الجولان العربي السوري يحيي الذكرى الثالثة والعشرين للإضراب المفتوح

النائب بشارة: " تتميز سياسة سورية، في هذه الأيام بشكل خاص، بالحكمة إزاء الصراعات الجانبية التي تثار والمؤامرات التي تحاك ضدها، في محاولة لنزع فتيل أي إنفجار ممكن"

الجولان العربي السوري يحيي الذكرى الثالثة والعشرين للإضراب المفتوح
أحيا سكان الجولان اليوم الذكرى الثالثة والعشرين للإضراب المفتوح الذي نفذه أهلنا في الجولان في 14 شباط 1982 وذلك استنكارا ورفضاً لقانون ضم الجولان السوري المحتل إلى إسرائيل. هذا الإضراب الذي استمر ستة أشهر كانت من بين نتائجه إسقاط فرض الجنسية الإسرائيلية عن سكان الجولان.

ويحيي سكان الجولان سنويا ذكرى بدء الإضراب وذلك في لقاء عبر خط وقف إطلاق النار, فيما يحتشد سكان الجولان وضيوفهم من عرب 48 الذين يأتون متضامنين إلى الجولان، ويقفون من جهة، في حين يحتشد من الجهة الأخرى من الشريط الفاصل حشود تأتي من الوطن سورية، حيث يتم تبادل الكلمات والخطابات بين ضفتي الشريط الإحتلالي الفاصل بين الجولان وسوريا في موقع عين التينة او ما بات يسمى بتلة الصيحات.

واليوم, في الذكرى الثالثة والعشرين لذكرى الاضراب المفتوح احتشد حشد كبير من الجهة المقابلة للشريط الفاصل مقابل بلدة مجدل شمس يترأسهم محافظ القنيطرة فيما احتشد المئات من كافة قرى الجولان وبحضور زوار من عرب 48 نذكر منهم د. عزمي بشارة والنائب واصل طه والسيد محمد نفاع. وابتدأ الاحتفال بالنشيد العربي السوري.

والقى السيد محمد علي الصفدي كلمة تطرّق فيها إلى المعنى الكبير للوقفة البطولية للأهل في الجولان ضد قانون الضم المشؤوم، وأشاد بالمواقف الثابتة للقيادة الوطنية في الوطن وسخر من الديمقراطية الأمريكية المزعومة التي قادت إلى إحتلال العراق وإرتكاب الجرائم البشعة وأعمال التدمير الهائل فيها.

وفي الكلمة التي ألقاها د. عزمي بشارة قال فيها أن سورية نواة ومركز الهوية العربية الوطنية في المشرق العربي، وان المؤامرات التي تُحاك ضد سوريا إنما هي لجر سورية إلى صف التآمر مع المتآمرين على الشعب الفلسطيني، واذا تخلت سوريا عن مواقفها العروبية فان سوريا لا تعود سوريا. وبالنسبة للقرار 1559 لا يهدف الى "تحرير لبنان" وانما يهدف إلى تركيع سورية والمقاومة اللبنانية والمس بوحدة لبنان وعروبته. وهو قرار إسرائيلي أمريكي يستهدف النيل من مواقف سورية وذلك لأن سورية لا تعطي إسرائيل وأمريكا أسباباً لشحن حرب عليها.

وأضاف بشارة انه " لم يكن "النظام في سوريا" منفتحاً للنقاش كما هو في هذه الأيام, إذ تتميز سياسة سورية، في هذه الأيام بشكل خاص، بالحكمة إزاء الصراعات الجانبية التي تثار والمؤامرات التي تحاك ضدها، في محاولة لنزع فتيل أي إنفجار ممكن. وليس أدل على ذلك من سلوك سورية بعد قمة شرم الشيخ، إذ من الواضح أن هذه القمة لم تساهم في إحقاق سلام شامل ولم تحقق إنجازات تذكر، ولكن سورية وبدلاً من أن تشن حملة عليها، دعت دول الطوق إلى إجتماع قمة في دمشق، على أساس مبادرة السلام العربية، وهذا سلوك حكيم جداً ولا شك في ذلك.

وقد عبر النائب بشارة عن تضامن القوى الوطنية في الداخل مع أهلنا في الجولان السوري حتى التحرير الكامل، ومع وحدة لبنان وعروبته، ومع سورية التي تحاك ضدها المؤامرات في هذه الأيام، كما تحاك ضد هوية المجتمعات العربية بشكل عام لزرع بذور الفرقة والخلاف والشقاق الطائفي وغيره.
ثمّ ألقى السيد محمد نفّاع كلمة تطرّق فيها إلى المؤامرات الأمريكية الصهيونية التي تُحاك ضد سورية, وقال ان سورية هي العنوان الوحيد الذي يتصدى لمؤامرات الاستعمار والصهيونية في المنطقة. وأشاد بنضال الأهل في الجولان وقال إن 14 شباط في الجولان هو عيد العشاق للأرض والصمود والوطن الأم الحبيبة سورية.

ثم القى الاسير المحرر ياسر خنجر كلمة باسم لجنة دعم الاسرى والمحررين جاء فيها ان المصارحة شيء مهم بين أبناء الجولان والقيادة في الوطن، وان المطالب التي يطلبها الاسرى الجولانيين في السجون الإسرائيليه من القيادة في الوطن إنما هي مطلب الابن من الأم، ولهذا فان المطلوب من القيادة العمل على الوصول عبر الجهات الدولية الى أسرى الجولان ومراقبة أحوالهم الصحية والعمل على اطلاق سراحهم من المعتقل، لانه لا حزب الله ولا المنظمات الفلسطينية مجبرة في العمل على إطلاق سراح اسرى الجولان. ومطلب آخر هو توفير الدعم اللازم لأسرى الجولان وتبني تكلفة علاج الاسير المحرر هايل أبو زيد الذي تم تحريره قبل فترة بسبب ظروفه الصحية الصعبة.

ثم ألقى السيد يوسف شكيب أبو جبل كلمة أشاد فيها بالمواقف النضالية لسكان الجولان برفضهم قانون الضم وانتصار الوحدة الوطنية الداخلية.

التعليقات