09/08/2017 - 17:36

كيف ستبدو الحرب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة؟

مع انسداد الطرق بسرعة أمام الولايات المتحدة لإيقاف كيم يونغ أون، من تحصيل صواريخ باليستية ذات رؤوس نووية عابرة للقارات، بدأ مراقبو كوريا الشمالية بتحليل الخيارات العسكرية المطروحة أمام الرئيس دونالد ترامب.

كيف ستبدو الحرب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة؟

(أ ف ب)

(ترجمة خاصة: عرب 48)

مع انسداد الطرق بسرعة أمام الولايات المتحدة لإيقاف كيم يونغ أون، من تحصيل صواريخ باليستية ذات رؤوس نووية عابرة للقارات، بدأ مراقبو كوريا الشمالية بتحليل الخيارات العسكرية المطروحة أمام الرئيس دونالد ترامب. فقد حذَّر، يوم أمس الثلاثاء، قائلًا إنه ستتم مواجهة كوريا الشمالية 'بالنار والغضب' في حال استمرت في تهديداتها. وبعد موافقة الأمم المتحدة على فرض أشد العقوبات حتى الآن على نظام كيم، كررت كوريا الشمالية موقفها حول ضرورة برنامج الأسلحة النووية لردع أي غزو أميركي. لم تعد هناك خيارات سهلة أمام ترامب والولايات المتحدة.

ألا تستطيع الولايات المتحدة تسديد ضربة محددة؟

من المرجَّح أنها لن تنجح بالشكل المطلوب، فالمنشآت الصاروخية والنووية الخاصة بكوريا الشمالية، مشتتة ومتخفية عبر أرجاء المناطق الجبلية في البلاد. وفي حال فشلت في ضربها جميعًا، فإن ذلك سيترك حوالي 10 ملوين مواطن من سول و38 مليون شخص في المناطق المجاورة لتوكيو وعشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في شمال شرق آسيا، عرضة للضربات الصاروخية، سواءً عبر الصورايخ التقليدية أو النووية. وحتى لو تمكَّنت الولايات المتحدة من تدمير كل شيء، ستبقى سول عرضةً للهجمات من المدفعيات الخاصة بكوريا الشمالية.

لماذا يمكن أن يلجأ كيم للنووي؟

'إن مجرَّد ضربة محدودة' من الولايات المتحدة، 'ستعزز من مخاطر فهم كوريا الشمالية لذلك كبداية لضربات أوسع، ومن الممكن أن يلجؤا لخيار استخدام الأسلحة النووي'، وذلك بحسب ما يقوله مدير برنامج شرق آسيا لمنع انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدل بوري للدراسات الدولية، جيفري لويس. ستحتاج الولايات المتحدة بطريقة ما لتوضيح لكل من كوريا الشمالية والصين – وهي الحليفة الأساسية والشريك التجاري لبيونغيانغ – بأن الضربة المحددة ستكون محدودة، وأنه ينبغي تجنب أي رد نووي.

هل يُعدُّ تغيير النظام خيارًا مطروحًا؟

إن وضع قيادة جديدة لن يؤدي بالضرورة لتشكِّل أسلوبٍ جديدٍ في التفكير لدى قيادة كوريا الشمالية. فإعلان كيم المستمر عن القيم الغربية عندما كان في مدرسة في سويسرا، جعل البعض يظن أنه قد يفتح بلاده على العالم، وذلك إلى أن استلم السلطة ليثبت خطأهم. وبالإضافة إلى ذلك، وفي حال تم تدبير وسيلة ما لإزالة كيم، فإن هذا سيتطلب رحيل الزمرة الحاكمة المحيطة به أيضًا، وهو ما يزيد من قائمة المطلوبين. كما أنه من المرجَّح أن تسعى الصين لدعم النظام القائم، لخوفها من نشوب أزمة لجوء وإقامة قوات عسكرية على حدودها.

هل هذا يعني أن الحرب الشاملة هي الخيار الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة؟

إن شن غزو شامل سيؤدي فعلًا لإزالة مدفعيات كوريا الشمالية، بالإضافة لصواريخها وبرنامجها النووي. ولكن بروز أي إشارة لضربة محتملة – مثل إنشاء وحدات إطلاق نار أميركية، وحشد القوات اليابانية والكورية الجنوبية، وإخلاء المواطنين الأميركيين من المنطقة – فمن الممكن أن يحفِّز كوريا الشمالية لشن ضربة استباقية. كما يمكن أن تتدخل الصين وروسيا في المشكلة.

يقول الأستاذ المساعد في الدراسات الدولية في جامعة يونسي في كوريا الجنوبية، جون ديلوري، إنه 'من الناحية الواقعية، ينبغي تجنب الحرب'، ويضيف أيضًا: 'فعندما تُجري أيَّ تحليلٍ للتكاليف والفوائد، فستجد أنها خطوة مجنونة'.

كيف يمكن أن ترد كوريا الشمالية؟

من المرجَّح أن يكون الرد الفوري هو إطلاق نار كثيف من المدفعيات على مدينة سول والمناطق المحيطة بها. حيث يمكن تفعيل مدفعيات كوريا الشمالية المنصوبة على الحدود بشكل أسرع من القوات الجوية الجوية أو البحرية، وذلك بالإضافة للصواريخ الباليستية الكبيرة التي يمكن أن تستهدف كوريا الجنوبية والقواعد اليابانية أو الأميركية في المنطقة من خلال الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية.

تمتلك هذه الدول أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية، ولكنها لا تضمن إمكانية صدها جميعًا. بدأت اليابان بتقديم النصائح لمواطنيها في حال سقط صاروخ بجانبهم – وهي النزول تحت الأرض – وبدأت الشركات الأميركية بالتسويق للملاجئ الواقية للصواريخ. وفي حين عدم وضوح إمكانية نجاح كوريا الشمالية في استهداف المدن الأميركية مثل دنفر وشيكاغو بصواريخها الباليستية النووية العابرة للقارات، فإن قدرة الأنظمة الدفاعية الأميركية على صدها تبقى مجهولة أيضًا، وهو ما يعزز القلق الأميركي.

ما هي التكلفة الاقتصادية في حال اندلعت الحرب؟

تحظى كوريا الجنوبية بنسبة 1.9% تقريبًا من الاقتصاد العالمي، وهي موطن للعديد من الشركات مثل شركة 'سامسونج للإلكترونيات' وشركة سيارات 'هونداي'. وفي حال حصل إنهيار للنشاط الاقتصاي بسبب الحرب في شبه الجزيرة، فإن ذلك سيؤدي لضرر واسع محليًا وعالميًا.

وسيحصل هذا دون أن تنشر كوريا الجنوبية أسلحتها النووية ضد جيرانها. كما سيعاني السوق المالي العالمي أيضًا من هزة كبيرة على المدى القصير، وذلك مع الانتقال للملاجئ الآمنة كالذهب والدولار الأميركي والفرنك السويسري.

يقول الخبير الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة آي إتش إس ماركت، راجيف بيسواز، إن 'الأزمة الإنسانية وإعادة بناء الاقتصاد في شبه الجزيرة الكورية بعد مثل هذه الأزمة النووية سيتطلب تعاونا دوليًا كبيرًا تتزعمه الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن المرجح أن تستمر عملية إعادة بناء الاقتصاد أكثر من عقد من الزمان'.

ما هي الخيارات المتبقية على الطاولة؟

يقول الكثير من المحلِّلين إنه قد حان الوقت للبدأ بالمحادثات لوقف انتقال الأوضاع من سيءٍ لأسوأ. فإيقاف كوريا الشمالية عن تحصيل أسلحة نووية حرارية أو الصواريخ المتقدمة التي تعمل بالوقود الصلب هو هدف يستحق السعي من أجله، وذلك بحسب لويس.
فمهما تبين سوء ذلك، فإن هذا يعني تقديم مكافأة مقابل سحب كوريا الشمالية نحو طاولة المفاوضات.

يقترح لويس مكافئة واحدة لذلك، وهي تقليص القوات العسكرية التي تتزعمها أميركا والتي تحيط بكوريا الشمالية. والسؤال حول ما يمكن تقديمه لكوريا الشمالية، بحسب ما يقول ديلوري، 'هو حوار ينبغي أن يحدث مع الناس والكونغرس وكوريا الشمالية، وذلك بدلًا من الخوض في هذه الحوارات المتخيلة حول سيناريوهات الحرب'، ويضيف قائلًا: 'فالخيار الواقعي هو خيار دبلوماسي يبطئ من مسار الأحداث، وهذا سيتطلب الكثير من المباحثات'.

 

التعليقات