتفاق (بهذا الشأن) مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذ إن ذلك سيسهل العديد من الأمور".

إيران "تدرس" النص النهائي الأوروبي المقترح

من جانبها، أكدت إيران أن "النص النهائي" الذي أعلن الاتحاد الأوروبي طرحه في مباحثات إحياء الاتفاق النووي، لا يزال قيد المراجعة من قبلها وستقدم "آراء إضافية" بشأنه، وفق ما أورد الإعلام الرسمي.

ونقلت وكالة "إرنا" عن مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية (لم تسمه)، أن طهران أبلغت الدبلوماسي الأوروبي، إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق المباحثات، "ردنا الأولي" على النص المقترح.

وأوضح المسؤول الإيراني أنه "بطبيعة الحال، هذه البنود تحتاج إلى مراجعة شاملة، وسننقل آراءنا الإضافية واعتباراتنا إلى المنسق والأطراف الأخرى".

وقال المسؤول الإيراني إنه "خلال جولة المفاوضات الأخيرة بحثنا عددا من مقترحاتنا وحققنا تقدما نسبيا"، وأضاف "أبلغنا المنسق الأوروبي ردنا حول الأفكار التي طرحها وتحتاج إلى بحث مفصل".

وشدد على أن "المبدأ الأساسي لنا في المفاوضات هو ضمان حقوق ومصالح إيران"، مشيرا إلى أن "مخاوف فريقنا المفاوض كانت تتمثل في كيفية تنفيذ الاتفاق واستفادة إيران منه".

كما شدد المسؤول على أن "إيران ليست في مرحلة الحديث عن إتمام الصفقة... قدمنا ردودا أولية على المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي... طهران ستنقل مقترحات ورؤى إضافية بعد مناقشات وافية في طهران".

من جانبه، اعتبر مستشار الوفد الإيراني المفاوض أن "الكرة الآن في ملعب واشنطن وهي مطالبة بنص يضمن احترام التزاماتها"، وقال إن "أي اتفاق في فيينا يجب أن يكون واضحا وأن يضمن تنفيذه دون عوائق".

وأوضح المستشار الإيراني أن "طهران ستواصل انخراطها البناء في مناقشة المقترحات التي قدمت في محادثات فيينا"، واعتبر أن "دور المنسق الأوروبي حاسم والأمر بيد بقية الأطراف لاتخاذ قرار بشأن النص النهائي".

وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قد قال أمس، الأحد، إنه "نعتقد أن على الوكالة الدولية حل مسائل الضمانات (النووية) المتبقية بالكامل عبر اعتماد مسار تقني والنأي بنفسها عن المسائل المنحرفة سياسيا وغير البنّاءة".

التعليقات