31/10/2010 - 11:02

"حزام الكويكبات" مصدر لأخطار فلكية تهدّد الأرض

-

مرّ بهدوء وسلام، ذلك الكسوف الذي شهده بليون شخص في آسيا وأستراليا وأفريقيا. وعلى عكس الكسوف عام 1999، لم يتآزر التخبّط الإعلامي مع التخلف وضعف الثقافة العلمية عربياً، ليحوّلا حدثاً فلكياً عادياً الى رعب أدى، حينها، الى تحوّل عواصم عربية (مثل بيروت والجزائر والقاهرة وعمان ودمشق) الى ما يُشبه مُدن أشباح. والحق أن الكوكب الأزرق لا يعدو كونه ذرة غبار في الكون المترامي الأطراف، ويقف مُعلقاً في الفضاء تربطه بالشمس قوة الجاذبية. ويمتلئ الكون بقوى بإمكانها أن تسبب للأرض كوارث تفوق الخيال.

ففي عام 2004، رصدت الولايات المتحدة وروسيا كويكباً يسير في مدار قد يحمله الى الأرض، بحيث يصطدم بها خلال سنوات قليلة. وأعلن المرصد الروسي «زفينيغورود» أن الكويكب «أبوفيس»، الذي يدور حول الشمس بمعدل دورة واحدة كل 11 شهر تقريباً بسرعة تصل الى 10 كيلومترات في الثانية، يقترب في كل مرة من مدار الأرض، مما ينذر باحتمال ارتطامه بها بحلول العام 2036، حيث تكون سرعته 50 كيلومتراً في الثانية.

وحينها، أُعلِن أيضاً أن العلماء ربما كانوا في حاجة الى بضع سنين قبل أن يحسموا في شأن احتمال ارتطام الكويكب بالأرض.

وفي دراسة حديثة نُشرت في الدورية العلمية العالمية «إيكاروس» ( العدد 193) وأجراها اختصاصيون من مراكز بحثية أميركية عدّة، أُعلِن أن نسبة الاحتمال الحالية لارتطام الكويكب بالأرض في 13 نيسان عام 2036 ليس سوى 0.00224 في بالمئة، ما يوازي نسبة واحد الى 45000. ويرى الباحثون في الدراسة ذاتها أن هذا الاحتمال قد يصل الى الصفر عام 2013 (وربما عام 2011 ) بعد جمع المزيد من المعلومات عن مساره.

بحسب دراسة الباحثين الأميركيين في «إيكاروس»، فإن «أبوفيس»كويكب صخري يبلغ معدّل قطره 270 متراً.

ويأتي اسم «أبوفيس» من اللغة الهيروغليفية، إذ يعني «روح الشيطان والخراب» الذي يسعى الى إغراق الأرض بالظلام الأبدي.

وقدّرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) طاقة الانفجار الذي قد ينجم عن ارتطامه بالأرض بمئة ألف مرة طاقة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية. ويفوق ذلك الانفجار الفلكي الذي حدث في سيبيريا فوق غابات تانغوسكا، قبل قرابة مئة سنة.

ففي صبيحة يوم 30 حزيران 1908، هزّ انفجار غير معهود غابات تانغوسكا، مترافقاً مع زلزال رُصِدَ في أوروبا الشرقية وشمال آسيا. وتبيّن لاحقاً أن الانفجار نجم عن ارتطام مذنّب بالأرض بسرعة 60 كيلومتراً في الثانية، ما ولّد انفجاراً قوّته 15 مليون طن من مادة «تي ان تي» الشديدة الانفجار.

والمعلوم أن ملايين من الأجسام الصخرية المختلفة الأحجام، تملأ منطقة «حزام الكويكبات» التي تقع بين مداري المريخ والمشتري. وتصنّف أجرامه الخطرة ضمن فئتين، تهدّد إحداهما بالارتطام بالأرض («كويكبات أبوللو»)، وتحمل الثانية خطر الارتطام بالمريخ («كويكبات آمور»).

تتقاطع مدارات «كويكبات أبوللو» مع مدار الأرض، ويقل قطر معظمها عن الكيلومتر. ويتوقع أن ترتطم عشرات منها بالأرض في مستقبل غير معروف راهناً. ويختزن كويكب قطرهُ كيلومتر طاقة مليون قنبلة ذرية من النوع الذي دمّر هيروشيما!

وبدأ الفلكيون بتداول أفكار حول الدفاع عن التصدّي للكويكبات، بحرفها عن مسارها أو تفجيرها في الفضاء البعيد.

ويرى أناتولي زايتسيف من «مركز الدفاع الكوكبي» في موسكو «أننا في حاجة الى تطوير نظام حماية كوكبي، لأنه من غير المجدي اكتشاف مثل هذه الأجسام إذا لم نحتمِ منها».

أحمد شعلان - استاذ في الجامعة اللبنانية
عن "الحياة"

التعليقات