"الناتو" يعلن رسميا سحب بعض عناصره "مؤقتا" من العراق

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الثلاثاء، سحبا مؤقتا لقسم من عناصره في العراق، وذلك بعد تعليق مهمته في تدريب القوات العراقية، عقب توتر شديد بين واشنطن وطهران.فيما أعلنت بريطانيا وضع طائراتها وسفنها في منطقة الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد

(أ ب)

أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الثلاثاء، سحبا مؤقتا لقسم من عناصره في العراق، وذلك بعد تعليق مهمته في تدريب القوات العراقية، عقب تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، فيما أعلنت بريطانيا وضع طائراتها وسفنها في منطقة الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد، عقب اغتيال قاسم سليماني وتهديد إيران بالرد.

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، في بيان صدر عنه اليوم، "نحن نتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية موظفينا". وأوضح أن ذلك "يشمل إعادة تمركز مؤقت لقسم من موظفينا في مختلف المناطق داخل العراق وخارجه".

وأضاف أن الحلف "يبقي مع ذلك على وجود في العراق". وقال المسؤول إن الحلف يعتزم مواصلة التدريب في العراق "عندما يسمح الوضع"، إلا أنه رفض كشف تفاصيل حول عدد العناصر الذين سيتم نقلهم وإلى أي أماكن.

وتشعر القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق بالقلق من إمكان استهدافها من قبل إيران او المليشيات العراقية الموالية لها، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، في ضربة جوية أميركية في بغداد الجمعة.

وأعلن الحلف، السبت الماضي، تعليق عمليات التدريب في العراق التي يقوم بها 500 مدرب؛ فيما شدد المسؤول على أنه "لحماية سلامة عناصرنا على الأرض، لا يمكننا أن نكشف تفاصيل عملانية".

بدورها ذكرت وزارة الدفاع الرومانية، إنها "ستعيد تموضع" جنودها الـ14 في العراق "موقتا إلى قاعدة أخرى تابعة للحلف".

وبعثة التدريب التابعة للحلف منفصلة عن الانتشار العسكري الأجنبي الكبير في العراق بقيادة الولايات المتحدة والذي يضم 5200 عسكري في قواعد عراقية مختلفة.

وقال وكيل المتحدث باسم الناتو، ديلان وايت، في تصريح صحافي، إن "الحلف يتابع التطورات في المنطقة عن كثب". وأوضح أن الناتو على اتصال وثيق بالمسؤولين الأميركيين، وأن أمينه العام، ينس ستولتنبرغ، أجرى محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، بعد اغتيال سليماني.

ولفت وايت إلى أن بعثة الحلف التدريبية في العراق لديها بضع مئات من العناصر، مضيفا أنها تعزز الوحدات الأمنية في البلاد بناء على طلب الحكومة العراقية. وأوضح أن بعثة الحلف في العراق ستستمر، غير أنها ستوقف مهام التدريب مدة مؤقتة.

بريطانيا تعلن وضع طائراتها وسفنها بالشرق الأوسط في حالة "تأهب"

في المقابل، أعلن وزير الدفاع البريطاني، بن ولاس، الثلاثاء، وضع الطائرات والسفن في منطقة الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد، عقب اغتيال سليماني وتهديد إيران بالرد.

جاء ذلك في كلمة ألقاها ولاس في جلسة علنية خاصة لمجلس العموم البريطاني (البرلمان)، لبحث تداعيات اغتيال سليماني، في غارة أميركية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.

وادعى ولاس إن "سليماني تسبب في قتل وتشريد الآلاف من السوريين ومواطنين آخرين في الشرق الأوسط، ولندن تريد التأكد من وقف الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وأضاف: "وضعنا الطائرات والسفن في المنطقة على أهبة الاستعداد للتدخل إذا ادعت الحاجة".

كما أشار إلى نقل المملكة المتحدة موظفيها غير الأساسيين من المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد إلى معسكر "التاجي" شمال العاصمة.

وقُتل سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، وآخرين كانوا برفقتهما، فجر الجمعة، في قصف صاروخي أميركي استهدف سيارتين كانوا يستقلونهما على طريق مطار العاصمة العراقية بغداد.

وفجّر اغتيال سليماني مواقف دولية متباينة بين إدانات وترحيب ومطالب بخفض التصعيد، وتهديد إيراني وترقب أميركي يعتزم تحريك لواء تدخل سريع للشرق الأوسط.

التعليقات