إحياء الذكرى 63 لمجزرة كفر قاسم

نظمت المسيرة التقليدية لإحياء الذكرى الـ63 لمجزرة كفر قاسم بمشاركة حاشدة من أهالي المدينة والمجتمع العربي، صباح اليوم الثلاثاء.

إحياء الذكرى 63 لمجزرة كفر قاسم

إحياء الذكرى 63 لمجزرة كفر قاسم، اليوم

نظمت المسيرة التقليدية لإحياء الذكرى الـ63 لمجزرة كفر قاسم بمشاركة حاشدة من أهالي المدينة والمجتمع العربي، صباح اليوم الثلاثاء.

وشارك في المسيرة رئيس وأعضاء بلدية كفر قاسم واللجنة الشعبية وقيادات الأحزاب والحركات الوطنية ونواب عن القائمة المشتركة.

 

ورفع في المسيرة العلم الفلسطيني والأعلام السوداء والشعارات المنددة بسياسات إسرائيل وجرائمها لا سيما مجزرة كفر قاسم النكراء التي أودت بحياة 49 بريئا، ورفع المشاركون كذلك لافتات تحمل شعارات منددة بازدياد أعمال العنف والجريمة بالمجتمع العربي. 

وبدأت المسيرة من ميدان أبو بكر وتوجهت مشيا على الأقدام إلى النصب التذكاري حيث وضعت أكاليل الزهور ومن ثم تمت زيارة أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء. 

 

وهتف المشاركون أيضا، عبارات التمجيد للشهداء الذين أريقت دمائهم في حين لم يُعاقب المجرم على فعلته، مع التأكيد على أن جريمة كفر قاسم لم ولن تُغفر وتُنسى ما دام هناك حياة في هذه المدينة.  ووقف المشاركون دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

وفي ختام المسيرة، ألقيت عدة كلمات عن المجزرة وأهمية إحياء الذكرى السنوية لها.

 

وأدار المهرجان الخطابي، إسلام محمود عامر. وفي البداية تلا الشيخ عمر صرصور سورة الفاتحة والدعاء.

وألقى رئيس بلدية كفر قاسم، المحامي عادل بدير، قال فيها إنه "رغم كل المخططات التي حيكت لنا إلا أننا لم ولن ننسى ذكرى المجزرة، وكل إنسان في كفر قاسم يقول للمجرمين إننا لن ننسى ذكرى الشهداء، وها نحن ما زلنا نحييها ما دام الدم يجري في عروقنا".

 

وأكد أنه "سنبقى نطالب السلطات الإسرائيلية بتحمل مسؤوليتها عن المجزرة، وكشف التحقيقات والمحاكمة التي كانت".

محاكمة حقيقية

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في كلمته إنه "من الواجب على الدولة أن تتحمل المسؤولية عن المجزرة، إقامة متحف، وجعل الذكرى رسمية في كل مجتمعنا العربي، تعويض مدينة كفر قاسم، وإجراء محاكمة حقيقية للضالعين في المجزرة لاستبدال المحكمة الصورية".

وأضاف أن "الدولة قتلت في مجزرة كفر قاسم 49 شهيدا بسلاحهم وبأيديهم، ولكن في هذا العام فقط قُتل 74 قتيلا بسلاحهم، ولكن بأيدي عملائهم. نسبة الضالعين بالإجرام والمجرمين في مجتمعنا هي 2%، ولكن هذا يوضح أننا شعب يريد أن يعيش لأن الـ98% من مجتمعنا هم أناس مسالمون".

وختم بركة بالقول: "نحن أمام مخططات صعبة وموجة استهداف كبيرة، للقدس وغزة ومجتمعنا، وهناك استهداف للأراضي في الضفة والمخيمات، واستهداف لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج. نحن نواجه سياسة القهر لأننا فلسطينيون فقط، ويجب أن نتشبث بقضيتنا".

وألقى لطيف دوري الذي كان له دورا كبيرا في فضح المجزرة، وقال إن "سياسة المجزرة مستمرة لغاية اليوم، يجسدها نتنياهو وحزبه وحكومته، سياسة التهجير والقتل والدماء، والتحريض".

ومن ثم ألقيت كلمة ممثل عوائل الشهداء، الطفل خليل محمد خليل عيسى، وقال إن "الطفل قبل الكبير لن ينسى ذكرى المجزرة، مهما طال الزمن، ولن يتسامح مع المجرمين مهما طالت المخططات".

وألقى رئيس مجلس طلبة المدرسة الثانوية الشاملة، سميح عيسى، كلمة قال فيها إن "مجزرة كفر قاسم ستبقى وصمة عار على من نفذها، ومن هنا نعاهد، نحن شباب كفر قاسم، أننا لن ننسى ولن نغفر ولن نسامح".

وأضاف أن "وباء الجريمة يهدد وجودنا، وما لم نقف صفا واحدًا ونقاوم لن نستطيع الاستمرار بعيش كريم. إن من أفشل مخطط مجزرة كفر قاسم، سوف يفشل مخطط الجريمة ويدحر المجرمين".

إحياء الذكرى 63 لمجزرة كفر قاسم، اليوم (تصوير "عرب 48")

المجزرة

اقتُرفت مجزرة كفر قاسم الرهيبة في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1956، عشية العدوان الثلاثي (إسرائيل وفرنسا وبريطانيا) على مصر، ففي حينه كان الحكم العسكري مفروضا على العرب الفلسطينيين في جميع أنحاء إسرائيل طيلة 8 أعوام، واستمر حتى العام 1966، فقرر الحاكم العسكري يومها فرض منع التجول المفاجئ على البلدة.

وقُتل 49 شخصا كانوا عائدين من العمل إلى منازلهم بادعاء أنهم لم يلتزموا بالأمر العسكري، علما بأنهم لم يكونوا يعرفون بوجود أي أمر عسكري، فأمر قائد الفرقة العسكرية بـ'حصدهم' وعندما استفسر أحد الجنود عن معنى هذه الكلمة قال له 'الله يرحمهم'.

ومنذ ذلك الحين، يُحيي العرب الفلسطينيون في الداخل ذكرى المجزرة، وتصادف الذكرى الـ63 للمجزرة اليوم الثلاثاء الموافق 29.10.2019 والتي راح ضحيتها 49 شهيدًا وشهيدة من أبناء كفر قاسم البررة.

التعليقات