31/10/2010 - 11:02

تظاهرة صهيونية بمناسبة عيد الأضحى في قرية دير الأسد../ حسن عبد الحليم

هل كان المشاركون في مسيرة دير الأسد بمناسبة عيد الأضحى يعرفون أن المسيرة تتقدمها شعارات صهيونية ولافتة الوكالة اليهودية وعرب متصهينة؟ وما هو الرابط بين عيد الأضحى والوكالة اليهودية؟

تظاهرة صهيونية بمناسبة عيد الأضحى في قرية دير الأسد../ حسن عبد الحليم
نظمت يوم أمس الثلاثاء مسيرة في قرية دير الأسد الجليلية استقبالا لعيد الأضحى المبارك، إلا أن اللافت في هذه المسيرة- ليس فقط أنها لم ترفع أي شعار ضد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة بل كانت تتقدمها لافتة زرقاء وبيضاء مكتوب عليها " الوكالة اليهودية مبعوثة الشعب في البلاد والخارج"، ويرفعها أعضاء من حركة "الشباب العامل والمتعلم" التابعة لحزب العمل الصهيوني، بزيهم الأزرق، لون العلم الإسرائيلي.

وتقدم المسيرة المذكورة الكثير من الشخصيات وأبرزهم رئيس مجلس الشاغور المعين أحمد ذباح من حزب "كديما" الصهيوني.

تعتبر الوكالة اليهودية من أهم المساهمين في بناء المشروع الصهيوني الكولونيالي في فلسطين، ويمكن تلخيص مهمتها في أيامنا هذه بأنها تعمل على «تطوير واستيعاب المهاجرين والمشاركة في ذلك مع المؤسسات اليهودية التي تنشط في هذه المجالات». ومن الجانب الآخر يمثل اللاجئون الفلسطينيون الذين هجروا من ديارهم قسرا ويمنعون من العودة إلى بلادهم وديارهم التي هجروا منها. والسؤال لهؤلاء الشباب الفلسطينيين لماذا لم يرفعوا شعارات تطالب بحق العودة بدل رفع شعار صهيوني يتنكر لهذا الحق، بل ويعمل على زيادة اليهود الذين سيسكنون مكان أصحاب البلاد الأصليين بعد مصادرة أراضيهم.

وقد لعبت الوكالة اليهودية دورا مركزيا قبل قيام إسرائيل فقد حدد المؤتمر الصهيوني السادس عشر أهدافها في النقاط التالية: تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين بصورة متزايدة؛ شراء الأراضي في فلسطين كملكية يهودية عامة؛ تشجيع الاستيطان الزراعي المبنى على العمل اليهودي؛ نشر اللغة والتراث العبريين في فلسطين.

مشروع "الشباب العامل والمتعلم" هو مشروع أسرلة- دخل القرى العربية تحت شعارات اجتماعية وثقافية في غياب مؤسسات وطنية، وتغلغل في بعض القرى العربية وفتح له نواد ومقرات ومول متفرغين للعمل الجماهيري ونشاطات شبابية، وعمل على تغييب الشباب العربي عن انتمائه وتمويه هويته وعزله عن تاريخه وثقافته. وكانت آخر نتائج هذا التشويه وصول أعضاء هذه الحركة إلى تأدية الخدمة الوطنية الإسرائيلية بل والدفاع عنها.

يحاول هذا المشروع دمج الشباب العرب في المجتمع المدني الإسرائيلي وجعلهم يدورون في فلك أفكار اليسار الصهيوني إلى أن يذوتوا الهوية الإسرائيلية التي استحدثت لهم فقط دون غيرهم، في ظل التشديد على أن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، أي أنها حتى ليست لهؤلاء الإسرائيليين الجدد.

إن هؤلاء الشباب هم ضحية التضليل والتشويه والمشاريع الصهيونية التي تستهدف الفلسطينيين في الداخل وهويتهم وتاريخهم وثقافتهم وانتماءهم، وهم بحاجة إلى يد ترشدهم إلى الطريق. ومن جانب آخر على المجتمع أن يلفظ من داخله الشواذ من هؤلاء المضللين (بكسر اللام) الذين ربطوا مصالحهم بأحزاب صهيونية تميز ضدهم وتقتل أبناء شعبهم، ويعيثون فسادا في مجتمعاتهم.


التعليقات