29/10/2010 - 06:13

ردّا على الدعوة لمنع بيع الأراضي والبيوت للعرب؛ زحالقة: "أعيدوا ما سرقتم ولسنا بحاجة للشراء!"

د. زحالقة: من سخريات القدر أن يدعو مهاجرون إلى بلادنا إلى منع بيع الأرض والبيوت إلى أصحاب البلاد الأصليين. من أين لكم هذه الأراضي أصلاً؟ هل ورثتم عن أجدادكم أم سرقتم من أجدادنا؟!"

ردّا على الدعوة لمنع بيع الأراضي والبيوت للعرب؛ زحالقة:
دعا الحاخام عوباديا يوسف، الزعيم الروحي لحركة شاس، إلى عدم بيع أراض أو بيوت للعرب.
 
جاءت أقوال يوسيف خلال درس ديني بعد الصلاة الصباحية، الخميس 28.10.2010، وحضر الدرس عدد من وزراء شاس في الحكومة الإسرائيلية. وقال يوسيف: "بيع البيوت والأراضي للأغيار محرم وممنوع قطعياً، حتى لو دفعوا أموالاً كثيرة. لن ندعهم يسيطرون هنا".
 
وعقب النائب د. جمال زحالقة على أقوال عوباديا يوسيف قائلاً بأنها عنصرية وخطيرة، مشيراً إلى أن  يوسيف له مئات الألوف من الأتباع، وهو لم يكتف هذه المرة كعادته بإطلاق الشتائم والبذاءات ضد العرب، بل طلب من أتباعه أن يقوموا بفعل وهو عدم بيع أو تأجير المساكن أو الأراضي للعرب، وهذا تصعيد خطير في التصريحات العنصرية للراب يوسيف وبعض القيادات الدينية اليهودية.
 
ووصف تصريحات عوباديا يوسيف بأنها عنصرية وقحة، فإسرائيل صادرت معظم أراضي العرب واستولت عليها، وخنقت القرى والمدن العربية ولم يعد في الكثير منها مكان للبناء والسكن، فيضطر الناس إلى شراء شقق في المدن اليهودية المجاورة بأسعار باهظة أعلى بكثير من سعر السوق نتيجة مزيج من العنصرية والطمع.
 
وعبر زحالقة عن خشيته من تؤدي تصريحات عوباديا يوسف وحاخامات صفد، الداعية إلى عدم البيع للعرب، إلى تقليص العرض وإلى ارتفاع إضافي في أسعار الشقق للعرب.
 
وقال زحالقة: "من سخريات القدر أن يدعو مهاجرون إلى بلادنا إلى منع بيع الأرض والبيوت إلى أصحاب البلاد الأصليين. من أين لكم هذه الأراضي أصلاً، هل ورثتم عن أجدادكم أم سرقتم من أجدادنا؟! أعيدوا ما سرقتم ولسنا بحاجة للشراء!"
 
وأكد أن الراب يوسيف يصب الزيت على نار العنصرية ضد العرب، وهو يدخل المنافسة العنصرية المشتدة بين القيادات الإسرائيلية، وأضاف: "هناك تصعيد خطير في العداء للعرب على كافة المستويات في إسرائيل، بدءاً من الشارع الإسرائيلي حتى أعلى قياداته. كل يوم نسمع عن عنصرية يواجهها العربي؛ في العمل وفي الجامعة وفي المواصلات العامة، وكل يوم تصدر تصريحات عنصرية عن صحفيين ومعلقين، وكل يوم يخرج علينا سياسي أو رجل دين أو محاضر بتفوهات عنصرية، والحكومة نفسها تدعم وتؤيد وتبادر إلى قوانين عنصرية، وجهاز القضاء يمنح الشرعية للعنصرية من خلال السماح للعصابات العنصرية بالتظاهر في أم الفحم، والشرطة تقوم "بدورها" بقمع المتظاهرين والاعتداء عليهم والتعامل معهم كأعداء وليس كمواطنين، ومن لا يدعم، يغض الطرف عن التصريحات العنصرية التي يطلقها ليبرمان وعوباديا يوسيف وحاخامو صفد."
 
وواصل: "إنهم يدفعون باتجاه أزمة جدية ومواجهة مكشوفة مع الجماهير العربية، فمن يتعامل مع المواطنين العرب كأعداء ويصفهم بأنهم تهديد استراتيجي لا بد وأن يقوم بالخطوات النابعة من هذا التقييم الذي يكاد يصبح الموقف الرسمي للمؤسسة الإسرائيلية."
 
وأكد زحالقة على ضرورة القيام بحملة مضادة للحملة ضد العنصرية، وقال إن قيادة الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل بدأت بإعداد خطة لمواجهة العنصرية المنفلتة والتي تضع المواطنين العرب في خانة "أقلية في خطر".
 
ينضم الراب عوباديا يوسيف، في تصريحاته الأخيرة، الى حاخام صفد الراب إلياهو، الذي أصدر فرماناً مع 18 حاخام في المدينة دعوا فيه إلى عدم بيع أو تأجير الشقق للعرب. جاءت هذه الفتوى الدينية لثني العائلات اليهودية في صفد عن تأجير الشقق لطلاب عرب يدرسون في كلية صفد الجامعية. ورغم العلاقة المتوترة بين إلياهو ويوسيف إلا أن إلياهو أثنى على أقوال الأخير، مؤكداُ أن الأمر لا يتعلق بهذا التيار الديني أو ذاك بل هو في صلب الشريعة الدينية اليهودية "الهلاخا". 
 
وانبرى عدد من أعضاء الكنيست عن حزب "شاس" بالدفاع عن أٌقوال عوباديا يوسبف وقال أحدهم "أنا أصغر من أن أختلف معه في الرأي"، وقال آخر: "العرب يسكنون في شقق في أحياء يهودية واليهود يهربون منها، وهم بدأوا يسيطرون على أحياء في المدن اليهودية، ولا يحق لنا أن نغمض أعيننا عن هذا الواقع. ليبني العرب بيوتهم ويسكنوا بعيداً عنا".

التعليقات