31/10/2010 - 11:02

خبراء عسكريون روس: الضربات الجوية غير ذي فائدة، وعقيمة بالنسبة لتحقيق الأهداف العسكرية في العراق.

"تجربة القتال الأمريكي في يوغسلافيا وأفغانستان قد أثبتت أن فاعلية القصف المكثف عن بعد لا تزيد على نسبة 10% من المتوقع منها"

خبراء عسكريون روس: الضربات الجوية غير ذي فائدة، وعقيمة بالنسبة لتحقيق الأهداف العسكرية في العراق.
في سياق تحليلات الخبراء العسكريين الروس أكد مارشال الاتحاد السوفيتي السابق يفجيني شابوشنيكوف أن الضربة الجوية الصاروخية الأخيرة التي وجهتها القوات الأمريكية- البريطانية إلى بغداد كانت من حيث كمية القنابل والقذائف والصواريخ خلال فترة زمنية محدودة "الأعنف في تاريخ جميع الحروب البشرية".

وأضاف بأن هذه الكثافة تتفوق حتى على ضربات طيران الحلفاء للمدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية بما في ذلك مدينة درزدن. غير أنه رأى أن "مثل هذه الضربات غير ذي فائدة، وعقيمة بالنسبة لتحقيق الأهداف العسكرية".

ومن جانبه رأى النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الفدرالية الروسي اللواء فاليري مانيلوف (شغل منصب النائب الأول لرئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية في الفترة من 1996-2001م. ومنذ أغسطس 2001م عضو في المجلس الفدرالي الروسي) أن الولايات المتحدة وبريطانيا حشدتا للقتال في العراق قوة عسكرية هائلة من 280 ألف جندي وضابط. وتضم قواتها أيضا 6 مجموعات من حاملات الطائرات وأكثر من 700 طائرة حربية حديثة وما يزيد على 600 سفينة حربية. وتشير بعض المعطيات إلى أنها تملك تقريبا 3 آلاف صاروخ مجنح على قواعد جوية وبرية وبحرية.

وأضاف بأن هذه المجموعة الحربية تتفوق من حيث المعدات العسكرية مرات عديدة على القدرات الدفاعية التي يمتلكها العراق اليوم. وإذا كانت بغداد تمتلك جيشا من 400 ألف جندي وضابط، فهذا الجيش مجهز بأسلحة متقادمة تتخلف 20 أو 30 عاما عن الأسلحة التي تمتلكها جيوش كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. إضافة إلى أن نسبة القوى كماً وكيفاً- وفقاً لرأي مانيلوف - لصالح الجيوش المعتدية وليست أبدا لصالح العراق.

وعلق اللواء الروسي على معركة البصرة بقوله إن فرقة الإنزال الجوي الـ 82 الأمريكية التي توجه الآن إلى البصرة وبغداد لاحتلالهما، والتي يفضل جنودها وضباطها ما يسمى بـ "التعامل بقفازات بيضاء" بحيث يتقدمون في مسيرة مظفرة تحت غطاء كثيف من القصف الجوي والمدفعي، تصطدم الآن، قبيل دخول البصرة، بمقاومة عنيدة من جانب الجيش العراقي. وبالتالي لم يكن أمام الآلة العسكرية الهائلة للمعتدي- وفقا لتعبير مانيلوف- إلا أن توقفت لتطلب من الطيران البريطاني أن يهرع للنجدة إضافة إلى نيران كثيفة من السفن والزوارق الحربية بواسطة الصواريخ المجنحة. وشرعت هذه كلها في قصف البصرة على مدى ساعات متواصلة دون أن تميز أحياءها السكنية. وأضاف الجنرال مانيلوف بأن تجربة القتال الأمريكي في يوغسلافيا وأفغانستان قد أثبتت أن فاعلية القصف المكثف عن بعد لا تزيد على نسبة 10% من المتوقع منها. وكانت نتائجها البشعة آلاف الضحايا بين السكان الآمنين في يوغوسلافيا، فيما حافظ الجيش اليوغسلافي على قدراته القتالية وعلى الجزء الأكبر من العتاد العسكري. بل وحتى استخدام القنابل الضخمة جدا استخداما كثيفا في قصف أفغانستان لم يؤد عمليا إلى تصفية فصائل حركة طالبان، نظرا لأنها توزعت في مناطق ومواقع مختلفة، وبالتالي حافظت على القسم الأكبر من الرجال والعتاد. أما الخسائر بين السكان المسالمين فكانت هائلة. والأمريكيون اليوم لا يملكون ناصية الوضع إلا في 3 مناطق أفغانية هي تلك التي تتمركز فيها قواتهم.

الى ذلك، عبر نائب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية الجنرال ليونيد إيفاشوف عن قناعته بأن الولايات المتحدة قامت بنشر أسلحة نووية في الكويت تعمل بقوة متدنية في حدود 5 كيلو طن.

و أوضح الخبير العسكري الروسي بأن خسارة الحرب مع العراق مساوية للموت بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. وبالتالي ستقوم الولايات المتحدة بكل شيء من أجل كسب هذه الحرب استنادا إلى المفهوم العسكري الأمريكي الذي يسمح باستخدام كافة الوسائل المتوفرة لحماية المصالح الوطنية. إلا أنه رأى من جانب آخر أن الحرب في العراق ستكون طويلة وستخلف خسائر جسيمة على الرغم من أن الولايات المتحدة حشدت قوة قتالية هائلة، ومع ذلك فلن تكون قادرة على إنجاز هجوم خاطف، نظرا لأن العراق لديه تفوق متميز في القوات البرية، وبمجرد انتقال الولايات المتحدة وبريطانيا إلى العمليات البرية فإن الحرب ستصبح قضية طويلة.

وحسب الخبير العسكري الروسي فأن واشنطن "قد تذهب إلى حد استخدام الأسلحة النووية في حربها مع العراق". وأضاف بأنه إذا أخفقت الضربات الجوية الهائلة في المرحلة الأولى من العملية في سحق الجزء الأعظم من القوات البرية العراقية فإن الولايات المتحدة قد لا تتورع في استخدام الأسلحة النووية".!!


__________
بتصرف

المصدر : صحيفة " الوطن " ( 24/3/2003)

التعليقات