31/10/2010 - 11:02

دعوة الأهل في رهط والنقب إلى نبذ العنف في جو ممزوج بالحزن والألم

دعوة الأهل في رهط والنقب إلى نبذ العنف في جو ممزوج بالحزن والألم
لا تزال اجواء الحزن تخيم على مدينة رهط والنقب عامة، بعد الشجار المأساوي الدموي، الذي راح ضحيته أربعة من أبناء عائلة الجبور في رهط، السبت الماضي.

وفي الوقت الذي تم فيه إجلاء أبناء العم إلى قرية حورة، قامت الشرطة خلال الايام الأخيرة بحراسة بيوتهم في رهط لمنع الاعتداء عليها، في حين يسعى بعض أهل الصلح إلى تهدئة الاوضاع وتفادي تدهورها، في وقت تجري فيه محاولات حثيثة لمد يد العون لليتامى الـ 23 الذي خلفهم هذا الشجار الدامي بلا معيل. كما اتفق على دعوة أئمة المساجد إلى تخصيص خطبة يوم غد الجمعة للدعوة إلى نبذ العنف.

وكانت إدارة بلدية رهط عممت بيانًا على سكان المدينة والنقب عامة، دعت فيه "إلى نبذ العنف عملاً لا قولاً، وفعلاً لا شعارات كي تصان المقدرات وتحفظ الدماء".

وجاء في البيان الذي وصلت نسخة عنه موقع "عرب 48": "لقد تلقت قيم التسامح والتفاهم وحسن الجيرة طعنة مؤلمة ومؤسفة بعد الأحداث التي شهدتها مدينة رهط، وقتل فيها أربعة من ابناء المدينة بلا ذنب اقترفوه ودون وازع من ضمير. إن هذه الأحداث أشعلت من جديد ضوءًا محذرًا ونداءًا منذرًا بشؤم سوء العلاقات بين أبناء المدينة الواحدة واثارت مرة أخرى التساؤل حول عمق الوعي ونوعية التربية التي ترعرع في كنفها ابناء المجتمع الواحد، والتي ينبغي ان تكون بمثابة الحصن المنيع الذي يدرأ مساوئ الخلق التي لا تليق لا بديننا ولا بقيمنا".

وأضاف البيان، الذي وقعه رئيس البلدية طلال القريناوي ونوابه وأعضاء المجلس البلدي: "إننا نهيب بكم وباسم القيم وباسم كل ما هو خير لأبناء هذا المجتمع أن نكف عن تحكيم العاطفة الجامحة التي لا تدفعنا إلا إلى الهلاك المحقق، وأن تكون كلمة الفصل للعقل الرزين والقول الرصين، فلا يعقل أن يدفع اي إنسان ثمن ما يرتكبه الآخرون دون إثم قام به أو وزر جنته يداه خلافًا لكل الشرائع والمواثيق الإنسانية التي يركز إليها منطق العقل وحكم العدل".

وتساءل البيان، "أين العقول النيّرة؟ أين أصحاب الضمائر الحية؟ اين هم من يرفعون شعار الأخوة وحسن الجيرة من بين مثقفينا والواعين من بين ظهراني هذا المجتمع؟ لماذا هذا الصمت الغريب؟ ولماذا هذا التغييب العجيب لدروكم الطبيعي في الأخذ بزمام الأمور ووضعها في نصابها؟".

وفي توجههم إلى الآباء والأمهات، قالت قيادة البلدية، "إن دوركم هو عمود الرحى في هذه المعركة من أجل الحفاظ على أواصر الأخوة واحترام الآخر لانسانيته وقيمته. إن مظاهر الجهل الفكري والتغاضي عما يحدث لهو عار علينا جميعًا وهو وصمة ستبقى آثارها بادية على مدى الأيام. إن حضارة الشعوب لا تقاس بمدى غناها أو بحجم ما تملكه من عقارات ومقتنيات بل يحكم عليها من خلال ما تتسم به من حسن الخلق والقدرة على تحقيق المنجزات التي تخدم الإنسان وتحفظ له قيمته".
ووجه البيان نداءًا إلى رجال الدين وأئمة المساجد، طالب فيه العمل على تخصيص خطبة الجمعة للكلمة الطيبة والتوجيه الموصول كي تسود روح الأخهوة الحقيقية والتفاهم البناء على الدوام".

وكانت محكمة الصلح في بئر السبع قد أمرت يوم الأحد بتمديد إعتقال أربعة بالغين لمدة ثمانية ايام، في حين تم تمديد إعتقال قاصرين لمدة أربعة أيام، وذلك بشبهة التورط في حمام الدم المأساوي، الذي بدأ بنقاش بين الطفل وعمه حول كرة قدم ودراجة هوائية، وأنتهى بقيادة شاب متهور لشاحنة، ودخوله إلى تجمهر كان قد فض الخلاف الذي كان بين الصبيين أبناء العائلة الواحدة.

وقد أدى الحادث الذي وقع يوم السبت الماضي، إلى مقتل: أحمد جبر الجبور (55 عامًا) وزوجته الأولى حمّادة الجبور (51 عامًا)، أم لـ 13 ولدًا، وزوجته الثانية سميرة (48)، وهي أصلاً من قرية مجد الكروم في الشمال ولها أربعة أطفال، وزوجة إبنه حسين المرحومة صباح جبارين-الجبور (25 عامًا)، وهي أم لستة أطفال آخرهم طفلة عمرها شهران. وأبقى حمام الدم هذا 23 يتيمًا.

وقررت بلدية رهط في جلسة طارئة بعد هذا الحادث الدموي المأساوي، الذي وصفه رئيس البلدية "بالمجزرة"، قررت تجنيد العمال الإجتماعيين والأخصائيين النفسانيين، من اجل تقديم يد العون للعائلات التي أصابها الحزن. ولم يتمكن شقيق المرحومة حماد الجبور من المشاركة في تشييع جثمانها بسبب إجلائه مع أخوته إلى قرية حورة، ليبرز ذلك حجم المأساة الكبيرة التي مست هذه العائلة.

وكانت حالة من الاستغراب والاستهجان الشديد، الممزوج بالحزن الشديد قد اصابت سكان رهط والنقب عامة، بعد هذا الحادث. وقال أحد أفراد العائلة، إبراهيم الجبور، في حديث لموقع "عرب 48"، "ليس امامي إلا أن أقول أن المصاب جلل، ويكفيك أن تعرف أن الشخص المشبوه بالدهس الذي أدى إلى القتل هو إبن أخ المرحومة. هل هناك أقسى من هذا الوضع؟".

التعليقات