31/10/2010 - 11:02

اختلاف بنية أدمغة جنود حرب الخليج المرضى..

-

اختلاف بنية أدمغة جنود حرب الخليج المرضى..
أفادت دراسة طبية جديدة بأن التصوير المقطعي قد أظهر فروقا واختلافات في بنية أدمغة الجنود الأميركيين العائدين بأعراض مرضية عديدة من حرب الخليج الأولى، مقارنة بزملائهم الذين يشكون من أعراض أقل، وفقا لبيان الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب.

وكان مئات من المحاربين الأميركيين القدماء الذين شاركوا في حرب الخليج الأولى (1990-1991) قد عادوا بمجموعة من الأعراض المرضية عرفت بـ"متلازمة حرب الخليج الأولى"، وهي مجموعة من أعراض واضطرابات عصبية وفسيولوجية.

أجرى الدراسة فريق بحث بقيادة الدكتورة روبرتا وايت من كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن، وقدمت نتائجها مؤخرا في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب المنعقد بمدينة بوسطن الأميركية.

وقد شملت الدراسة 36 مشاركا من مرضى متلازمة حرب الخليج الأولى. كان نصفهم من المرضى الذين يعانون عددا كبيرا من الأعراض المرضية (أكثر من خمسة أعراض)، مثل آلام المفاصل والإرهاق المزمن وفقد الذاكرة وأنواع الصداع والطفح الجلدي والغثيان وصعوبة التركيز.

وكان النصف الآخر من المشاركين يعاني من عدد أقل من الأعراض المرضية، أي خمسة أعراض أو أقل.

وباستخدام التصوير المقطعي لأدمغة المجموعتين وجد الباحثون أن منطقتين في الدماغ مسؤولتان عن التفكير والذاكرة كانتا أصغر حجما بشكل ملحوظ لدى الجنود المرضى الذين يعانون عددا كبيرا من الأعراض المرضية، مقارنة بالذين لديهم أعراض مرضية أقل.

فقد كان الحجم الكلي لقشرة (لحاء) الدماغ أصغر بنسبة 5% لدى الجنود المرضى بعدد كبير من الأعراض، بينما كان حجم التلفيف الحزامي الأمامي أصغر بنسبة 6%.

كذلك لم يحقق الجنود المرضى -بعدد كبير من الأعرض- نتائج جيدة في اختبارات التعلم والذاكرة، فقد جاءت نتائجهم في أحد الامتحانات أقل بـ15%، وكانت في امتحان آخر أقل بنسبة 12%، مقارنة بالجنود المرضى بعدد أقل من الأعراض.

كما وجد الباحثون أنه كلما كان حجم تلك المناطق في الدماغ أصغر كانت نتائج الجنود المرضى أسوأ في اختبارات الذاكرة.

وتقول الدكتورة وايت إنه من غير المعلوم سبب هذه الاختلافات في أحجام أدمغة مرضى المحاربين القدماء في حرب الخليج الأولى، لكن الافتراض العلمي يرى أن ذلك مرتبط بالتعرض لمواد خطرة صحيا في تلك الحرب.

فقد تعرض كثير من الجنود لمواد خطرة مثل المبيدات الحشرية، وهناك دراسات أخرى قد أظهرت أن التعرض لهذه المواد يؤثر سلبيا على الجهاز العصبي المركزي للإنسان.

يذكر أن تقارير سابقة قد تحدثت أيضا عن تعرض هؤلاء الجنود لغبار قذائف اليورانيوم المنضب التي استخدمت في تلك الحرب، كما تعرضوا لأبخرة كيميائية ضارة لدى قيامهم بتدمير مستودعات للمواد الكيميائية.

"الجزيرة"

التعليقات