السودانيّون يؤكّدون مواصلة الاحتجاج والجيش يطالبهم بالالتزام بحظر التجول

أعلن وزير الدفاع السوداني بعد ظهر اليوم الخميس، من خلال بيان الجيش عن تغيير كل أركان النظام والتحفظ على الرئيس المعزول عمر البشير، مؤكدا اعتقال البشير ورموز النظام والتحفظ عليهم، والإعلان عن حالة طوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر.

السودانيّون يؤكّدون مواصلة الاحتجاج والجيش يطالبهم بالالتزام بحظر التجول

الخرطوم (أ ب)

أعلن وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، بعد ظهر اليوم الخميس، من خلال بيان الجيش عن تغيير كل أركان النظام والتحفظ على الرئيس المعزول عمر البشير، مؤكدا اعتقال البشير ورموز النظام والتحفظ عليهم، والإعلان عن حالة طوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لعامين.

تشكيل مجلس عسكري ومرحلة انتقالية لعامين

وقال وزير الدفاع خلال استعراض البيان العسكرية، إنه تم الاتفاق على تشكيل مجلس عسكري انتقالي بالسودان من 13 عضوا، كما تم الاتفاق على أن يتألف المجلس من 7 أعضاء من الجيش وعضوين لكل من الأمن والشرطة والدعم السريع.

وجاء في البيان العسكري، أن وزارة الأمن عملت على تهيئة المناخ لانتقال سلمي للسلطة وإجراء انتخابات نهاية الفترة الانتقالية لعامين، وذلك بعد تعطيل العمل بدستور 2005 وحل مؤسسة الرئاسة والبرلمان، وحل المجلس الوطني ومجالس الولايات، وإجراء انتخابات في نهاية الفترة الانتقالية.

اعتقال البشير ورموز النظام والتحفظ عليهم بمكان آمن

وأكد وزير الدفاع في البيان العسكري، اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن، وإغلاق المجال الجوي والمطارات وغيرها من نقاط الدخول مع تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور.

وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي وللتغطية على الانقلاب العسكري، طالب وزير الدفاع السوداني الشعب بتحمل الإجراءات الأمنية المشددة، وأعلن عن إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وفرض وقف إطلاق النار في البلاد. قائلا: "سأكون رئيسا للجنة الأمنية التي تتولى عملية الانتقال السياسي".

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سودانية أن الجيش أصدر تعميما لكافة وحداته أكد فيه استلامه للسلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.

وتحدثت تقارير عن اجتماع بين القادة العسكريين دون حضور الرئيس البشير. وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، في حين تفيد التقارير بأن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة.

وصباح اليوم تنحى الرئيس عمر البشير من منصبه بعد أن أبلغه ضابط أنه لم يعد رئيسا للجمهورية. وأعلنت القوات المسلحة السودانية أنها بصدد إصدار بيان هام، بينما انتشرت آليات عسكرية في محيط القصر الجمهوري.

المعارضة السودانية ترفض الانقلاب العسكري ومئات الآلاف يهتفون ضد عوف

وفور انتهاء وزير الدفاع من قراءة البيان العسكري، أعلن تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة، رفضهم لأي انقلاب عسكري جديد يعيد إنتاج أزمات السودان، فيما هتف مئات الآلاف من المعتصمين بسقوط وزير الدفاع بن عوف أمام مقر قيادة الجيش السوداني.

وقال بيان مشترك صادر عن التجمع وتحالفات أحزاب "نداء السودان" و"الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي الديمقراطي" إنه "لا يمكن مخاطبة الأزمة من خلال انقلاب عسكري".

وأضاف البيان أن "حكم عمر البشير جاء بانقلاب عام 1989 وهو سبب الأزمة المزمنة للسياسة السودانية".

وأفاد أنه "لا حل للأزمة سوى بتسليم السلطة لحكومة مدنية يتم التوافق عليها وفق ميثاق إعلان الحرية والتغيير".

وشدد على استمرار الاعتصام حتى تحقيق أهداف الثورة المنشودة.

مراحل الإطاحة بالبشير والتحضير للانقلاب العسكري:

أفادت وكالة "رويترز" أن مصادر حكومية تؤكد تنحية البشير وإجراء مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي، فيما وردت أنباء عن وضع البشير تحت الإقامة الجبرية واعتقال حرسه الخاص، وبحسب "الأناضول"، فقد وردت أنباء عن تنحي عمر البشير عن رئاسة السودان وتسليم السلطة لقيادة الجيش.

وقالت مراسلة التلفزيون العربي، إن تأخير إذاعة بيان الجيش السوداني، سببه انقلاب على الانقلاب ومن المتوقع إذاعته قريبا جدا.

الجيش يبحث تعيين وزير الدفاع لرئاسة المجلس العسكري

وتضاربت الأنباء بشأن تأخر صدور بيان الجيش السوداني بخصوص تطور الأحداث في البلاد، إذ أعلن منذ فجر اليوم عن قرب إذاعة البيان، لكنه لم يصدر حتى اللحظة.

ونقلت وكالة الأناضول عن مراقبين قولهم إن تأخير إذاعة البيان يعود إلى تحديد ردة فعل الشارع وقبوله تولي عوض بن عوف النائب الأول لرئيس الدولة ووزير الدفاع الفريق أول رئاسة المجلس العسكري.

وحسب المراقبين، فإن تولي عوض بن عوف سيواجه برفض كبير من المعارضة التي حددت موقفها المطالب بتسليم السلطة لمجلس انتقالي ليس فيه رموز النظام.

قوات الجيش تقحم مقر المؤتمر الوطني والتحذير من تكريس السلطة العسكرية

إلى ذلك قالت وكالة "رويترز" إن قوات من الجيش السوداني داهمت مقر الحركة الإسلامية المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني، فيما قال المتحدث باسم قوى الإجماع الوطني السودانية: "لن نقبل باستبدال سلطة عسكرية بسلطة عسكرية أخرى".

ومن المتوقع أن تصدر القوات المسلحة السودانية، اليوم الخميس، "بيانا هاما"، وفقما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في السودان، فيما توافد آلاف السودانيين إلى محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم للانضمام للمعتصمين.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سودانية أن الجيش أصدر  تعميما لكافة وحداته أكد فيه استلامه للسلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.

وتحدثت تقارير عن اجتماع بين القادة العسكريين دون حضور الرئيس البشير. وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، في حين تفيد التقارير بأن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة.

محاصرة منازل أشقاء البشير وإطلاق سراح قادة المعارضة السودانية

وأفادت وكالة "الأناضول"، أن قوات من الجيش حاصرت منزل أشقاء البشير بضاحية كافوري بمدينة بحري شمال الخرطوم، فيما قامت قوات من الجيش إطلاق سراح قادة المعارضة السودانية من سجن كوبر بالخرطوم.

وبينما لا يزال يعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقرّ الجيش في الخرطوم للمطالبة بتنحّي الرئيس البشير، لم تقدم وسائل الإعلام مزيدا من التّفاصيل، واكتفت ببثّ أناشيد وطنيّة، فيما أفادت الأنباء عن وضع البشير تحت الإقامة الجبرية واعتقال حرسه الخاص.

ونقل "العربي الجديد" عن مصادر إن ضباط الجيش تسلموا السلطة في السودان، دون أن ترد بعد أية تفاصيل أخرى. كما أفاد، سماع إطلاق نار لفترة محدودة داخل مقر القيادة العامة للجيش.

أنباء عن اعتقال 100 شخصية مقربة من البشير بينهم رئيس الحكومة

وذكرت مصادر صحفية صدور تعليمات عن الجيش لأجهزة الأمن السودانية بالتزام أماكنها، فيما أفادت باعتقال أكثر من 100 شخصية مقربة من البشير، بينهم رئيس الحكومة محمد طاهر أيلا.

ونقلت "رويترز" عن شاهد عيان قوله إن الجيش السوداني نشر قوات في محيط وزارة الدفاع، بينما انتشر جنود وأفراد أمن على طرق وجسور رئيسية في العاصمة الخرطوم في وقت مبكر يوم الخميس.

وأضاف أن الآلاف تدفقوا للاعتصام خارج وزارة الدفاع.

منظمو التظاهرات يدعون أهالي الخرطوم للتوجه قبالة مقر الجيش

 إلى ذلك، دعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير أهالي الخرطوم الخميس للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان "نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".

وعلى الفور، شوهد العديد من المعتصمين يتجهون إلى مكان الاعتصام، وهم يرفعون شارات النصر، بينما كان البعض يهتف "سقطت، سقطت".

ويأتي ذلك بعد ستة أيام من اعتصام آلاف المتظاهرين أمام مقر الجيش في الخرطوم للمطالبة بتنحي البشير. كما طالب المعتصمون الجيش بالانضمام إلى مطلبهم. ولم يتدخل الجيش حتى الآن لتفريق المتظاهرين.

وذكر التلفزيون الرسمي في وقت سابق أن الجيش سيصدر بيانا مهما وسط تكهنات بشأن عزل البشير بعد شهور من الاحتجاجات على حكمه المستمر منذ 30 عاما.

وجاء إعلان الهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون في وقت يعتصم آلاف المتظاهرين أمام مقرّ الجيش في الخرطوم لليوم السادس على التوالي للمطالبة بتنحّي البشير.

وقال شهود عيان لوكالة "فرانس برس" إنهم شاهدوا العديد من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود تدخل مقر الجيش في ساعات مبكرة صباح الخميس.

يشار إلى أن مقر الجيش يضم المقر الرسمي للبشير ووزارة الدفاع.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن "لجنة أطباء السودان" النقابية المعارضة أعلنت، الثلاثاء، في بيان، تسجيل مقتل 21 شخصاً، بينهم 5 عسكريين، منذ السبت، في محيط مقر قيادة الجيش بالخرطوم.

وأوضح بيان اللجنة أن ّتدخل الأمن لفض اعتصام في محيط المقر، أسفر كذلك عن إصابة 153 شخصاً.

إلى ذلك، دعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي البشير أهالي الخرطوم، الخميس، للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان "نناشد كل المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، ونرجو من الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بياننا التالي خلال اليوم".

ودخلت احتجاجات السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بغلاء الأسعار لاسيما سعر الخبز، وتطورت لاحقاً لتتحوّل إلى المطالبة بتنحي البشير الذي يقود السودان منذ 30 عاماً.

 

التعليقات