07/07/2019 - 21:55

عملية خانيونس: الضابط الإسرائيلي قتل برصاص جنوده

نتائج التحقيقات: الضابط الإسرائيلي قتل برصاص جنوده | هذا ما فعلته القوّة الإسرائيلية منذ دخولها القطاع وحتى خروجها | ماذا لو تعقد الأمر أكثر؟ وأي تغييرات مستقبليّة؟

عملية خانيونس: الضابط الإسرائيلي قتل برصاص جنوده

المركبة الإسرائيليّة بعد قصفها (أ ب أ)

بيّنت تحقيقات رسمية نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم، الأحد، جزءًا من نتائجها عن عمليّة خانيونس الفاشلة، في تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي، أن الضابط الإسرائيلي قتل برصاص جنوده.

وشملت التحقيقات "وحدة العمليّات الخاصّة" وأجرى تحقيقين منهما طاقمان خارجيّان، وتركّزت على السبب الذي دفع عناصر حركة حماس إلى الاشتباه بالقوّة الإسرائيليّة، التي كانت متنكّرة. غير أن الإجابة عن هذا السؤال لم تنشر، في حين كتبت "هآرتس" أن "شيئًا ما في تصرّفات مقاتلي القوّة أثار اشتباه السكّان الفلسطينيين، الذين كان من بينهم أفراد من الذراع العسكري لحركة حماس"، وأضافت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي غير مستعدّ لنشر ما هي هذه التصرفات".

هذا ما حدث من لحظة دخول قوّة الاحتلال القطاع حتى خروجها

وتخلص نتيجة سبعة تحقيقات أجراها الجيش الإسرائيلي إلى النحو الآتي: بدايةً، دخلت مركبة مدنية إسرائيليّة إلى قطاع غزّة ليلا وسارت في شوارع خانيونس، "لتنفيذ مهمّة عملياتيّة استخباراتيّة هامّة جدًا"، قبل أن تثير المركبة الشبهات ويطوّقها أفراد من المقاومة الفلسطينيّة، استدعوا من فورهم قائدًا في المقاومة يسكن في المنطقة، أشرف بنفسه على استجواب أفراد المركبة الإسرائيليّة.

بعدها، وبحسب التحقيقات الإسرائيليّة، "ترجّل قائد القوّة الإسرائيليّة من سيارته وأجرى محادثات مع المسلّحين، في الوقت ذاته، ترجّل فرد آخر من أفراد القوّة، وحُقّق معه على مسافة معيّنة من المركبة"؛ وهنا "فهم قائد القوّة انفضاحهم، وعندها أطلق مقاتلو القوة الإسرائيليّة النيران، التي أصابت قائد قوّتهم".

وبعد تبادل لإطلاق النار، استشهد خلاله المقاومون الفلسطينيّون، سار قائد القوة الإسرائيليّة المصاب إلى المقاتل الذي أُخذ بعيدًا عن المركبة للتحقيق معه، والمصاب هو الآخر، "وقام أفراد القوّة الإسرائيلية بجمع المصابين إلى داخل المركبة ومغادرة المكان على وجه السرعة إلى نقطة هبطت فيها مروحية إسرائيليّة لإجلائهم".

وبحسب التحقيقات، امتدت الفترة بين بداية التصادم وبين خروج القوّة من القطاع على 20 دقيقة فقط، بينما استمرّت تحقيقات المقاومة مع أفراد الوحدة الإسرائيليّة 45 دقيقة، بينما استمرّ تبادل إطلاق النار دقيقةً ونصف، كما ادّعى الجيش الإسرائيليّ في التحقيق أنه لم تترك معدّات ذكيّة وحساسة داخل القطاع، "وحتى المركبة التي استخدمتها القوّة قصفت من الجو ودمّرت بشكل تام".

تجهيزات واسعة وإشراف عسكري واستخباراتي رفيع

وفي إشارة إلى أهميّة العمليّة، كشف الجيش الإسرائيلي أن التحضير لها استمرّ 7 أشهر، "من التجهيزات الدقيقة، التي شاركت فيها القوّة السرية التي نفّذت العمليّة وكافة الأجهزة الاستخباراتيّة، ونفّذت خلالها تدريبات مفصّلة"، في حين أشرف على العمليّة نفسها، من "خليّة القيادة الأماميّة" رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها، غادي آيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تامير هايمان، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، نداف أرغمان.

وقال محلّلا الشؤون العسكريّة في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل ويانيف كوبوبفيتش، تعليقًا على نتائج التحقيق، إنه "لا يجب الخطأ بتقدير قوّة الهزّة التي يمر بها قسم الاستخبارات في قيادة أركان الجيش الإسرائيلي وفي ’وحدة القوات الخاصّة’ في أعقاب الخطأ. إنه فشل غير مسبوق، سيؤدي إلى تغييرات بنيوية وحسيّة في طريقة عمل الاستخبارات العسكريّة ووحداتها مستقبلا"، وأضافا أن فشل العمليّة أحدث بالفعل "سلسلة من التغييرات في المناصب العليا في وحدة العمليات الخاصّة، رغم أن التحقيقات لا تشمل استنتاجات شخصيّة ضد المشاركين في العمليّة" ومن هذه التغييرات طلب قائد الوحدة في القوات الخاصّة التي نفّذت العمليّة، وهو ضابط بدرجة عميد، مؤخرًا، الاستقالة من منصبه قبل إنهائه فترته المعهودة، بالإضافة إلى أن قائد "القوات الخاصّة"، سيستقيل من منصبه ومن الجيش الإسرائيلي قريبًا، على خلفيّة فشل العمليّة.

وبحسب نتائج التحقيق، فإنّ هناك سببين مركزيّين للفشل، هما "الصعوبات في الحاضنة العسكريّة للعمليّة" وهو ما شرحته "هآرتس" بأنه بعد الفحص "تبيّن أنّه وجد عدم توازن في عمل القوّة: فهي تعتبر مجرّبة ومدرّبة، حتى فرض عليها ضغط كبير دون أن الأخذ بعين الاعتبار تفاصيل التفاصيل لكل ما يمكنه أن يعقّد العملية"، أما السبب الثاني فهو أخطاء مهنيّة نُقَطِيّة ومحدودة جدًا، "ساهمت على ما يبدو في انفضاح القوّة".

يذكر أن الجيش الإسرائيلي منع نشر تفاصيل كثيرة من العمليّة ونتائج التحقيق.

ماذا لو تعقّدت العمليّة أكثر؟

وأضاف هرئيل وكوبوبفيتش أنّه من اللحظة التي اشتبه فيها السكان بالقوّة الإسرائيليّة، وبسبب أن عناصر المقاومة ومن ضمنهم قائد كتيبة وصلوا للمكان "كان من غير الممكن تخليص القوّة دون أن يطلق أفرادها النار" إلا أنه "مع ذلك، يمكن فقط تخيّل كيف كانت ستكون الأشهر الأخيرة، سواءً أمنيًا أو جماهيريًا، إن تعقّدت العمليّة أكثر: ما الذي كان سيحدث في إسرائيل لو قتل عدد من أفراد وحدة استخباراتيّة سريّة أو قبض على بعض منهم أحياء وتم التحقيق معهم واحتجازهم من قبل حماس، الذي كان يحاول الحصول على الأسرار السرية العملياتيّة التي يعرفونها" وأضافا "كانت العمليّة ستتحوّل إلى قضيّة بأضعاف قضيّة غلعاد شاليط، وكانت إسرائيل ستتورّط في حرب إضافيّة بغزّة، والتأثير على مسار الأحداث في إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة.

كما كتبت "هآرتس" أنّه يتّضح أن "’أمان" ووحدة العمليات الخاصّة أبديتا ثقة زائدة بقدرة القوّة على العمل دون إزعاج ودون أن تنكشف داخل الحيّز المديني المكتظّ في القطاع، بعد سلسلة نجاحات سابقة في ساحات مختلفة خارج الحدود".

وتواجه شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أزمة شديدة، منذ العملية العسكرية الفاشلة في خانيونس، تتمثل باضطرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى التوجه إلى العميد (أ) (48 عاما)، ليعود إلى الخدمة الدائمة في الجيش، كي يتولى مجددا قيادة لواء العمليات الخاصة، وذلك من أجل إعادة بناء هذا اللواء "الذي تضرر جدا بعد فشل العملية الخاصة في غزة، في تشرين الثاني/نوفمبر الأخير"، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" سابقًا.

وقالت الصحيفة إنه في حال استجاب (أ) لطلب كوخافي، فإنه سيخلف العميد (ج)، الذي قاد في الماضي كوماندوز النخبة "سرية هيئة الأركان العامة". ولم تذكر الصحيفة سبب خروج (ج)، لكنها أشارت إلى أن الأزمة في لواء العمليات بدت شديدة في أعقاب تسريح قائد "سرية هيئة الأركان العامة"، العقيد (ح)، "غير المألوف"، من الخدمة العسكرية والخروج إلى التقاعد المبكر. 

بينما تشير تكّهنات إسرائيلية إلى أن فشل العملية قد يطيح قريبًا بهايمان من منصبه.

 

التعليقات