31/10/2010 - 11:02

"الشرطي الراقص" ينظم حركة المرور في رام الله

-

إشتهر الشرطي الفلسطيني رائد أبو عواد بطريقته الفريدة في تنظيم حركة المرور بالضفة الغربية. فهو يمزج عمله بشيء من الترفيه مما جعل قائدي السيارات والمارة يطلقون عليه اسم "الشرطي الراقص".

وفي حر الصيف أو برد الشتاء لايغادر أبو عواد موقعه في وسط رام الله ممتعا أهالي المدينة بأدائه المميز والرشيق في توجيه حركة المرور.

ويستدير أبو عواد بجسده في حركات منتظمة راقصة عشرات المرات أثناء فترة عمله اليومية وهو يرتدي زيه الانيق بقبعة الشرطة البيضاء التي يزينها شعار النسر الخاص بالسلطة الفلسطينية. وينعكس أداء أبو عواد على حركة المرور التي تصبح أكثر سلاسة ويسرا.

وقال أبو عواد (32 عاما) الذي يقطن في منطقة بير زيت على أطراف مدينة رام الله "تابعت عملي على النمط الصحيح اللي أنا مشيت عليه ..طبعا طورت نفسي.. صرت اشتغل في حركات جديدة لانه حسيت ان الناس هيك مستمتعين في عملي وبحاجة انه اكون مميز بحركاتي وادائي بشكل عام."

وفي مدينة رام الله الصغيرة التي يندر في شوارعها الضيقة اشارات المرور والتي تجاهد السلطة الفلسطينية لفرض النظام والقانون فيها ،قد تتحول حركة المرور الى فوضى لكن أبو عواد نجح في فرض الانضباط على قائدي المركبات مستخدما طريقته الفريدة بالنسبة لغالبية سكان الضفة الغربية بل وربما بالنسبة للعالم.

ويتمايل أبو عواد بجسده على ايقاع ابواق السيارات واصوات بائعي الفلافل ويقضي أيامه في تنظيم حركة المرور في ميدان المنارة الذي يعد من اكثر شوارع رام الله ازدحاما.

وقال شرطي المرور محمود المشاوي "شاب مميز بالنسبة لشباب رجال المرور شغيل بيشتغل مواظب لعمله جيد جدا ومحبوب للجميع."

وقال أبو عواد انه تلقى تدريبا في مدرسة متخصصة لضباط الشرطة وان مدربيه كانوا من السويد وانه قرر ان يطور مهاراته في توجيه الاشارات بطريقة تجعل اداء واجبه أسهل وأكثر راحة.

ولم ينجح أبو عواد في ضبط حركة المرور في مدينته المزدحمة فقط بل استطاع أن يغير السمعة السيئة التي لصقت برجال الشرطة في المدينة حيث يقول الكثير من أهالي رام الله ان طريقته الفريدة وتفانيه في عمله جعلهم ينظرون اليه والى أقرانه بطريقة مختلفة عن رجال الشرطة والامن الاخرين الذين غالبا ما يرتبطون باعمال العنف والصراع الدائر في البلاد.

ويقول أهالي رام الله ان الجميع يعرفون أبو عواد ويحبونه.

وقال مراد نزال الذي يرى أبو عواد كل يوم وهو يتوجه الى عمله "بصراحة لهلا ما شفتش شرطي زيه او اي عسكري زيه بادائه يعني فيه كثير مميز عن كل زملائه."

وقال علاء مسراوي من رام الله "يا ريت الكل مثل رائد يعني خدوم وبيقوم بواجبه العملي وزيادة."

ويخشى بعض المعجبين بطريقة أبو عواد الفريدة في توجيه حركة المرور من ان يتعرض للسخرية من بعض الذين لا يقدرون مواهب هذا الرجل وتفانيه في العمل.

وقال ماهر وهو صاحب منفذ لبيع الكعك يطل على ميدان المنارة "شرطي مثالي جيد جدا مجتهد في شغله بس بلاقيش حدا يقدره في شغله."

ويقول أبو عواد ان كل ما يهمه أن يرضى غالبية أهالي المدينة عن ادائه وعبر عن شعوره بالسعادة بلقب "الشرطي الراقص" الذي اطلقه عليه الناس في رام الله.

وقال أبو عواد "ضحكة الناس في وجهي وسلامهم عليه أحسن من كل شئ وهذا اشي بيحسسني انه انا مش خسران اشي."

(رويترز)

التعليقات