08/04/2005 - 15:14

معرض "حيفا داخل الأسوار" يجسد تاريخ حيفا العربية

-

معرض
في محاولة لتعزيز انتماء الطلاب لمدينة حيفا، أُقيم في مدرسة "راهبات الناصرة" في حيفا، يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع، معرض "حيفا داخل الأسوار" الذي عرض تاريخ المدينة الساحلية في القرون الثلاثة الأخيرة، من خلال مجسم مصغر للمدينة، عمل على إعداده طلاب صفوف التّواسع في المدرسة.

ويجسد المعرض تاريخ حيفا العربية الممتد من فترة حكم الظّاهر عمر الذي أحاطها بسور في سنة 1758، وحتى يومنا هذا، مرورًا بفترة الإزدهار التي سبقت النّكبة الفلسطينية. وذلك من خلال مجسّمات صغيرة للمباني والشوارع والأحياء العربية، إلى جانب مؤثرات سمعيّة وبصريّة أعدّها وصمّمها طلاب المدرسة، وبصور فوتوغرافية ورسومات تشهد على هذا التاريخ.

صاحب فكرة المعرض والمبادر والمشرف على إقامته، سمعان أبو سنة، وهو أستاذ موضوع التّاريخ ومركز الفعاليّات اللامنهجية في المدرسة، يقول في حديث ل-"عرب 48": "إقامة المعارض من هذا النّوع أصبح بمثابة تقليد سنوي في المدرسة. وفي السنتين الأخيرتين قامت نفس المجموعة من الطلاب ببناء معارض في مواضيع "تاريخ العرب" و-"تاريخ القرن العشرين"، كما وأقمنا معرضًا تناول موضوع "ألعاب الأطفال" على مر العصور، تطرق له الطلاب من عدة جوانب كالجانب الإجتماعي والتّاريخي والجغرافي... واعتمد الطلاب في إعداد المعرض على عدة مصادر كمقابلة مسنّين، ودراسة كتب تاريخ التي روَت تاريخ حيفا، وهي: "حيفا التاريخ والذّاكرة" من تأليف د. حسين إغبارية؛ "حيفا على مرّ العصور" لنادر عبود؛ "مرغاروش" د.ماجد خمرة؛ "شوارع حيفا العربّية" د. جوني منصور الذي رافق مشروع المعرض في جميع مراحله. كما وقامت الدّكتورة روضة بشارة، المديرة السابقة لجمعية الثقافة العربية ومديرة مكتبة "الدارة" حاليًا، بتزويد المعرض بصور فوتوغرافية نادرة لتاريخ حيفا."

ويضيف أبوسنة: "من خلال هذا العمل نحن نخلق علاقة مباشرة بين الطالب ومدينته، وبهذا نذوّت هذا التاريخ بصورة أنجع. ولهذا تأثير إيجابي على التحصيل العلمي عند الطلاب."

الطالب مجد كيال من الصف التاسع، والذي أعدّ خارطة لحي "الحليصة" العربي يقول: "أنا من حي الحلّيصة، وأنا أسكن تحديدًا في المبنى الذي احتضن المقاومة الفلسطينية في الأحداث التي سبقت النكبة وهو "بيت النجّادة". من خلال الخارطة التي أعددتها استعرضت الأسماء العربية لشوارع الحي قبل أن تغيّرها بلدية حيفا، بعد سنة 1948، لأهداف سياسية معروفة، فكما ترى هنا، شارع "صلاح الدين" أصبح "هغيبوريم" على اسم فرق العصابات الصهيونية..."

وإلى جانب مجسّم "محطة سكة حديد الحجاز" تقف الطالبة ديما نموز لتستعرض تاريخ محطة القطار، من خلال شرح مفصل وفيلم فيديو قصير يشمل مقابلة مع مسؤول في متحف القطار في حيفا، الذي يحتفل بمرور مئة عام على بنائه. ويذكر أن هذا الخط توقف عن العمل بعد النكبة، وذلك بعد أن كان أحد أهم "أعصاب" المواصلات في الشرق والذي ربط تركيا مع الحجاز مرورًا بفلسطين.

وشمل المعرض جانب خاص بتاريخ "راهبات الناصرة"، بمناسبة مرور 150 عام على تواجد الدير في فلسطين والذي كما يقول عنوان المعرض "راهبات الناصرة يشهدن تاريخ فلسطين".

التعليقات