31/10/2010 - 11:02

"خيمة الاعتصام"تضئ شموعا للأبناء والرفاق والأبطال خلف الأسلاك والزنازين

" أم وليد و " ام فارس"، نماذج لعائلات جولانية لم تعرف طعما أخر للحياة سوى المأساة..


* أيمن ابوجبل

ام وليد، ( والدة " امال" - اول اسيرة عربية سورية تحاكم في اسرائيل) تنتظر ابنتها الاسيرة كما ينتظرها ابنها الوحيد بلهفة وشوق ودمعة، دخلت خيمة الاعتصام، حيت الرجال والشباب الجالسين في الخيمة وجلست في احدى زوايا الخيمة، جلست جانبها، وقالت : " كنت في المجمع الطبي، لم استطع الذهاب الى البيت، ماذا سافعل ، لم اعد احتمل دموعي، واوجاعي، يا ابني هل سارى امال قبل ان ارحل؟؟"حبست دموعي وانفعالاتي امام هذه المرأة الجبارة، فمنذ 37 ولم تعرف الراحة والاطمئنان، زوجها " ابووليد" انهكه التعب والبحث عن لقمة العيش...ابنائها جميعهم، " خريجو " السجون الاسرائيلية...

ابنها البكر وليد انهى سنوات اعتقاله الخمس، ليطارد بعد تحرره، ويرحل هاربا الى "شرقي الشريط" حيث يعيش اليوم في عين التينة المحرة قرب مجدل شمس. اصر على بناء
بيته قرب اهله، ولا يستطيع العودة الى والدته...

ابنها الثاني نبيل، اعتقل لدى المخابرات الاسرائيلية، واثناء محاكمته في مدينة الناصرة استطاع الهروب من المحكمة، واختفى تماما، ولم تعلم عن مصيره الا بعد مرور عدة اشهر، حيث تبين انه نجح بالفرار ووصل الى دمشق..
ابنها الثاني نبيل، اعتقل لدى المخابرات الاسرائيلية، واثناء محاكمته في مدينة الناصرة استطاع الهروب من المحكمة، واختفى تماما، ولم تعلم عن مصيره الا بعد مرور عدة اشهر، حيث تبين انه نجح بالفرار ووصل الى دمشق..

ابنها الاصغر تطوع للقتال مع المقاومة الوطنية اللبنانية، لكنه احتجز على ايدي القوات العميلة في جنوب لبنان، واختفى لمدى تسعة اشهر في احدى المعتقلات التي تسيطير عليها
اسرائيل، ولم تعرف شيئا عنه شيئا الا بعد وساطات مكثفة قام بها الصليب الاحمر الدولي حيث نقلته اسرائيل الى داخل سجونها، وافرج عنه بعد فترة طويلة.

لم يبق لها في البيت الا زوجها وابنتها الصغرى "نوال" التي تتقاسم همها الشخصي ، مع هموم والدتها العجوز وعائلتها المشتتة.

اعتدت منادتها كيفك يا ختيورة، تحببا اليها، لكنها سرعان ما تجيبني: " امك وابوك الختيارية، ما زلت صبية، حتى احتضان اولادي من جديد."

منذ سبعة ايام وام وليد ترافق كل فعاليات الخيمة، تجلس بانتظار ذوي الاسرى، رفيقاتها في الانتظار والصبر والبكاء.

* * *
والدة الاسير، سيطان الولي، العمة "ام فارس" عندما تسالها كل يوم هل من جديد؟ " تقول: " اعرف عن ابني انه سينتصر بعون الله سينتصر، هو قال لا تهكلي همي، انا بخير ما دمت انت بخير، ان تعبت ، فقد تعبت انا، وان كنت قوية فانا قوي"...هذا العهد المقدس بينهما، هو من سيصنع الانتصار والتحرير، تتحدى المرض والموت وغربتها عن اهلها الذين ماتوا جميعا في السويداء. امنيتها الوحيدة في الحياة هي احتضان سيطان الاسير في المعتقل، وجمال الدكتور في جرمانا قرب دمشق، " يا حبيباتي"، تناديهم ودموعها كسيل جارف من
عينيها .

" أم وليد و " ام فارس"، نماذج لعائلات جولانية لم تعرف طعما أخر لحياة سوى المأساة..فهل "خيمة الاعتصام" نهاية لبداية افضل.. سؤال أوجهه إلى كل من يهمه الأمر.

" خيمة الاعتصام" في الجولان العربي السوري المحتل، تضئ شموعا لاستحضار الأبناء والرفاق والأبطال خلف الأسلاك والزنازين الاسرائيلية...

" الخيمة " تتواصل منذ سبعة ايام مع اضراب الاسرى والمعتقلين في سجون فاشية هذا العصر..... الى ان نلتقى.

( الجولان المحتل/ ساحة سلطان باشا الأطرش)

التعليقات