تدهور خطير في صحة اسير سوري في السجون الاسرائيلية

الفحوصات تظهر إصابته بسرطان الدم، والسلطات الاسرائيلية تتجاهل الطلبات الداعية لاطلاق سراحه. حملة واسعة من قبل لجنة دعم الأسرى في الجولان ولجان حقوق الإنسان من أجل إطلاق سراحه

تدهور خطير في صحة اسير سوري في السجون الاسرائيلية
وتوضح لجنة دعم الاسرى والمعتقلين في الجولان المحتل ان الاسير ابو زيد يتعرض لسياسة اهمال طبي متعمد من قبل مصلحة السجون حيث كان اشتكى من شكوكه بتردي وضعه الصحي أمام الطاقم الطبي لمصلحة السجون، الا ان الاخيرة لم تحرك ساكنا في تقديم العلاجات الطبية اللازمة له.

وفي تطور مفاجئ، توضح اللجنة ، تم نقل الأسير أبو زيد إلى مستشفى العفولة في العاشرة ليلا من مساء الأحد، بعد أن فقد الوعي داخل زنزانته، الآمر الذي دفع برفاقه الأسرى إلى الطرق على الأبواب والصياح بأعلى الصوت، من اجل نقل رفيقهم إلى العيادة الطبية في السجن.

وقد عملت اللجنة، ومنذ إبلاغها بالتدهور الصحى الخطير للأسير هايل ابو زيد، على الاتصال بجمعية أطباء حقوق الإنسان، التي تكفلت في وقت سابق في متابعة حالته الصحية وأجراء عمليتين جراحيتين للأسير في مستشفى اساف هروفية: العملية الأولى لاستئصال التهابات شرجية، والأخرى في تموز 2003 لوقف التدهور البصري في عينه اليسرى. وكان من المقرر أن تجري للأسير عملية جراحية أخرى للعين اليمنى. ورغم مطالبة جمعية أطباء حقوق الإنسان لمصلحة السجون، بضرورة إخضاع الأسير إلى فحوصات جدية، إلا أن ذلك لم يلق أدنى اهتمام من قبل الطواقم الطبية في مصلحة السجون، التي من المفترض بها ملاحظة مرض اللوكوميا منذ زمن.

وافاد ذوو الأسرى، خلال زيارتهم يوم أمس الاثنين لابنائهم في سجن الجلبوع، القريب من معتقل شطة في بيسان، أن الأسير هايل أبو زيد قد اشتكى قبل اكثر من أسبوعين من الآم حادة في رجليه، وفيما بعد تطور الألم إلى رأسه وكتفيه، وتصبب العرق من كافة أنحاء جسمه، وفقد القدرة على التنفس بصورة طبيعية مساء الأحد.

وتشير لجنة دعم الاسرى والمعتقلين في الجولان المحتل الى ان عائلة الأسير هايل أبو زيد كانت قد وصلت إلى أمام معتقل شطة لزيارة الأسير، إلا انهم فوجئوا بمدير السجن "عبدالله فراشة"، يبلغهم الخبر الأليم، عن نقل ابنهم ليلا إلى المستشفى، بعد تدهور خطير طرأ على صحته. وابلغهم بإمكانية الذهاب إلى مستشفى رمبام لزيارته، حيث توجهوا إلى هناك، وتمكنوا من زيارة الأسير، بعد انتظار ساعتين تقريبا، بسبب وجوده في العلاج "غسيل دماء"، وقد فوجئ الأسير بذويه، وسمح له بالاجتماع معهم فرادى لمدة ساعة واحدة تقريبا.

ونقل ذووه عن الأسير قوله:

" تحياتي إلى الجميع في الجولان الحبيب، إلى الأهل وكافة الرفاق، أطمئنكم إن معنوياتي كفولاذ إرادتكم، واعدكم بان قضبان السجن ستصدأ قبل أن تصدأ إرادتي وعظامي. إنشاء الله التقيكم أيها الأهل ومعي كل أبنائكم محررين من قيود السجن والسجان. وسواء عدنا أحياء أم أموات، سيبقى جولاننا حيا في ضمائركم أيها الأهل الأحباء. لن يكسرني المرض كما لم يكسر السجن يوما مناضلا من مناضلي الجولان".

وفي حديث مع أحد أعضاء لجنة دعم الأسرى في الجولان المحتل علق على الموضوع بقوله: " إن تردي الأوضاع الصحية والإنسانية لأسرانا في سجون الاحتلال، واستمرار اعتقالهم للعام الحادي والعشرين على التوالي، تفرض على كل الضمائر الحية، واصحاب القيم العادلة، بالوقوف إلى جانبهم والمطالبة بصوت واحد: الحرية لهم، والحرية الفورية للاسير هايل أبو زيد. إن ما يحدث ألان في غرفة 23 في مستشفى رمبام، يدفعنا إلى التحرك الفوري والسريع، من اجل إنقاذ حياة الأسير هايل أبو زيد، واعتبار قضيته ليس قضية جولانية فحسب، وإنما قضية عربية وسورية تستحق الأولوية في سلم الأولويات المحلية والوطنية السورية . هايل أبو زيد دخل، قبل اشهر قليلة فقط، عامه الحادي والعشرين في سجون الاحتلال، وهو أحد أولئك المناضلين الأشداء الذين حملوا قضية الجولان واسم سوريا العربية عاليا. إن سنوات حكمه الجائرة السبعة والعشرين عاما ليست سوى دليلا، على إن المقاومة في الجولان هي عمل حر ووطني وشريف، يستدعى وقوف كل الشرفاء إلى جانبها، وجانب أبطالها، والعمل على تحريرهم فورا، خاصة بعد ان تم استثنائهم، الغريب، من عملية تحرير الأسرى العرب واللبنانيين، في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني عام 2004، وعدم إيلائهم الاهتمام والدعم الكافي لانتزاع حريتهم".

واضاف : ان حالة الأسير هايل أبو زيد الصحية تدخل في مرحلة خطرة جدا على حياته، واستمرار اعتقاله داخل السجن، هو قرار اسرائيلي مباشر بتصفيته رسميا، تتحمل مسؤوليته تلك السلطات، في حال استمرت في رفضها الدعوات والطلبات التي قدمت من اجل الافراج الفوري والسريع عنه. ان أي علاج تقدمه السلطات الاسرائيلية لن يكون له مفعول ايجابي، ان لم تتوفر للاسير الرعاية النفسية والصحية السليمة الى جانب اهله وذويه. أفادت لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في الجولان السوري المحتل، أن الوضع الصحي للأسير هايل أبو زيد، وهو من بلدة مجدل شمس المحتلة، قد تدهور بشكل خطير، ما استدعى نقله إلى مستشفى العفولة، وبعدها الى مستشفى رمبام في حيفا، إذ تبين، بعد إجراء الفحوصات الطبية له، أنه مصاب بمرض" اللوكوميا" (سرطان الدم)، وفي مرحلة متقدمة وحرجة، الأمر الذي يهدد حياته بالخطر.

التعليقات