31/10/2010 - 11:02

التطبيع مقابل السلام / أحمد أبو حسين

التطبيع مقابل السلام / أحمد أبو حسين
نجحت الإدارة الأمريكية بتسويق شارون كرجل متعطش للسلام، برغم الاغتيالات السياسية وتجريف ما تبقى من بيوت وأشجار زيتون محاذية للمستوطنات، وتكاد الناس "تنسى" ما جرى قبل أقل من سنة في قطاع غزة تمهيدا لتنفيذ خطة الفصل، و يلعب الإعلام الفضائي في زماننا دورا "فضائيا" في غسل دماغ المستهلك الإخباري لدرجة أنه لم يعد يتذكر أشرطة الأخبار التي سمعها أو قرأها، بالضبط مثلما لا يتذكر وجبة البارحة دون إستنشاط الذاكرة.

جاء الوزير الأردني إلى إجتماع وزراء الخارجية العرب حاملا مقترحا جديدا قال عنه " مكتوب بروح المبادرة العربية للسلام " .. علّقت عليه وسائل الإعلام العربية بالقول: " تطبيع مقابل السلام "، و"هجوم من بعض الأطراف الفلسطينية" .. حتى "يديعوت احرونوت" هللت للمقترح الذي وصلها نصه الحرفي عبر وكالة "الاسوشييتد برس" واعتبرته تقدما، ولأول مرة لا يوجد ذكر للإنسحاب حتى حدود الرابع من حزيران 1967 ولا ذكر لعودة اللاجئين ..

نحاول هنا أن نستنشط الذاكرة القريبة ونذّكر أن الوزير الأردني طالب أثناء زيارته الأخيرة لتل أبيب بتنفيذ القرار 1559، .. لا نتحدث هنا عن التوطين ولا عن العودة لكننا نشير فقط إلى الفرح الإسرائيلي من الورقة .. وما قاله "الواعظ السلامي" القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيرس عن المقترح الأردني والتقدم بضبط اللهجة من قبل "الدول المعتدلة" وانه حان الوقت لكي يقرر العرب فيما اختاروا طريق السلام أو مواصلة الحرب .. هذا ناهيك عن وصف شارون للمقترح بأنه "بداية تغيير في العالم العربي"!

إذا كانت الورقة الأردنية، وإن أعيدت صياغتها من جديد بعد الإحتجاج عليها لكونها "مكتوبة بروح المبادرة العربية "، .. فما الحاجة إليها إذاً؟ ولماذا لم يتم أصلا إقتراح "إحياء المبادرة العربية ".
لا يستطيع "المستهلك الإخباري" أن يتفهم سلوكا سياسيا تراجعيا سريعا، وخجولا من "إسقاطه" الأرض من "المبادرة العربية"، لتحل محلها كلمة تطبيع.. ليكتشف بسرعة عدم جاهزية الرؤوساء والملوك العرب تمرير"الباكس" الأمريكي على شعوبهم برغم حالة الإنحطاط العربية ..

توصلت الفصائل والسلطة الفلسطينية إلى نقطة تسوية فيما بينها حول "التهدئة"، مع أننا نعرف انه لا تسوية فلسطينية إسرائيلية في الأفق ..وبعد غد ستخرج القمة العربية بمبادرة جديدة بروح المبادرة العربية كمقترح للتسوية وسيرد عليها شارون بعد 11 نيسان المقبل، موعد زيارته لبوش في مزرعته في تكساس.. سيكون اللقاء حميمياً والرد عنيفاً..

التعليقات