24/07/2005 - 11:30

"يديعوت احرونوت": اقصاء شابة عربية من حيفا من دورة لمضيفات الطيران بسبب قوميتها

-

كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، اليوم الأحد، حلقة اخرى من حلقات السياسة العنصرية التي تنتهجها شركة الطيران الاسرائيلي "ال -عال" ضد المواطنين العرب في اسرائيل، وحتى ضد من "تربت على الثقافة الاسرائيلية - اليهودية". وقالت الصحيفة ان شركة "ال -عال" قررت فصل شابة عربية من مدينة حيفا من دورة لمضيفات الطيران رغم امتيازها، زاعمة ان المعايير المطلوب توفرها في مضيفات الطيران لا تتوفر لدى نسرين ابو ربيعة (25 عاماً). لكن نسرين تروي للصحيفة جملة من العراقيل التي حاول المسؤولون مراكمتها في طريقها لمنعها من المشاركة في الدورة، والتي قررت في المرحلة الاولى تجاوزها والتغاضي عنها، الى ان ضاقت ذرعا ولم يعد بامكانها تحمل النهج العنصري.

وحسب ما نشرته الصحيفة فقد كانت نسرين هي العربية الوحيدة من بين 22 مرشحة تم استيعابهن في الدورة. وقالت: "أدركت أن انضمامي الى الدورة ينطوي على حساسية بسبب كوني ابنة اقلية، ولذلك قررت التغاضي حتى عندما رأيت انني الوحيدة من بين المشاركات في الدورة التي لا يمكنها الدخول بحرية الى منطقة مطار بن غوريون. فلقد كان الحارس يرافقني الى كل مكان أذهب إليه حتى عندما وصلت الى هناك لقياس زي المضيفة او للخضوع لفحوصات طبية".

وقالت الصحيفة انه كان من المفروض بنسرين أن تشارك في الدورة التي بدأت في شهر حزيران، لكنه تقرر دمجها في الدورة التي بدأت في شهر تموز. وحسب ما روته نسرين فقد بدأت متاعبها منذ البداية، وبعد اكثر من سنة ونصف من المتاعب والعراقيل صودق على انضمام نسرين الى الدورة، لكنها اكتشفت في وقت لاحق انه تم منحها بطاقة ممغنطة خاصة بالدورة السابقة التي بدأت في شهر حزيران والتي تنتهي في منتصف تموز، بينما يفترض بالدورة التي تم الحاقها بها ان تنتهي في الثامن من آب المقبل. وقالت نسرين: "لم يكن بمقدوري معرفة موعد انتهاء مفعول البطاقة لأن ذلك ليس مدونا عليها، وحين وصلت الى المطار في احد الأيام واكتشفت انتهاء مفعول البطاقة صرخت في وجهي احدى السكرتيرات واتهمتني بعدم المسؤولية، الا انني قررت التغاضي عن ذلك لأنني أدركت أنهم يتعمدون مضايقتي".

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقبل أسبوعين من موعد انتهاء الدورة، استدعيت نسرين الى محادثة أدركت خلالها ان حلمها بأن تصبح مضيفة طيران لن يتحقق. وتقول: "جلست مقابل أحد المدراء وقال لي إن تأخر وصول أوراقي يثير الشكوك حول امكانية قيامي بوظيفتي كمضيفة في المستقبل، وقام بتوقيع توصية باقصائي عن الدورة".

تلك المحادثة جعلت نسرين تقرر الخروج عن صمتها ووقف التغاضي عن الممارسات العنصرية ضدها. وتقول للصحيفة: قلت لنفسي: هذا هو، لست خرقة ولدي كرامتي الذاتية. وسألت المدير عن الأوراق التي يقصدها سيما انني قدمت كل الأوراق التي طلبوها مني، كشهادة حسن السلوك من الشرطة كي اتمكن من الحصول على بطاقة عضو في الطاقم الجوي التي تتيح لي الدخول والخروج في كل مكان في العالم. كما أنني حصلت على بطاقة ممغنطة بديلة للأولى. لقد فعلت كل ما طلبوه مني وقبل مغادرتي لمكتب المدير قال لي: "أرى أنك انسانة مثقفة وآمل أن تركضي مع هذه القصة إلى الصحافة، فقلت له: لقد اتخذت قرارك فدعني اتخذ قراري وما اذا كنت سأتوجه الى الصحافة أو لا".

وقال والد نسرين، البروفيسور سليم أبو ربيعة، المحاضر في جامعة حيفا، للصحيفة انه لم يفاجئ بمعاملة ابنته بهذا الشكل. ومع مفاخرته بتدريس أولاده في مدارس يهودية وتلقيهم ثقافة "اسرائيلية - يهودية" على حد قوله للصحيفة الا انه يشعر بأن المؤسسة وجهت صفعة الى نسرين بدل أن ترعاها هي وأمثالها".

وقالت رفيقات نسرين في الدورة انها كانت طالبة مبرزة وحققت نتائج عالية في الامتحانات، وفي اليوم الذي طردت فيه من الدورة حصلت في الامتحان على علامة 95. وترى احدى رفيقاتها ان المؤسسة انتهجت ازاء نسرين بيروقراطية لم يتعرض لها غيرها.

وتدعي شركة "ال-عال" في ردها على سؤال للصحيفة ان "الشركة تحافظ على معايير عالية يجب ان تتوفر في مضيفاتها". وزعمت ان قرار اقصاء نسرين ليس له علاقة بقوميتها وانه يجري حاليا فحص ما اذا كان يمكنها مواصلة الدورة او اذا وافقت، تحويلها للعمل في قسم آخر من أقسام الشركة"!!

التعليقات