31/10/2010 - 11:02

شفاعمرو: مرة أخرى السلاح المرخص يستخدم لإرتكاب الجرائم

-

شفاعمرو: مرة أخرى السلاح المرخص يستخدم لإرتكاب الجرائم
ما زال أفراد عائلة بروفيسور ماجد الحاج الأربعة، وهم إبراهيم (25 عامًا) وحسّان (24 عامًا) ومعتز (19 عامًا) وزوجته ابتسام، يرقدون في مستشفى "رمبام" في حيفا، وذلك بعد إصابتهم بعيارات نارية أطلقها المشتبه به جارهم في حي العين في شفاعمرو ، بطرس عزام، من بندقية الصيد (الجّفت) المرخصة التي كانت بحيازته.

وقال الناطق بلسان مستشفى "رمبام"، د. تسفي بن يشاي لـ "المدينة"، أمس الأول الأربعاء: "الإبن الأصغر مُعتز، المصاب بإصابة بالغة وكبيرة، ما زال في غرفة "العلاج المكثف" ويعتبر وضعه مستقرًا، لكنني أشدّد على أن إصابته صعبة... باقي المصابين يُعالجون حاليًا في قسم أمراض العظام وإصابتهم خفيفة ووضعهم الصحي مستقر".

"شعرتُ بأنّ شيئًا خطيرًا سيحدث"

وكان شجار بين جيران نشب صباح السبت الماضي (26/3/2005)، على خلفية خلافات مزمنة لها علاقة بصيانة ونظافة الحي، قام خلاله المشتبه به عزام بإطلاق النار من بندقية صيد (جفت) كانت بحيازته، فأصاب جارته وثلاثة أبنائها بجروح بالغة حتى متوسطة.

وروى أحد سكان الحيّ تفاصيل الحادث: "رأيتُ بطرس عزام يركض باتجاه بيته من جهة الغرب، فلحقت به لأنني شعرتُ بأنّ ثمة شيء خطير على وشك أن يحدث. وبعد دقائق رأيتُ عزام يحمل بندقية صيد ثم أطلق منها أربع أو خمس طلقات.. عندما وصلت إلى مكان الحادث رأيتُ المصابين مَرميّين على الأرض والدماء تنزف منهم... رأيتُ أنّ المعتدي دخل إلى حالة هلع شديد، وهرب باتجاه حقل مُحاذٍ لبيته، وهناك صوب سلاحه باتجاه الناس الذين اجتمعوا في منطقة الحادث، مُهددًا إياهم بعدم الإقتراب منه، وبعد دقائق اختفى هو وعائلته من مكان الحادث".

وفي حديث مع دافيد يفتاح، محامي المشتبه به بالاعتداء، قال": "لن أدخل في تفاصيل الحادث حاليًا لأنها قيد التحقيق، لكن توجه الدفاع خاصتي هو أنّ عزام قام بما قام به دفاعًا عن نفسه وعن عائلته بعد تعرضهم لاعتداء من عائلة الحاج".



عملية جراحية ميدانية لأحد المصابين!

شاهر محاميد، مسعف ميداني (باراميدك) من طاقم "مركز حياة للإسعاف الأولي"، كان أول من وصل إلى مكان الحادث. يقول محاميد: "في حدود الساعة العاشرة وأربعين دقيقة صباحًا وصلت مجموعة من الشباب إلى مركز "حياة" المحاذي لمكان وقوع الحادث، وبما أنّ سيارة الإسعاف كانت خارج المدينة في تلك الأثناء، توجهتُ إلى مكان الحادث ركضًا على الأقدام.. عندما وصلتُ رأيتُ منظرًا فظيعًا: كانت الأم وثلاثة أبنائها في حالة نزيف قوي جدًا، فباشرتُ أولَ ما باشرت به بعملية إيقاف النزيف". وحول نوع الإصابات يقول محاميد: "من الواضح أنّ الرّصاص الذي اخترق أجساد المصابين كان من نوع "حوّاش" الذي يستعمل لصيد الحيوانات ثقيلة الوزن. أنا رأيتُ أنّ إصابة اثنين من الأبناء كانت في منطقة الفخذ فما أسفل، أما إصابة الإبن الثالث (معتز) فكانت في منطقة الصدر والبطن من الجهة اليمنى، فركزتُ جهدي بإنقاذ حياته وتركت علاج باقي المصابين لطاقم "حياة"، الذي وصل بعد 12 دقيقة. وقمتُ بعملية جراحية ميدانية بعد أن رأيتُ أن معتز مصاب بالكبد والكلية والرئة ويده اليمنى... قمنا بإخلاء منطقة الحادث من المصابين خلال 7 دقائق ونقلناهم إلى "رمبام".

" وقال أمجد شيخ، نائب قائد شرطة شفاعمرو: "قمنا باعتقال المشتبه به بطرس عزام على الفور وهو موجود حاليًا في أحد مراكز شرطة الجليل، بعد أن مدّدنا فترة اعتقاله، يوم الأحد الماضي، في محكمة "الصلح" في عكا، لغرض استكمال التحقيق الذي ما زال في أوله".

الحاج: الجريمة تنحصر بالشخص الذي اقترفها!

وقام النواب محمد بركة وواصل طه وعصام مخول والعديد من رؤساء المجالس المحلية ولجان الصلح المحلية والقطرية، بزيارة بيت عائلة بروفيسور الحاج في محاولة لتطويق الحادث المؤسف، والتضامن معه ومع عائلته. وكان للموقف الذي تحلى به بروفيسور الحاج أثره على الشفاعمريين، حيث أكد في سياق كلامه للوفود المتضامنة على أنّ هذه الجريمة تنحصر بالشخص الذي اقترفها ولا علاقة لعائلته ولا لطائفته بهذا الحادث.

ووزع يوم الاثنين الماضي بيان باسم أهالي مدينة شفاعمرو بهيئاتها ومؤسساتها الرسمية والشعبية على المواطنين، مُستنكرين الحادث الإجرامي ومؤكدين على أنّ شفاعمرو حصينة وموحدة ومتآخية وستبقى دائمًا كما كانت في الماضي، عائلة واحدة.

التعليقات