16/12/2014 - 18:42

حاخامات أثيوبيون: "الحاخامية تميز ضدنا بسبب لون بشرتنا"

صرّح حاخامات من أصل أثيوبي اليوم، الثلاثاء، أن الحاخامية اليهودية تميز ضدهم وتضطهدهم فقط بسبب لون بشرتهم، رغم التحديات التي خاضوها ليتمكنوا من نقل عشرات الآلاف من اليهود من أثيوبيا إلى هنا والحفاظ على دينهم ومعتقداتهم جميعا في أثيوبيا في السابق

حاخامات أثيوبيون:

صرّح حاخامات من أصل أثيوبي اليوم، الثلاثاء، أن الحاخامية اليهودية تميز ضدهم وتضطهدهم فقط بسبب لون بشرتهم، رغم التحديات التي خاضوها ليتمكنوا من نقل عشرات الآلاف من اليهود من أثيوبيا إلى هنا والحفاظ على دينهم ومعتقداتهم جميعا في أثيوبيا في السابق.

ونشرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، صباح اليوم، تقريرًا مفاده أن الحاخامات الأثيوبيين يتعرضون للتمييز العنصري من قبل الحاخامية بسبب لون بشرتهم فقط، حيث قلصت الحاخامية الغالبية العظمى من صلاحياتهم، ومنعتهم من أبسط الأمور مثل عقد قران عروسين أثيوبيين، وحتى أنها اجبرت بعضهم على إجراء عملية ختان مرة أخرى (حيث تعتبر العملية إجبارية لدى اليهود).

وقال الحاخام ويبشيت يلاو، الذي يسكن مدينة نتانيا مع زوجته و أبنائه السبعة: 'كنت في أثيوبيا حاخامًا مهمًا، وحافظت على التقاليد والطقوس اليهودية لجميع اليهود هناك رغم الضغوطات، وأنا من أقنعهم بالمجيء إلى هذه البلاد.. واليوم، تضهدنا الحاخامية فقط بسبب لون بشرتنا ولا تعطي لنا أدنى مستوى من الاحترام أو الحقوق'.

ورغم عدم اعتراف الحاخامية به والكثير من زملائه، يستمر يلاو بالعمل كحاخام أكبر للأثيوبيين ويقول: 'سنقود أبناء جلدتنا حتى مع اضطهاد الحاخامية لنا، وأنا متأكد أن لون بشرتنا يشكل حاجزًا لدى الحاخامات في إسرائيل، ويصعّب عليهم الاعتراف بنا كيهود قبل أن يعترفوا بنا كحاخامات ذوي صلاحيات دينية، وهناك سبب واحد لهذه التصرفات هو العنصرية!'.

ويضيف: 'حتى قبل سنة لم نكن نحصل على معاش، واليوم نحصل على معاش مقابل نصف وظيفة، على عكس حاخامات كل الطوائف اليهودية الأخرى، وكأن الحاخامية تصنع معروفًا لنا. طوال سنوات في أثيوبيا حافظنا على ديننا ومعتقداتنا وأبناء ديننا من الضياع أو الانفلات، وفقط في إسرائيل أصبحنا مهمشين وتعاملوا بدون احترام معنا ومع جميع الأثيوبيين، فعلى سبيل المثال، أنا كحاخام لا أستطيع عقد قران عروسين، حتى لو كان ابني'.

ويواصل يلاو: 'عدم احترامنا بهذه الطريقة جعل الجيل الصغير لا يقيم لنا ولكلامنا عن الدين وزنًا، وبالتالي لم يعد هذا الجيل مهتمًا باليهودية وتعاليمها، فأقوال الحاخامية وتصرفاتها هي التي أدت لنشوء هذا الجيل وتدمير المجتمع، حتى أن الحاخامية تدعو لعدم تناول اللحوم التي نذبحها، بحجة أن طريقتنا بالذبح ليست حلالًا'.

ويختتم حديثه بغضب: 'حتى بعد 30 عاما لا زلنا لا نملك أي صلاحيات، حتى أولئك الذين قرروا المخاطرة بمكانتهم في المجتمع والتعاون مع المؤسسة الحاخامية، لا يملكون حتى اليوم أية صلاحية، فلماذا عندما سيتزوج ابني سيأتي حاخام مغربي أو إشكنازي لتزويجه؟ لقد أصبحنا لا شيء بسبب هذه المؤسسة العنصرية، فلا يعقل أن يأتي حاخام صغير العمر، وليطرح علي أنا، الحاخام الأكبر، أسئلة تهينني وتشكك بيهوديتي وماضيّ'.

وقال جيريمي تاسما، وهو حاخام أثيوبي يبلغ من العمر 46 عامًا وأب لـ11 طفلًا، هاجر إلى إسرائيل قبل 23 عاما ونزعت منه صلاحياته، ولا يستطيع اليوم عقد قران أو طلاق أو صلاة على ميت أو حتى الإشراف على ذبح حيوان: 'لم أذهب إلى عرس أخي بسبب عدم إمكانيتي عقد قرانه، أحسست أنني للعرض فحسب، مثل دمية في واجهة أحد الحوانيت... يحرمونني من أبسط حقوقي ولا أنال الاحترام'.

ونشرت قصص التمييز العنصري والاضطهاد التي يتعرض الحاخامات اليهود الأثيوبيون في كتاب اسمه 'مثل دمى في واجهة المعرض' من تأليف د. أفيفا كابلان من قسم العلوم السلوكية في الكلية الأكاديمية في نتانيا، وبروفيسور راحيل شرعبي، وبرفقة العامل الاجتماعي أديتو تاكا.

وقالت د. كابلان: 'الخطأ هو خطأ إسرائيل، فقد نقلت الأثيوبيين من مجتمع أبوي محافظ منذ مئات السنين، إلى مجتمع ما بعد الحداثة بنقلة واحدة، وخلال قيام الأثيوبيين بالانتقال بين المرحلتين تم افتراسهم'.

وقالت د. كابلان إن عمليات الهجرة التي ترعاها إسرائيل وتقوم بها تعطي نتائج كارثية على صعيد المجتمعات، لأنها تريد تحويلهم إلى إسرائيليين بأي ثمن وبأسرع وقت، بالإضافة للمس بصلاحياتهم الدينية، الحياة في إسرائيل تحد من قيمة الرجل ومن سلطته ومكانته في العائلة، ففي أثيوبيا، يتزوج الرجل بجيل صغير ويهتم بتعليم زوجته بنفسه إضافة إلى إعالتها وعائلتهما، وعلى تلك يأخذ مكانته. أما في إسرائيل لا يجد الرجل فرصة للعمل  ولا يحظى بالمعاملة الجيدة أو الاحترام من قبل الدولة، وبخروج زوجته للعمل يفقد الرجل الأثيوبي أحد اهم امتيازاته ويصاب باكتئاب حاد يجلعه يدمن الكحول والمخدرات.

التعليقات