30/09/2006 - 08:46

هبة القدس والأقصى../ أحمد أبو حسين

هبة القدس والأقصى../ أحمد أبو حسين
بعد ست سنوات على هبة القدس والأقصى، نتوقف عند ذكرى مفصلية في حياة العرب في الداخل، كانت انتفاضة غضب من نوع آخر، انتفاضة وطنية تعلن وقوفها العلني والسياسي مع الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، سرعان ما تحولت إلى "بروفا" لانتفاضة "المواطنة"، بسبب استشهاد مواطنين عرب أعلنوا الولاء لقضية الشعب الفلسطيني. وتفاجأت إسرائيل من الهبة، مثلما تفاجأ المواطنون العرب من أنفسهم، كانت انتفاضة "قصيرة" استمرت ثلاثة أيام تعطلّت فيها الماكينة الإسرائيلية، أصبح أواخر أيلول بالنسبة لإسرائيل هو يوم "الشرخ" مع المواطنين العرب، هكذا أسموه وكأن "أيام العسل" كانت سائدة، وفي هذا اليوم سقطت أو على الأصح إنفضحت الثنائية الكاذبة "المواطن والدولة"، وفي الوقت نفسه شرّعت الباب أمام وابل الأسئلة حول المواطنة في دولة اليهود، والأسئلة كثيرة حول المواطنة والديمقراطية.. هل كان مجديا أن نطالب إسرائيل بلجنة تحقيق رسمية؟، هل كانت النتائج متوقعة ؟ ماذا تمخض عنها؟ هل حوكم القتلة؟...

هل حقا إسرائيل دولة ديمقراطية.. أم تختصر ديموقراطيتها على اليهود فقط؟، ما معنى الولاء لدولة تقتل مواطنيها.. ما معنى الولاء للأمة العربية؟ وهي أسئلة ما زالت تتكرر، ونذكر هنا تشاؤم أحد الصحافيين الإسرائيليين والمعدود على اليسار الإسرائيلي، في هآرتس قبل أسبوع، من تأييد "العرب في إسرائيل" لحزب الله، وأن كفة الولاء لحزب الله أقوى من كفة الولاء لإسرائيل رغم كونهم مواطنيها.

كان من المهم أن نخوض معركة قضائية من أجل تأكيدنا أيضا على عدم الفصل بين كوننا مواطنين وكرامتنا القومية، كان مجديا أن نطالب بلجنة تحقيق رسمية مع التأكيد على معرفتنا أن إسرائيل تحاول أن "تقلب الأمور على رأسنا"، وهكذا فعلت قبل وبعد صدور قرارات لجنة التحقيق عندما اتهمت "المتطرفين العرب" بالتحريض على الهبة، وجنّدت معها في حينه "عملاء عرباً إسرائيليين" للتحريض على الحركة الوطنية.

كان على القيادة العربية ان تراجع التجربة وأن تتعلم من دروس الماضي، مع العلم أن هناك من ساند المحرضين ضد الحركة الوطنية وأوعز بشن الهجوم عليها، لأنه اعتبر انتفاضة المواطنين العرب "مغامرة غير محسوبة"، وهؤلاء هم أنفسهم لهم تفسيراتهم الخاصة حول معاني ونتائج هبة أكتوبر في العام 2000.

لذلك من "واجب" صديقنا المناضل حسن عاصلة والد الشهيد أسيل وكل ذوي الشهداء أن يواصلوا معركتهم - معركتنا الوطنية من أجل الأجيال القادمة، ووفاء للشهداء كل الشهداء الذين سقطوا من أجل الكرامة والحرية، ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن البحث عن "العدالة" بشأن مقتل عربي غير قائم في ديموقراطية اليهود، فمعركة ملاحقة قاتلي رامي وأحمد وأسيل وكل الشهداء هي معركة النضال من أجل الحقيقة، والحقيقة تكمن في دولة "اليوتوبيا".. "دولة المواطنين"، وفي طريقنا إلى الحقيقة نحافظ على الهوية وضرورة تنظيم عرب الداخل أهم عبرة من هبة القدس والأقصى..

اليوم نتذكر الشهداء.. شهداء الهبة والإنتفاضة ومجازر صبرا وشاتيلا وأيلول.. نتذكر القائد العربي جمال عبد الناصر في الذكرى الـ 36 لرحيله، الذي قال ذات يوم "الخائفون لا يصنعون الحرية"..

التعليقات