31/10/2010 - 11:02

زرع جينات بشرية يعزز إبصار الفئران للألوان..

-

زرع جينات بشرية يعزز إبصار الفئران للألوان..
كشفت دراسة طبية جديدة أن تحويرا وراثيا معينا أتاح لفئران المختبر إبصار ألوان جديدة، حيث تمكنت من إنتاج البروتين البشري بعيونها بما يعزز إبصارها للألوان بشكل دراماتيكي.

فقد قام باحثون أميركيون من جامعتي كاليفورنيا وجونز هوبكنز ومعهد هوارد هيوز الطبي بتحوير وراثي لفئران المختبر بحيث أدخلوا الجين (المورث) البشري المسؤول عن بروتين العين “L receptor” (بروتين المستقبلات الطويلة) إلى الحامض النووي للفئران (DNA).

وهذا البروتين يسمح لخلايا شبكية العين بالاستجابة لموجات الضوء الطويلة التي تعود للأصباغ الألوان التي يدركها أو يراها الناس حمراء وبرتقالية.

والمعلوم أن الفئران العادية، كما هي معظم الثدييات، تنتج فقط بروتينات المستقبلات القصيرة والمتوسطة (S & M receptors) وهي حساسة لموجات الضوء الأزرق (القصيرة) وموجات الصبغات الخضراء (المتوسطة) على الترتيب. وهكذا، فالفئران لديها بصر ثنائي صبغة اللون، وهذا يعني أنها لا تستطيع رؤية الأصباغ الحمراء والبرتقالية.

واختبر الباحثون الفئران المهندسة وراثيا للنظر فيما إذا كان حصولها على بروتين المستقبلات الطويلة سوف يعزز إدراكها للألوان. وقد عرضت على كل من هذه القوارض ثلاثة أضواء ملونة، وقدمت لها قطرة لذيذة الطعم من لبن الصويا مكافأة كلما نجحت في التقاط اللون المختلف عن اللونين الآخرين.

وقد نجحت الفئران المحورة وراثيا في التقاط الضوء الصحيح في 80% من المحاولات. وبالمقارنة، نجحت الفئران غير المحورة في اختيار الضوء الصحيح في ثلث المحاولات فقط، وهي نسبة لا تتجاوز الاحتمالات المتوقعة عشوائيا.

فمثلا، الفئران المحورة وراثيا تستطيع بسهولة تمييز الضوء الأحمر الساطع من ضوئين أخضرين خافتين. ولكن لأن الأحمر الساطع يطلق المستقبلات المتوسطة لدى الفئران غير المحورة بنفس القوة التي تطلقها بها الأضواء الخضراء، ترتبك مجموعة فئران المقارنة غير المحورة.

هذه الدراسة تظهر أن أدمغة الفئران المحورة وراثيا قد جُهزت لمد نطاق إبصارها للألوان. وتشير إلى أن تحويرا وراثيا بسيطا يعزز إنتاج بروتين المستقبلات الطويلة لدى الثدييات الرئيسية، ويوسع نطاق إدراكها البصري آنيا.

يُذكر أن بعض العلماء قالوا إن العلاج الجيني قد يساعد يوما ما على استعادة كامل القدرة على إبصار الألوان لدى الأشخاص المصابين بعمى اللونين الأحمر والأخضر، وهي حالة تجعل من الصعب التمييز بين هاتين الصبغتين.

لكن فريق البحث أشار إلى أن محاولات استخدام العلاج الجيني لمعالجة عمى الألوان في الثدييات الرئيسية قد أفضت إلى نتائج مخيبة للآمال، ولذلك من غير المتوقع قريبا تطوير علاج لعمى الألوان عند البشر.

"الجزيرة"

التعليقات