09/09/2017 - 21:27

مواقع التواصل الاجتماعي بين "داعش" والنازيين الجدد

تضاعفت خلال السنوات الأربع الماضية أعداد القوميين والبيض ومن يعرِّفون نفسهم بالنازيين على "تويتر" بنسبة تفوق الـ 600%، حيث تفوقت على تنظيم الدولة في جميع النواحي، من أعداد المتابعين وحتى كمية التغيردات، وذلك بحسب دراسة جديدة.

مواقع التواصل الاجتماعي بين

(أ ف ب)

تضاعفت خلال السنوات الأربع الماضية أعداد القوميين والبيض ومن يعرِّفون نفسهم بالنازيين على "تويتر" بنسبة تفوق الـ 600%، حيث تفوقت على تنظيم الدولة في جميع النواحي، من أعداد المتابعين وحتى كمية التغيردات، وذلك بحسب دراسة جديدة.

وقام باحثون من برنامج التطرف التابع لجامعة جورج واشنطن بتحليل 18 حسابًا لأبرز الجماعات والمؤسسات القومية البيضاء – مثل الحزب النازي الأمريكي والحركة الاشتراكية القومية – والتي يقع معظمها في الولايات المتحدة.

وأظهرت هذه الحسابات زيادةً كبيرة في أعداد متابعيها، مرتفعة من حوالي 3500 في عام 2012 لتصل لـ 22000 في عام 2016. وتشير الدراسة إلى أنه في حين برز تنظيم الدولة في توظيفه لموقع تويتر للتوسع والتجنيد منذ صعود الجماعة قبل بضعة سنوات، إلا أن الجماعات القومية قد تفوقت في استخدام هذه المساحة.

ويؤكد التقرير على خفوت تأثير تنظيم الدولة على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك مع استمرار موقع تويتر في حملته على الجماعة الإسلامية المسلحة، ففي آب/ أغسطس، قالت الشركة أنها أغلقت 360000 حساب لما يعتبرونه ترويجًا للإرهاب.

ولكن قالت الدراسة أن القوميين البيض يستخدمون الموقع بـ"حصانة نسبية".

وذكرت الدراسة التي كتبها جي إم بيرغر: "فعلى موقع تويتر، وهي المنصة المفضلة بالنسبة لتنظيم الدولة، ارتفع عدد المتابعين للحركات القومية البيضاء الأمريكيين بأكثر من نسبة 600% منذ عام 2012". وأضاف: "وقد تفوقوا اليوم على تنظيم الدولة بكافة المعايير الاجتماعية، من أعداد المتابعين وحتى كمية التغريدات اليومية".

وعندما سُئِلَ عن التقرير، رد ممثل عن موقع تويتر لوكالة رويترز مؤكدًا على معاييرهم التي تقضي بحظر "خطاب الكراهية".

ويُعد دونالد ترامب من أبرز المواضيع التي يتناولها القوميين البيض على موقع تويتر. وبحسب الدراسة، يوظِّف المستخدمون القوميون المرشح الجمهوري كثيرًا، حيث كانت التغريدات التي تذكر ترامب أكثر من أي موضوع آخر ضمن هذه الجماعات.

برز المرشح الجمهوري كزعيم محبب بالنسبة لهؤلاء البيض، مثل المسؤول السابق لمنظمة كو كلوكس كلان ديفيد ديوك، ويعود ذلك جزئيًا لمواقفه المتشددة ضد الهجرة من المكسيك ومقترحه لمنع هجرة المسلمين من بلاد مثل سوريا وأفغانستان.

انتقدت هيلاري كينلتون المنافسة الديمقراطية لترامب علنًا لـ"تبني تيار جماعات الكراهية".

ولكن كان الحديث عن ترامب واستخدام الوسوم المرتبطة به في المركز الثاني مقابل الحديث عن "إبادة البيض"، وهو الاعتقاد بأن تدفق الثقافات غير البيضاء وازدياد التعددية في الولايات المتحدة يدعم انقراض "العرق الأبيض".

وقالت الدراسة: "يغرِّد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مئات المرات كل يوم باستخدام الكثير من الوسوم والشعارات بالمرتبطة بهذا التعبير".

وهناك ملاحظة أخرى تشير إلى أن العنف العنصري المرتبط بحركات البيض القومية – مثل دايلان روف الذي أطلق النار وقَتَل تسعة أشخاص سود داخل كنيسة إيمانويل في تشارلستون، جنوب كارولينا – "يرتبط بشكل كبير بالنشاط على الإنترنت".

ولكن بالرغم من وجود ارتباط مع العنف، يبقى قيام تويتر بقطع استخدام منصته من قِبَل المستخدمين القوميين البيض أمرًا صعبًا، لأن أوساطهم "أقل تماسكًا من شبكة تنظيم الدولة"، ولما يؤديه ذلك من مضاعفات تتعلق بحرية التعبير.

ومع تصاعد التفات الناس لانتشار للعنصريين البيض على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو النقاد موقع تويتر لبذل جهد أكبر في تطويق الإساءات العنصرية على الموقع، ولكنها في نمو مستمر مع ذلك.

في تموز/ يوليو، وبعد عرض فيلم غوست بوسترز، وقعت إحدى نجوم الفيلم، ليسلي جونز، ضحية لهجمة عنصرية وحشية على الموقع، وسرعان ما أدانت تويتر لضعف استجابته لهذه المضايقات.

حيث غرَّدت: "تويتر، أدرك أنك تؤمن بحرية التعبير، فهمت ذلك"، داعيةً لوضع معايير لوقف انتشار خطاب الكراهية على المنصة.

التعليقات