31/10/2010 - 11:02

ابوظبي تزيح الستار عن مبادرة "تو فور 54" لتطوير المحتوى الاعلامي العربي

-

ابوظبي تزيح الستار عن مبادرة
أطلقت ابوظبي يوم الاحد مبادرة وصفها مسؤول تنفيذي بأنها "لم يسبق لها مثيل" لخلق بيئة عمل متكاملة لتطوير وابتكار المحتوى الاعلامي تحمل اسم "تو فور 54".

وتسعى ابوظبي من خلال المشروع الطموح الذي لم تكشف عن حجم الاستثمارات فيه الى توفير بيئة عمل متكاملة تلهم مطوري المحتوى وتحفز الابداع في صناعات الافلام والبث والتكنولوجيا الرقمية والالعاب والنشر والموسيقى.

وتأمل أبوظبي أن تصبح بهذا المشروع مركزا للامتياز في مجال ابتكار المحتوى العربي على نطاق دولي.

ووصف خلدون المبارك رئيس مجلس ادارة المنطقة الاعلامية- ابوظبي مبادرة "تو فور 54" بأنها خطوة مهمة نحو العملية المستمرة لتنويع اقتصاد الامارات.

وفي حفل الافتتاح الذي حضره ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وكبار مسؤولي دولة الامارات العربية المتحدة وعشرات من قادة صناعة الاعلام على مستوى العالم وصف توني أورستون الرئيس التنفيذي لمنطقة "تو فور 54" المبادرة بأنها "لم يسبق لها مثيل وليس لها نظير في العالم."

وتهدف المبادرة الى انشاء صناعة جديدة في المنطقة من خلال توفير بيئة دعم كاملة التجهيزات يمكنها أن تجمع الشركات المحلية والاقليمية والدولية العاملة في مختلف قطاعات الاعلام من صناعة الافلام والبث والنشر الى التقنيات الرقمية والموسيقى.

وقال أورستون "نحن نسعى من خلال رؤية أبوظبي 2030 الى تحويل الامارة الى مركز اقليمي للثقافة تضع العاصمة العالمية في موقع القلب منه."

وأضاف "لا شك أن توفير بيئة دعم متكاملة يمكن أن تتعاون فيها مختلف شركات الاعلام سيجعل من أبوظبي مركزا رائدا وحاضنة فعلية لانشاء المحتوى الاعلامي ونشر الثقافة في مختلف أنحاء الشرق الاسط وخارجه."

وشدد اورستون على أن "تو فور 54" ليست مجمع مكاتب "وانما هي بيئة للابتكار ومركز للامتياز يمكن فيه لصناعة انشاء المحتوى الموجه لقطاعات الاعلام والترفيه أن تنمو وتزدهر."

وتسعى مبادرة "تو فور 54" التي أحيطت بستار من التكتم والسرية على مدى أكثر من عام من العمل الدؤوب الى توفير بيئة عمل متكاملة وعصرية تقدم الدعم والتسهيلات وتلهم مطوري المحتوى في القطاع الاعلامي للنمو والازدهار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

ويرمز الاسم المختار للمنطقة الاعلامية الى الاحداثيات الجغرافية لمدينة ابوظبي الواقعة على خط العرض 24 شمالا وخط الطول 54 شرقا. ومن المقرر افتتاح المقر المؤقت للشركة في مجمع خليفة في مطلع عام 2009.

وقالت نشرة صحفية "مع وجود عدد من شركات المحتوى الرائدة عالميا والاعلان عن خططها للمنطقة فان بيئة تو فور 54 المتكاملة سوق توفر المنشات والتجهيزات الانتاجية والبنية التحتية وفرص التدريب والحاضنة للاعمال الجديدة وكل ذلك في موقع واحد بما يتيح تطوير محتوى عربي راقي المستوى وبأيد عربية ليتوجه الى أكثر من 300 مليون ناطق بهذه اللغة."

وقال وليد العوضي رئيس مجلس ادارة شركة سي سكاي بيكتشرز "لقد حان الوقت لكي أعود للوطن كمنتج أفلام. لدينا الان بنية تحتية جيدة. وبامكاننا الهام وتحفيز منتجي أفلام اخرين. نحن نأتي بالخبرة من الغرب الى العالم العربي وبامكاننا أن نروي الان قصص العالم العربي وهي كثيرة."

وقال رئيس مجلس ادارة شركة أبوظبي للاعلام محمد خلف المزروعي ان الشركة ستكون " أول وأكبر شركة متواجدة في تو فور 54."

وستقدم "تو فور 54" خدماتها المتطورة والمترابطة من خلال أربع دعائم رئيسية هي "تدريب" و"ابتكار" و"انتاج" و"تواصل" وجميعها داخل بيئة متكاملة على طراز الحرم الجامعي تشجع التعاون والشراكات الخلاقة بين الشركات العاملة فيها.

ويهدف المشروع لجعل "تو فور 54 - تدريب" أكاديمية التدريب المهني الاولى في المنطقة والتي تستهدف الشباب العرب والخريجين الذين يتطلعون للعمل في مجال الاعلام والترفيه بفرص لتطوير مهاراتهم من خلال مجموعة شاملة من مناهج الاعلام والمحتوى.

أما "تو فور 54 - ابتكار" فستتولى تقديم الدعم الابداعي والتمويل للشركات المحلية الجديدة والافكار المبتكرة الواعدة في مجالات الطباعة والانترنت والتلفزيون في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وستركز "تو فور 54 - انتاج" على توفير أحدث تجهيزات مرحلتي الانتاج وما بعد الانتاج وادارة أصول الاعلام وخدمات البث والدعم التقني وستمد الشركات بكل تقنيات الاتصالات الحديثة اللازمة.

وستكون "تو فور 54 - تواصل" نقطة تواصل مركزية واحدة لدعم عمليات تأسيس شركات انشاء المحتوى أو اعادة تمركزها بما يسهل على الشركات المحلية والاقليمية والدولية الانتقال الى المنطقة الاعلامية "تو فور 54".

وذكر بيان صحفي أن الشركة اختارت موقعا مساحته 200 ألف متر مربع على واجهة البحر ليكون موقعها الدائم وتتوقع وصول عدد العاملين فيها الى نحو 200 موظف بنهاية الربع الاول من عام 2009.

وجرى الكشف في حفل الافتتاح عن انضمام عدد كبير من الشركاء الى المشروع من بينهم شبكة تلفزيون "سي.ان.ان" التي أعلنت أنها ستقوم ببث اخباري حي يوميا من مركز جديد للبث والانتاج في "تو فور 54" من المقرر افتتاحه في مطلع العام المقبل ليكون رابع مركز لها في العالم.

وفي اطار أكاديمية التدريب ستنظم مؤسسة طومسون رويترز ورش عمل مهنية في موضوعات مثل كتابة الاخبار الدولية والصحافة الرياضية والصحافة المصورة وتغطية الاخبار التلفزيونية وكتابة الاخبار الاقتصادية.

وقالت مونيك فيلا رئيسة مجلس ادارة مؤسسة طومسون رويترز "نأمل خلق مركز امتياز لتقديم التدريب للصحفيين العرب في مجالات لم يتم التطرق اليها من قبل في هذه المنطقة مثل الوسائط المتعددة."

وأضافت تقول "سنركز على احتياجاتهم من خلال وضع خبرتنا ومستوياتنا العالية في خدمة الصحفيين في المنطقة." كما اجتذبت المنطقة الاعلامية عددا من كبرى شركات تطوير المحتوى العالمية من بينها هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ودار راندوم هاوس للنشر التي ستنشيء دارا للنشر العربي تبتكر مواد حديثة وتكيف بعض محتواها الموجود بالفعل بما يلائم المنطقة.

وستطرح دار هاربر كولينز للنشر سلسلة "خطة القراءة - القطة الكبيرة" التي حققت أعلى المبيعات وهي مبادرة قراءة ارشادية للاطفال تم تعريبها واعدادها للسوق العربية كما تعد مجموعة جديدة من القواميس العربية الى اللغات الانجليزية والفرنسية والهندية.

ومن الشركاء الاخرين في المنطقة الاعلامية شركة اميجنيشن التي أسستها شركة أبوظبي للاعلام لاعداد أفلام طويلة ومحتوى رقمي موجه للعالم العربي بالاضافة الى استوديوهات روتانا وفاينانشال تايمز التي ستنقل عمليات طبعتها الاقليمية الي "تو فور 54" وشركة سي.سكاي بيكتشرز.

وذكرت النشرة الصحفية أن وكالة طومسون رويترز للأنباء تعمل حاليا على اقامة وكالة صور وتأسيس بوابة معلومات مالية متوافقة مع الشريعة الاسلامية لتقديم معلومات مالية ملتزمة بمباديء الشريعة.

وقال اورستون في كلمة الافتتاح "لا شك في أن توفير بيئة دعم متكاملة يمكن أن تتعاون فيها مختلف شركات الاعلام سيجعل من أبوظبي مركزا رائدا وحاضنة فعلية لانشاء المحتوى الاعلامي ونشر الثقافة في مختلف أنحاء الشرق الاوسط وخارجه."

ومضى قائلا ان تو فور 54 تضم فريقا من الخبراء "الذين يفهمون المنطقة ويدركون الموازين التي تقود للنجاح فيها... وهدفنا في النهاية هو تقديم صناعة ابداع وتطوير محتوى عربية حقيقية في الشرق الأوسط انطلاقا من ابوظبي."

وذكرت النشرة الصحفية أنه وفقا لدراسة عالمية أجرتها مؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز تحت عنوان "نظرة مستقبلية الى صناعة الترفيه والاعلام العالمية 2008 - 2012" فمن المتوقع أن ينمو سوق الاعلام العربي بمعدلات سنوية تزيد عن عشرة بالمئة على مدى السنوات الخمس المقبلة مقارنة مع متوسط النمو العالمي البالغ 6.6 بالمئة.

وفي كلمته قال وين بورج الرئيس التشغيلي لتو فور 54 "نحن اليوم لا نطلق أعمالا جديدة فقط بل نطلق صناعة متكاملة لانشاء محتوى عربي حقيقي وموجه للوطن العربي."

وأضاف "أن فتح سوق جديد هو فرصة كبيرة ومستدامة بكل المقاييس ولكن الصناعة تحتاج لاكثر من مجرد مكان فهي تحتاج بيئة متماسكة متكاملة تقدم وتدعم التعليم والاستثمار والتعاون المشترك وعلاقات الشراكة الخلاقة."


"رويترز"

التعليقات