20/02/2005 - 13:49

خيارات الأمل الفلسطيني والأمن الاسرائيلي/ ألفت حداد

خيارات الأمل الفلسطيني والأمن الاسرائيلي/ ألفت حداد
مما لا شكّ فيه أنّ السلطة الفلسطينية الحديثة، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نجحت في عدد من الامتحانات الصعبة التي واجهتها داخليًا حتى الآن، رغم المحاولات المتكررة من فصائل المقاومة الفلسطينية الحفاظ على مسافة معيّنة من الحراك السياسي الدولي والاقليمي الدافع نحو الإدارة الأيجابية للأزمة الفلسطينية- الاسرائيلية المتواصلة.

ورغم التصريحات المتعددة من قادة الفصائل الفلسطينية، والتي أعلنت أنها لم تعطِ بعد كلمتها النهائية بالنسبة للهدنة أو التهدئة -وهو التعبير الاكثر قبولا عند بعض قادة التيارات السياسية الفلسطينية- إلا أنّ الواقع يدلي بكلمة الفصل على الارض، ألا وهي استمرار تهدئة الهدنة ونجاح السلطة والفصائل في اجتياز الامتحان الأول، والذي وضع الاحتلال الاسرائيلي الجميعَ أمامَه بقتله أربعة فلسطينيين، الأسبوع الماضي، واستمرار سياسة المصادرة وبناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة.

ويدرك الجميع أنّ التهدئة عمليًا باتت تعني هدنة في غزة، بينما تتواصل العمليات في الضفة الغربية معتمدة على تطورات البورصة الامنية الاسرائيلية ورؤيتها للفعل الفلسطيني، وخطورته على الارض، من دون تدخل أو قدرة فلسطينية على أيقاف ما يحدث.

وتبدو الامور بالنسبة للفلسطينيين الآن بأنّهم أصبحوا أسرى منظمة ورؤية أمنية إسرائيلية حشرتهم في زاوية المطالب الحياتية لتصل في اقصاها الى تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، والذي اتضح من التجربة أن إسرائيل عمليًا نفذت ما أرادته وصرّحت به في "قمة شرم الشيخ"، رغم الحراك الإعلامي والتفاوضي الفلسطيني والذي حاول جاهدًا الحصولَ على مكاسب ولو ضئيلة من الإسرائيليين، عبر تشكيل لجان وخلافه، سرعان ما نسيها الجميع في خضم التطورات الإقليمية والدولية والمحلية المتلاحقة.

ويبقى السؤال المركزي الذي يطرح نفسه الآن وبقوة، في السّاحة الفلسطينية: هل تنجح تهدئة الفصائل وهدنة السلطة في الحفاظ على زخم استمرارية الأخيرة، في ظل الرؤية الاسرائيلية الأمنية الصّارخة، والتي تعطي لإسرائيل الحق في خرق الهدنة في المكان والزمان اللذيْن تقررهما، بينما يطالب الفلسطينيون بالالتزام الشامل سواءً أفصائل أم سلطة، بوقف شامل وكامل للفعل المقاوم؟

شكوك كبيرة يطرحها المراقبون حول قدرة السلطة والفصائل على الحفاظ على ما يسميه الجميع التهدئة المرغوبة والمفروضة في ظل انعدام المنح الاسرائيلي السياسي والامني على كافة المستويات.

التعليقات