31/10/2010 - 11:02

رسالة طمأنة إسرائيلية- طائرات مقاتلة../ حسن عبد الحليم

-

  رسالة طمأنة إسرائيلية- طائرات مقاتلة../ حسن عبد الحليم
ما زال الغموض يحيط بالمهمة التي كلفت بها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على المنطقة المحاذية للسواحل السورية، ولم يصدر أي تصريح إسرائيلي رسمي على ما أعلنته سوريا بأن مقاتلات حربية إسرائيلية اخترقت أجواءها، فجر الخميس الماضي، وتصدت لها المضادات الأرضية.

وحسب المعلومات المتوفرة فإن الطائرات الحربية الإسرائيلية دخلت الأجواء السورية عن طريق البحر أي من جهة الممر المائي الوحيد لسوريا. ويتبادرعلى الفور السؤل: ما هي طبيعة مهمة تلك المقاتلات، على ضوء التصريحات الإسرائيلية الموجهة لسوريا والتي تحمل طابع التهدئة.

فهل كانت الطلعة الجوية ذات أهداف استطلاعية من أجل جمع معلومات استخبارية حول نشاطات أو شحنات يتوقع وصولها إلى الموانئ السورية، أم أنها كانت تهدف إلى قصف موقع ما أو شحنة بحرية توفرت معلومات استخبارية عنها.

ما بات واضحا أن الطائرات لم تقصف أي هدف سوري وتم العثور بعد عملية الاختراق للأجواء السورية بساعات على خزاني وقود إضافيين لطائراتي إف-15 ألقتهما المقاتلات الإسرائيلية في الأراضي التركية، أي أن المقاتلات اضطرت إلى التوجه إلى الأجواء التركية هربا على ما يبدو من نيران الدفاعات الأرضية السورية وقامت بإلقاء خزانات الوقود للتخفيف من حمولة الطائرة ليتسنى لها مغادرة المنطقة التي تقع في مرمى النيران السورية بأقصى سرعة ممكنة.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار رسائل الطمأنة التي دأب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وباقي المسؤولين الإسرائيليين على بثها ونقلها لسوريا، والخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية للتخفيف من حدة التوتر على الحدود الشمالية كنقل التدريبات العسكرية من هضبة الجولان المحتلة إلى النقب، يمكن الاستنتاج أن من وراء القرار الإسرائيلي بتنفيذ تلك الطلعة الجوية تقف اعتبارات هامة على المستوى الإستراتيجي بالنسبة لإسرائيل قد تتكشف بعد سنوات طويلة.

التزم المسؤولون الإسرائيليون حتى هذه الساعة الصمت حيال ما أعلنت عنه سوريا، وسعوا إلى بث أجواء بأن الأمور تسير بشكل عادي. واختار الناطق بلسان الجيش نشر مقاطع من استقبال رأس السنة العبرية في مقر القيادة العامة للجيش، يظهر فيها رئيس الأركان، غابي أشكنازي وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة يصافح نائبه الجنرال موشي كابلنسكي الذي كان مبتسما أيضا. وكانت هذه المشاهد هي التعقيب الإسرائيلي الوحيد على تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء السورية واختراق حاجز الصوت، يوم الخميس الماضي.

ونذكر أن أولمرت كان يحذر مرة تلو الأخرى من تقييمات وحسابات خاطئة لدى أحد الطرفين قد تؤدي إلى التدهور لمواجهة عسكرية، لا يريدها الطرفان، على حد قوله.
إلا أن رسالة يوم الخميس الماضي، لا تقبل الحسابات ولا التقييمات، ولا تبقي لها مجالا.

وفور الإعلان عن الطلعة الإسرائيلية تركزت أسئلة المحللين في سؤالين- الأول هل كانت سوريا قادرة على إسقاط طائرة إٍسرائيلية ولم تفعل؟ والثاني: ماذا كان هدف الطلعة الإسرائيلية؟
ستمر سنوات طويلة ربما حتى تتوفر الإجابة على هذين السؤالين، وقد تكون كل إجابة إلى حد كبير مرتبطة بالأخرى.

التعليقات