31/10/2010 - 11:02

في ذكرى الهبة والإنتفاضة../ عوض عبد الفتاح

في ذكرى الهبة والإنتفاضة../ عوض عبد الفتاح
ماذا يمكن أن نقول ونفعل في الذكرى السادسة للهبة الشعبية التي تفجرت كصدى لانفجار الغضب الفلسطيني على الإحتلال وجرائمه في 28 أيلول عام 2000.

هل نستعرض تجليات الجريمة الإسرائيلية غير المتوقفة في فلسطين ونعد قوافل الشهداء الذين لا زلنا نفجع بسقوطهم كل يوم، وعدد البيوت المقصوفة على ساكنيها؟ وهل نستعرض تجليات وإفرازات سياسات التمييز السافر ضد المواطنين العرب، والإستهتار بحياة المواطن العربي الذي تتآكل مواطنته يوماً بعد يوم وتفقد حتى شكليتها؟ أم نعد عدد البيوت التي تختفي من معالم الوطن بفعل الجرافة الإسرائيلية المدعومة بقوى الشرطة المبغوضة؟ أم نعدّ السلطات المحلية التي تقترب من الإفلاس والإنهيار وعدد الموظفين الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ أشهر بفعل سياسة التمييز العنصري وفساد أو عدم كفاءة الرؤساء وسوء الإدارة؟..

هل نفتش عن نقطة أو مجال للعرب لم تنتهكه العقلية الإسرائيلية العنصرية أم نبحث في ذواتنا عن سرّ هذا التمادي والتطاول المتصاعد على وجودنا، على حقوقنا، وهويتنا وكرامتنا؟

هل نواصل إتهام بعضنا بعضاً بالتقصير والقصورات أم نتجرأ على أنفسنا وننزل من عليائنا الى الأرض ونفتح حواراً حقيقياً حول حاضرنا ومستقبلنا؟

لا أضع الجميع في مستوى المسؤولية نفسه عن الوضع الراهن، بل أعتقد أن هناك من هو فاقد البوصلة ومن هو غاضب لأن الآخرين يتمسكون بالبوصلة. ولكن هناك من يمكن التحاور في ما بينهم وفتح القلوب والعقول والتنزه عن الفئوية واحتكار الحقيقة. فلماذا لا يحصل هذا الأمر. إلى متى نتهرب من واجبنا في الإجابة على هذا السؤال إجابة عملية. هل لا يزال البعض يعتقد أن بمقدوره أن يقود الثورة أو أن يقود المجتمع لوحده في هذا الواقع المركب؟

ست سنوات مرت منذ أن تفجّر الغضب العربي في عموم فلسطين، كل فلسطين، الذي انتهك الإسرائيلي جمالها وحوّل حياة شعبها الوديع الى جحيم رافضاً كل الحلول ومنطق العدالة.
شهدت البلاد في هذه الفترة الزمنية تصعيداً غير مسبوق منذ النكبة ضد عرب أهل البلاد على جانبي الخط الأخضر. لم يستسلم الفلسطينيون في الضفة والقطاع لإرادة الإحتلال وأبدوا بطولة نادرة يعكرها اليوم التنازع الداخلي، ولم يتراجع الفلسطينيون في إسرائيل عن مطالبهم المدنية والقومية الكاملة وإن تراجعوا في نضالهم وأدائـهم. ويبدو أن إسرائيل مستعدّة في الأمد المنظور، لتحمل تبعات سياساتها الإجرامية - قتل ودمار واغتيالات، ومستعدة لتحمل تبعات سياسات التمييز العنصرية من احتمال انفجار آخر للمواطنين العرب في وجه المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة. أو أنها لا تريد أن تصدق أن انفجاراً واسعاً هو احتمال قائم دائماً.

كما ينطبق هذا الإصرار، ولكن المعاكس، على الفلسطينيين في الضفة والقطاع وعلى الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
ولكن حقيقة الصمود الفلسطيني الثابت، والمعطيات الهامة التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية على لبنان من شأنها أن تؤشر الى مسار التدهور في بنية النزعة العدوانية والعنصرية الإسرائيلية. ولكن لا يتواصل هذا التدهور من تلقاء نفسه، فالتدهور الأخير حصل بفعل الإرادة الإنسانية. هي إرادة المقاومة اللبنانية. مقاومة استعانت بالعقل والكفاءة والإرادة. وأعادت الكثير من الاعتبار الى قيم المقاومة والإنفتاح على جميع مركبات المجتمع.

ترى ألسنا، جميعنا بدون استثناء، بحاجة بعد كل هذا الدوران الى الإستعانة بهذه الصفات النبيلة لنحرك خطواتنا الى الأمام؟!

التعليقات