02/02/2023 - 15:18

اقتحام كنيسة "حبس المسيح" في القدس المحتلة... هذا ما حدث

قالت محافظة القدس في بيان صحافي مقتضب، إن ثلاثة مستوطنين اقتحموا مبنى الكنيسة، وقاموا بتكسير وتحطيم محتوياتها، وحاولوا إشعال النار فيها.

اقتحام كنيسة

من داخل الكنيسة عقب اقتحامها (Getty Images)

اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس المحتلة وحاولوا إضرام النار فيها، فيما أكد حارس في الكنيسة، أن "المعتدي إسرائيلي حتى وإن قالت الشرطة الإسرائيلية إنه سائح أميركي"، كما زعمت في بيان.

وقالت محافظة القدس في بيان صحافي مقتضب، إن "ثلاثة مستوطنين اقتحموا مبنى الكنيسة الواقع مقابل المدرسة العمرية، وقاموا بتكسير وتحطيم محتوياتها، وحاولوا إشعال النار فيها".

حطّم المستوطنون محتويات في الكنيسة

وأضافت أن "الحارس الموجود في المكان تصدى للمستوطنين، وقام بإبلاغ الشرطة التي تتواجد في المكان"، بعد الاعتداء.

وتتعرض كنائس القدس وممتلكات المسيحيين إلى اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، والتي كان آخرها تحطيم شواهد 30 قبرا في مقبرة تابعة للكنيسة الأسقفية الإنجيلية في المدينة المحتلة.

من جانبها، ذكرت شرطة الاحتلال في بيان أنه تم "القبض على سائح أميركي يشتبه في قيامه بتخريب وتحطيم تمثال في كنيسة بالبلدة القديمة بالقدس".

وأضافت أن "مركز الشرطة... تلقى صباح اليوم، بلاغًا عن عمل تخريبي في كنيسة بالبلدة القديمة في القدس. واعتقلت الشرطة... وبمساعدة حارس أمن الكنيسة، سائحًا أميركيًا في الأربعينيات من عمره مشتبهًا به، قام بتخريب وتحطيم تمثال في الكنيسة. تم نقل المشتبه به للتحقيق في ملابسات القضية"، علما بأن فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، أظهر أن حارس الأمن هو الذي سيطر على المقتحم، كما ظهر في المقطع المصور، أن الحارس ذاته كان يستدعي الشرطة الإسرائيلية إلى الموقع.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتحام المستوطنين للكنيسة، مؤكدة أن الاقتحام جريمة تندرج في إطار ما ترتكبه سلطات الاحتلال وجمعياتها ومنظماتها الاستيطانية من اعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المحتلة.

وقالت الخارجية في بيان صحافي اليوم الخميس، إن هذا "الاعتداء يندرج في إطار محاولات تهويد المقدسات وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها كجزء لا يتجزأ من استهداف المدينة المقدسة لتكريس تهويدها، وضمها وتغيير هويتها ومعالمها وتهجير مواطنيها، وفصلها تماما عن محيطها الفلسطيني".

وطالبت "المجتمع الدولي والدول والهيئات الدولية والأممية ذات العلاقة، بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية لشعبنا عامة وللقدس ومقدساتها خاصة".

"العليا" لمتابعة شؤون الكنائس: نتيجة حتمية للتحريضات التي ترعاها الحكومة الإسرائيلية

في السياق، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، الاعتداء على كنيسة "حبس المسيح"، وقالت في بيان صدر عن رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي خوري، إن "تصاعد الاعتداءات والاقتحامات لدور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية هو النتيجة الحتمية للتحريضات التي ترعاها حكومة الاحتلال العنصرية تجاه كل ما هو غير يهودي".

وأضاف "أنه لا يمكن تصنيف هذه الأفعال بالعمل الفردي، إنما هذه سياسة تعبئة عنصرية ممنهجة يقودها قادة الفاشية الإسرائيلية، لتفريغ القدس من سكانها الأصلين وتهويدها".

وأكد خوري أن "إرادة الشعب الفلسطيني صامدة أمام كافة التحديات، ولن يتخلى أبناء شعبنا عن عاصمتنا المحتلة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، التي لن تخضع لتهديدات إسرائيل وحكوماتها العنصرية ومستوطنيها".

وطالب "كنائس العالم بالتحرك الفوري والعاجل، والضغط على حكوماتها لتوفير الحماية الدولية، ومعاقبة إسرائيل على كافة الانتهاكات للقوانين الدولية التي تجرم الاعتداء على دور العبادة والمقدسات".

ماجد الرشق... المقدسيّ الذي أوقف الاعتداء

وأوقف ماجد الرشق، وهو من سكان القدس المحتلة، اعتداء المتطرف على الكنيسة. والرشق هو حارس في الكنيسة الموجودة في طريق الآلام الشهير الذي يمر منه مئات آلاف السياح المسيحيين سنويا.

وأكد الرشق في تصريحات نقلتها عنه وكالة "الأناضول" للأنباء، أن المتطرف "إسرائيلي" حتى وإن قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنه سائح أميركي.

وأضاف الرشق: "لقد شاهدته أكثر من مرة في المنطقة واليوم صباحا مر من هنا، وهو دائما يمر من هنا، وكان يرتدي ’كيباه’" أي القلنسوة التي يرتديها الحريديون اليهود على الرأس.

وكان الرشق نجح في السيطرة على المتطرف أثناء محاولته تدمير تمثال للمسيح داخل الكنيسة باستخدام مطرقة، ومحاولة إحراقها.

وألقاه الرشق أرضا قبل أن تعتقل الشرطة الإسرائيلية المعتدي وتحوله إلى التحقيق، بحسب ما أعلنت.
وقال الرشق: "اسمي ماجد الرشق وأعمل حارسا في الكنيسة منذ 20 عاما"، وروى تفاصيل الحدث بالقول: "كانت هناك مجموعات سياحية، ودخل بينهم شخص يحمل حقيبة على كتفه ودخل إلى الكنيسة وهي مكان مقدس يأتي إليه الكاثوليك من كل أنحاء العالم".

وأضاف: "بعد خروج مجموعتين سياحيتين من إسبانيا وإندونيسيا، سمعت صوت ضرب شديد، وصعدت إلى المكان حيث يوجد تمثال للمسيح، وكان هذا الشخص يحطم به بمطرقة".

وتابع: "حاولت أن أمسك به وحاول ضربي بالمطرقة، وتمكنت من إنزاله ولكنه أسقط التمثال، وحاول أن يفتح حقيبته لإخراج شيء ما، ولكن تمكنا من السيطرة عليه وجاء رجال الدين وجاءت الشرطة وأخذوه".

"تشجيع ودعم من الحكومة الإسرائيلية الحالية"

وفيما ذكرت الشرطة في بيانها أنه "تم فحص الاشتباه في أن المشتبه به المعتقل، مختل عقليا"، أيّد المسؤول في كنيسة اللاتين في القدس، بيتر شانبيل، أقوال الرشق بأن المعتدي متطرف.

وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "استهدف متطرف يهودي، صباح اليوم، تمثال المنقذ في المحطة الأولى في طريق الآلام الشهير في القدس".

وأضاف: "أهلا بكم في إسرائيل الكراهية الجديدة للمسيحيين، بتشجيع ودعم من الحكومة الحالية".

ولفت الرشق إلى أن المتطرف صاح عندما سيطر عليه: "وكان يقول أنا حطمته، وكلمات سيئة ضد المسيح وأنه يجب تحطيم هذه التمثال".

وأشار الرشق إلى أن هذه ليست أول مرة، وتم الاعتداء علي شخصيا أكثر من مرة وانا اشتكيت للشرطة في الماضي 3 مرات عن اعتداء شخصي".

وقال: "إنهم يبصقون علينا ويشتموننا ويضربوننا، وللأسف فإن نفس الأشخاص الذين نتقدم بشكاوى ضدهم، يعودون مرة أخرى للاعتداء علينا، وهذا حدث أكثر من مرة".

وأضاف: "نقدم الشكاوي ثم يقولون تم إغلاق الملف".

وبدوره، أشار الأب أوغوينو ألياتا، مدير المتحف في الكنيسة، إلى أن "التمثال جاء إلى هذه الكنيسة من إسبانيا في العام 1912".

ولفت إلى أثار الاعتداء بالقول: "إنها آثار الاعتداء من قبل المجرم".

وقال الأب ألياتا: " الدين يجب Hن يساعد الناس على الارتباط ببعضهم البعض لأن الجميع مرتبطون بالله، والله يجمع الجميع ولكن هناك أناس ليسوا متدينين حقيقة".

ووصف الرشق ما جرى بأنه " كان حدث مؤلم جدا، ومن الجيد أننا تمكنا من الإمساك به قبل أن يقوم باعتداء أكبر".

وفي الأسبوع الماضي، اعتدى متطرفون إسرائيليون على سكان وممتلكات بطريركية الأرمن، فيما تم في الشهر الماضي الاعتداء على مقبرة مسيحية خارج أسوار البلدة القديمة.

ويأتي الاعتداء الإرهابي، فيما كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد حمّل خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أول من أمس الثلاثاء، بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله "ما يحدث اليوم من تصعيد"، للحكومة الإسرائيلية، "بسبب ممارساتها التي تقوض حل الدولتين وتخالف الاتفاقيات".

وقال عباس خلال اللقاء إن "استمرار معارضة جهود شعبنا الفلسطيني للدفاع عن وجوده وحقوقه المشروعة في المحافل والمحاكم الدولية، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، هي سياسة تشجع المحتل الإسرائيلي على المزيد من ارتكاب الجرائم وانتهاك القانون الدولي".

وأشار إلى أن ذلك يأتي "في الوقت الذي يتم التغاضي فيه، دون رادع أو محاسبة، لإسرائيل التي تواصل عملياتها أحادية الجانب، بما يشمل الاستيطان، والضم الفعلي للأراضي، وإرهاب المستوطنين، واقتحام المناطق الفلسطينية، وجرائم القتل، وهدم المنازل، وتهجير الفلسطينيين، وتغيير هوية القدس، وانتهاك الوضع التاريخي واستباحة المسجد الأقصى، وحجز الأموال، وما يرافق ذلك من عمليات التطهير العرقي والأبارتهايد".

التعليقات