31/10/2010 - 11:02

لعبة فيديو تدعو لقتل غير المسيحيين هدية الـ"كريسماس" في أمريكا!

لعبة فيديو تدعو لقتل غير المسيحيين هدية الـ

تواجه لعبة كمبيوتر جديدة في الأسواق الأمريكية تسمى "المنبوذون والقوات الأبدية" انتقادات واسعة، رغم أنها تلقى رواجًا في بعض أوساط المحافظين، حيث تدعو اللاعبين أن يحوّلوا غير المسيحيين – ممن يحملون أسماء عربية وإسلامية - إلى المسيحية بالقوة أو أن يقتلوهم حتى يفوزوا في اللعبة، كما أن اللعبة تستهدف كذلك قتل متّبعي ديانات ومذاهب أخرى مثل اليهود والمسيحيّين الكاثوليك.


 


غير أن جماعات أمريكية شعبية أخرى قالت إن هذه اللعبة التي تباع بقيمة 39 دولارًا هي أسوأ هدية يمكن تقديمها بمناسبة موسم الإجازات وأعياد الميلاد، كما طالبت بعض الجماعات المسيحية الليبرالية والإصلاحية سلسلة متاجر وول مارت - أكبر سلسلة متاجر في الولايات المتحدة – بأن توقف عرض اللعبة للجمهور ومن تلك الجماعات الدينية المناهضة لتلك اللعبة "جماعة حملة الدفاع عن الدستور" و"الاتحاد المسيحي من أجل التقدم".


 


 


كارباثيا.. الدجال الوسيم!


 


وتتخذ لعبة "المنبوذون والقوات الأبدية" من مدينة نيويورك موقعًا لأحداثها، حيث يوجد المسيح الدجال الممثل في الشخصية الخيالية نيكولاي كارباثيا، الذي يعمل أمينًا عاماً للأمم المتحدة وأحد أكثر الرجال إثارة ووسامة طبقا لقائمة مجلة "بيبول".


 


ويمكن للاعبين أن ينضموا لقوات المسيح الدجال التي تضم مغنيين خياليين لموسيقى الروك وموسيقى الريف الأمريكي ويحملون أسماء عربية ومسلمة. أما فريق الخير فيضم مغنيين للموسيقى الدينية ومنصِّرين ومعالجين روحانيين وأطباء، ولكل منهم قصة جميلة تُروى من خلال اللعبة.


 


وعندما سُئل جيفرسون فريشنير، منتج اللعبة، عن سر تسمية الأشرار في اللعبة بأسماء عربية وإسلامية قال: "إن اللعبة لا تعطي انطباعًا بالتحامل ضد أحد، لكن المسلمين غير مؤمنين بالمسيح، لذلك لا يمكن أن ينضموا لجانبه، وهذا شيء شديد الوضوح ولا يحتاج لتفسير".


 


يذكر أن هذه اللعبة مبنية على سلسلة روايات دينية قام بتأليفها كل من تيم لاهيي وجيري جينكنز، والروايات نفسها مستوحاة من  تفسيرهما لسفر الرؤيا (آخر أسفار العهد الجديد) وتباع الآن في عدة متاجر.


 


ويدافع منتج اللعبة جيفرسون فريشنير عنها قائلاً: "إن اللعبة غير عنيفة لأن اللاعبين يفقدون "نقاطاً روحية" في كل مرة يطلقون النار على غير المؤمنين، بدلاً من أن يحولوهم إلى المسيحية، ويستطيعون اكتساب "نقاط روحية" مرة أخرى بالصلاة".


 


أما عن رأي مروجي اللعبة من المتاجر فقد صرحت متحدثة باسم سلسلة متاجر "وول مارت" بأنهم لا يخططون لسحب اللعبة من أي من متاجر "وول مارت" المتعددة، والتي تبلغ 3800 متجرًا، ومنها 200 متجر تعرض لعبة "المنبوذون والقوات الأبدية" للجمهور.


 


وتقول تارا رادول المتحدثة عن متاجر وول مارت: "نحن نفحص السوق لنعرف المكان المناسب لبيع اللعبة، كما اننا لم نتلق الكثير من الشكاوى من عملائنا".


 


" لعبة غير سلمية"


 


أما عن المعارضين، فقد قالت جماعة "حملة الدفاع عن الدستور" في بيان "إن اللعبة مبنية على أيديولوجية متطرفة وتروج لتحويل الناس عن ديانتهم أو قتل من لا يتمسك بذلك التفسير الخاص بالمسيحية، ويشمل القتلى مسلمين وكاثوليك ويهود".


 


ويرد كلارك ستيفينز المدير المساعد لحملة الدفاع عن الدستور على اللعبة قائلا: "إن اللعبة غير سلمية، بل هي لعبة فيديو عنيفة إلى حد بعيد، صحيح أنه لا تظهر دماء على الشاشة عند قتل غير المؤمنين، فهم يختفون بمجرد إطلاق النار عليهم، لكنك تشهر سلاحًا في وجه عدوك وفي هذا دعوة إلى عدم التسامح الديني، فليس أمامك سوى أن تنضم لجانب الخير، وهو تحويل الغير مؤمنين إلى المسيحية، أو أن تنضم لقوات المسيح الدجال".


 


ويوافقه القس تيم سيمبسون رئيس "الاتحاد المسيحي من أجل التقدم" في مهاجمة لعبة الفيديو قائلاً: "إذا وضعنا لأطفالنا هذه اللعبة التي تدعي التدين بالمسيحية كهدية تحت شجرة أعياد الميلاد نكون بذلك قد وجهناهم نحو الكراهية والقتل".


 


هذا وتقول كلتا الجماعتين السابق ذكرهما أنه تم تشكيلهما في عام 2005 كشكل من أشكال الاعتراض على ما يشعر به أعضاء الجماعتين البالغ عددهم 130 ألف شخص من سيطرة السياسة والفكر المتشدد في أمريكا على الدين.


 


من المعارضين للعبة أيضا جيف جيرستمان رئيس تحرير شركة "جيم سبوت" المعنية بشؤون ألعاب الفيديو على شبكة الإنترنت، وفي هذا الصدد يقول: "نحن قد أعطيناها درجة تبلغ 3.4 من مجموع 10 نقاط؛ لأن بها مشاكل فنية... إنها لعبة مثيرة للجنون، فأثناء اللعب إذا ما اقتربت من أحد الشخصيات الشريرة، وهو مغني لموسيقى الروك يتدنى مستواك الروحي والديني".


 


لكن لعبة "المنبوذون والقوات الأبدية" حظيت بتأييد جماعات دينية وكنائس أمريكية منها جماعة تسمى "الجماعة المسيحية من أجل الأسرة" تؤيد اللعبة وتصفها بأنها لعبة ناجحة، لأنها من وجهة نظر تلك الجماعة: "اللعبة التي يمكن للوالدين أن يلعباها مع صغارهم، وهي تثير تساؤلات مثيرة أثناء اللعب".


 

لمشاهدة فيديو دعائي للّعبة إضغط/ي هنا

التعليقات