28/11/2008 - 16:03

طلاب في خطر: ارتفاع بنسبة 21% في حالات الانتحار في البلاد والطلاب أكثر المقدمين على ذلك

طلاب في خطر: ارتفاع بنسبة 21% في حالات الانتحار في البلاد والطلاب أكثر المقدمين على ذلك
يقول الأخصائي النفسي علي بدارنة، من معهد الرازي، في لقاء مع "فصل المقال"، ، أن نظام الحياة "الحديث" قد يكون سبباً في خلق أجواء "جافة" داخل الأسر العربية، التي اعتادت في السابق أن تسودها روابط قوية، هذه الأجواء الجافة، التي تولد القطيعة بين الأهل المنهمكين في عملهم طوال ساعات النهار، ولا يجدون متسعاً من الوقت للجلوس والتحدث الشفاف والصريح مع أبنائهم وخاصة المراهقين، قد تؤدي بالأولاد الذين يشعرون بداخلهم أنهم محبطون بسبب تجارب فاشلة وعدم القدرة على اجتياز هذه المرحلة، أن يحبطوا أكثر ولا يدلان ما بداخلهم، وبالتالي يقدمون على الخطأ والانتحار.

يؤكد د.بدارنة، أن العلاقة ما بين الأهل والولد يجب أن تكون قوية، وليس بمعنى توفير احتياجات الابن فقط من الناحية المادية والمصاريف والمشتريات، وإنما بما يدور في خاطر الابن أو الطالب، وهذا يحتاج إلى بناء علاقة جيدة معهم، ودرجة كبيرة من القرب منهم، لكي يتحدثوا عن شعورهم وما يدور في حياتهم، وخاصة عندما يكون في وضع نفسي غير جيد. وهذا الأمر من أهم العوامل التي قد تبعد التفكير بالانتحار من ذهن الولد، لأنه يعرف أن هناك من يستطيع أن يتحدث إليه ويصغي له، دون أن يكون فقط القاضي على سلوكه وتصرفاته.

أما بالنسبة للمؤشرات التي على الأهل التيقظ لها عند أولادهم، والتي قد تدل على وجود الابن في أزمة حقيقية قد تقوده إلى الانتحار يقول : "قسم من الذين يقدمون على الانتحار يذكرون كلمة الانتحار قبل أن يفعلوا ذلك، حتى وان كانت من باب المزاح، لكن في هذه الحالة يجب التوقف عند ذلك، واستيضاح الأمر والتشاور مع مختصين. من ناحية أخرى فان الطالب الذي قد يقدم على الانتحار عادة ما يكون قد شعر بإحباط ما في حياته قد يكون بسبب الفشل، الضغط النفسي الكبير وتوقعات الأهل منه، فشل في علاقة عاطفية، وفي معظم هذه الحالات فان تغيرات واضحة تبدو على الطالب وهي عدم الجلوس مع أفراد الأسرة، والمكوث لوحده في الغرفة، عدم الخروج مع الأصدقاء، تغيير في نظام الأكل وحتى تغيرات على شكله الخارجي، حيث ينصح د.بدارنة الأهل في هذه الحالة على التوجه الفوري لأخصائي نفسي لطلب المساعدة وعدم الخجل في ذلك أبدا، قبل أن يكون قد فات الأوان.

التعليقات