16/07/2014 - 18:32

تقرير: "تجاوزات خطيرة في مسلكيّات الشرطة في القدس الشرقية"

جمعية حقوق المواطن تطالب المفتش العام للشرطة باجتثاث العنف الشرطيّ المُوجّه ضدّ سكان القدس المحتلة

تقرير:

توجّهت جمعية حقوق المواطن، اليوم الأربعاء، إلى المفتش العام لشرطة اسرائيل، يوحانان دنينو، مستعرضة إفادات وتقارير حول تجاوزات خطيرة في مسلكيّات قوات الشرطة وحرس الحدود في أحداث الأسبوعيْن المنصرميْن في القدس الشرقية.

وطالبت الجمعية في رسالتها بالتدخّل الفوريّ لضمان عدم تجاوز قوات الشرطة للأحكام والصلاحيّة. كما طالبته بتمرير رسالة واضحة، تكون مرفقة بخطوات عمليّة، حول نشاطات الشرطة في القدس المحتلة، من أجل اجتثاث عنف شرطة المُوجّه ضدّ سكان القدس الشرقيّة. كما طالبت بإجراء فحص مكثّف حول ما إذا كان خيار الشرطة باستخدام وسائل تفريق المظاهرات تناسبيًّا ومعقولاً، وهل جرى ذلك وفقًا للأحكام والنظم، وهل كانت ثمة وسائل بديلة كان يمكن استخدامها، وإلى أيّ مدى جرى استخدام القوة في ضمن إطار أحكام القانون.


وجاء في رسالة مفصلة بعثها المحامي يوسف كرام، باسم جمعية حقوق المواطن، أن الإفادات التي وصلت إلى الجمعية تثير تخوّفًا كبيرًا من أنّ قوات الشرطة مارست العنف الجسيم والمبالغ به ضدّ السكان الفلسطينيّين، والتي أدّت إلى إلحاق الكثير من الأذى الجسديّ.

كما اتّضح من الإفادات أنّ مواطنين فلسطينيّين من أماكن مختلفة في القدس اعتدت عليهم قوات الشرطة أو حرس الحدود، في جميع أجزاء أجسادهم، وذلك من خلال استخدام العنف المفرط. وقد تلقى بعضهم ضربات مباشرة بالرأس، استدعت تقديم العناية الطبيّة الطارئة إليهم.

وفصل المحامي كرام في رسالته عدة تجاوزات للأحكام والنظم لدى قوات الشرطة الناشطة ميدانيًّا، منها الاستخدام المنفلت للرصاص الاسفنجيّ وإطلاق النار على صحافيّين، استخدام الغاز المدمع داخل حارات سكنية مكتظة، استخدام سيارة "الماء الآسن"، التي صوّبت مياه المجاري باتجاه شبابيك الكثير من البيوت والحوانيت، مما يثير الاشتباه بأنه جرى تشغيلها على شكل عقاب جماعي للموالطنين، هذا اضافة الى المس الجسيم بالممتلكات الخاصة.

وأورد المحامي كرام في رسالته شهادة الشاب مجدي ربيع، 21 عاما، الذي نجا من محاولة دهس عند مفترق التلة الفرنسي.

وقال ربيع: حاولت سيارة دهس ثلاثة عابري سبيل من بيت حنينا. فشلت محاولة الدهس وعادت السيارة لتسير إلى الخلف كي تدهسهم ثانية، وعندما فشلت هذه المحاولة أيضًا، نجح الثلاثة في إنزال السائق من السيارة، الذي كان إسرائيليًّا يهوديًّا، وفقا للسكان.

وأضاف ربيع: أنّ الشرطة التي كانت حاضرة في الموقع لم تتدخّل إلا في هذه المرحلة. وسمح الشرطيّون للسائق بالفرار من الموقع وقامت الشرطة بضرب مواطنين فلسطينيين ضربًا مبرحًا على الرأس وسائر أعضاء الجسد. ونُقل الثلاثة إلى مستشفى هداسا عين كارم لتلقي العناية الطبّيّة، ولم تُقدّم حتى الآن شكوى إلى وحدة التحقيق مع الشرطيّين.

كما أورد كرام إفادات اخرى قامت الجمعية بتوثيقها تفيد بالاشتباه باستخدام الشرطة في القدس، في حالات عديدة، الرصاص الاسفنجيّ بشكل جارف ومن دون أيّ رقابة أو كبح على ما يبدو، وذلك أثناء تفريق المظاهرات.

ويثير حجم الإصابات بالرصاص الاسفنجيّ في أحداث الأسبوعيْن الأخيريْن الاشتباه، بأنّ استخدام هذا الرصاص تمّ خلافًا للقواعد الشرطيّة، التي تشدّد على أنّ الحديث يدور عن "وسيلة قد تشكّل الإصابة بها في الجزء العلويّ من الجسد الخطرَ". وبناءً على الإفادات التي وصلت الجمعية، فقد أُصيب سكان بإصابات ناجمة عن رصاصات اسفنجيّة في الجزء العلويّ من الجسد، بما في ذلك برؤوسهم.

وعقّب المحامي يوسف كرام قائلاً إن "الشهادات والتقارير المقلقة التي وردتنا تثير الاشتباه حول تجاوزات خطيرة للأحكام ولصلاحيات أفراد الشرطة، تصل الى حد الاعمال الجنائية الفعلية. والخشية من أعمال انتقامية لأفراد الشرطة تمنع العديد من المقدسيين تقديم الشكاوى لوحدة التحقيق مع الشرطة "ماحاش"، ولهذا هنالك اهمية قصوى لتدخل قيادة الشرطة الفوري من أجل اجتثاث العنف الشرطيّ المُوجّه ضدّ سكان القدس الشرقيّة."

التعليقات