12/10/2017 - 10:40

هل يمكنك تعلم كيفية التحكم بأحلامك؟

مة العديد من المجتمعات السايبرية التي تناقش الأحلام الصافية أو الواعية، ويساعدون بعضهم في تفسيرها، ويناقشون كيفية توليدها والتحكم بها. هل يمكن أن تقنن أسالبيهم؟ أثبتت أحد التجارب البارزة في عام 1981 قدرتك على التحكم الواعي بأحلامك.

هل يمكنك تعلم كيفية التحكم بأحلامك؟

توضيحية (pixabay)

(ترجمة خاصة: عرب 48)

هل سبق أن حلمت بحلمٍ يكاد يشابه الحقيقة إلى حد أنك خلط بينه وبين الواقع؟ تدعى هذه الحالة بالأحلام الصافية (Lucid dream). وفي الحقيقة، لا يزال موضوع الأحلام مجهولًا بعض الشيء، بالرغم من كونها حالة نعيشها فترة قد تراوح ثلث حياتنا. حيث يحلم الشخص العادي فوق عمر العشر سنوات حوالي 4 – 6 أحلام في الليلة.

عن طريق إجراء تجارب باستخدام جهاز التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG) على أشخاص نائمين، وجدت مجموعة من الأبحاث ضرورة تواجد ثلاثة عناصر لكي يدخل أحدهم في حلم: حيث ينبغي أن يمتلكوا مستوىً مقبولًا من النشاط الدماغي، ويجب وقف جميع المحفزات الخارجية، وينبغي إلغاء الوعي الذاتي. والنتيجة المتوقعة لذلك هي الدخول في حلم صافي، أي عندما تصبح واعيًا بكونك عالقًا في حلم من صنع عقلك.

كان هذا النوع من الأحلام موضوعًا محاطًا بالأسرار بالنسبة للعلماء. تعطي هذه الحالة من الأحلام نوعًا من الحرية الاستثنائية لمن يمر بها، فيمكنك أن تطير مثلًا أو أن تزور أحبابك الذين رحلوا وتخبرهم بجميع الأشياء التي لم تتمكن من إخبارها لهم. في أحد الاستطلاعات المميزة، وجد الباحثون أن هناك حوالي 50% من الأشخاص جربوا حلمًا صافيًا في مرحلة ما من حياتهم، في حين يمر 20% بهذه الأحلام بين الحين والآخر. إن هذه الأحلام الصافية مثيرةٌ جدًا، فحواسك تكون حيةً وفعالة، وكل شيءٍ يبدو حقيقيًا وتشعر به بشكل حقيقي، ثم تستيقظ وأنت في حالةٍ من الانتعاش.

* قد يحد والأرق وازدياد اضطرابات النوم من عدد الأحلام الصافية التي نعيشها، بحكم محدودية "نوم ذو حركة العين السريعة" (REM).

ثمة العديد من المجتمعات السايبرية التي تناقش الأحلام الصافية أو الواعية، ويساعدون بعضهم في تفسيرها، ويناقشون كيفية توليدها والتحكم بها. هل يمكن أن تقنن أسالبيهم؟ أثبتت أحد التجارب البارزة في عام 1981 قدرتك على التحكم الواعي بأحلامك، حيث تمكن المشاركون من تنبيه الباحثين عبر حركات عيون مرتبة مسبقًا خلال "نوم ذو حركة العين السريعة" (REM). وبالرغم من وجود أعداد مختلفة من البرامج المعنية بإثارة الأحلام الصافية، إلا أنه لا يوجد الكثير من الدلائل لتدعيمها.

وجدت دراسة ألمانية أن الأشخاص المهيؤون بشكل طبيعي للدخول في الأحلام الصافية، يمتلكون قشرة جبهية أكبر، وقد يتفوقون على الآخرين في مجموعة محددة من القدرات الإدراكية، مثل التأمل الذاتي والوعي الذاتي أو التأمل في مراحل التفكير الشخصية. وجدت بعض الدراسات أن التركيز على المشاكل داخل الأحلام الصافية يمكن أن يقدم حلولًا لها تنطبق على الواقع الحقيقي. كما يمكن أن تحفز الأنماط الإبداعية بشكل أكبر مع الأحلام الصافية.

أحد طرق تحفيز مثل هذه الأحلام هو أن تقوم باستدعاء واحدة منها بكل بساطة، وذلك بحسب عالمة النفس ديردري باريت، من جامعة هارفارد، وهي مؤلفة كتاب "مجموعات النوم: كيف يستعمل الفنانون والعلماء والرياضيون الأحلام لحل المشاكل بطريقة إبداعية؟ وكيف يمكنك القيام بذلك أيضًا؟". فبحسب باريت، إن أفضل طريقة هي أن تفكر أو تقول كل ليلة، بمجرد استلقائك على السرير، "الليلة عندما أحلم، أريد أن أعي أنني أحلم".

كما يمكنك أن تبذل جهدًا واعيًا لتحسين إدراكك عندما تكون في الحلم وعندما تكون واعيًا. ولفعل ذلك، عليك أن تزيد من إدراكك للأشياء المحيطة بك عندما تستيقظ. الفكرة في الموضوع أنه كلما تمكنت من الفصل بين حالتي النوم والصحو، ازداد إدراكك وتذكرك للأحلام وازدادت معها قدرتك على التحكم بها. كيف تختلف الأحلام عن الواقع؟ تكون الأشياء مظلمة بعض الشيء في العادة، فلا تستطيع أن تقرأ، وتبدو النصوص مشوشة، ولا تستطيع رؤية أقدامك، حيث تشعر وكأنك عائم على شيء ما، وإذا نظرت في مرآة، ستكون صورتك غائمة. فلا يستطيع ذهننا أن يشكل صورة واضحةً حول صورتنا الشخصية في حالة الحلم.

أحد طرق تحفيز مثل هذه الأحلام الصافية هو أن تقوم باستدعاء واحدة منها بكل بساطة

ثمة بعض الدلائل التي تشير إلى زيادة إحتمالية الدخول في حلمٍ صافٍ إذا ما استيقظت خلال المراحل العميقة من النوم ثم غفوت بعدها مرةً أخرى. يمكنك أن تضبط منبهين يفصل بينهما حوالي النصف الساعة خلال آخر ساعات الليل أو أول ساعات النهار، وذلك كي تحاول تحفيز حالة النوم الصافي.

إذا كان لديك شخص في الخارج ومستعد لمساعدتك في هذه التجربة، فبإمكانك أن تصوغ حدثًا ما بحيث يقوم هذا الشخص بهمس كلمات مهمة محددة في أذنك خلال نومك العميق، أو أن يرش بعض الماء على وجهك، أو يوجِّه بعض الضوء على عينيك، أو أن يشغل مقطعًا صوتيًا، أو أن يضغط على أي جانب من جسدك. فبإمكان أي خطوةٍ من هذه أن تحفِّز حالة الصفاء، أو أن تثير غضبك.

هناك عقبة أخرى. فعادة ما تقوم دراسات النوم التي تقدم دلائل على كيفية تحفيز الأحلام الصافية بتطبيقها على الأشخاص الذين جربوا هذه الأحلام مسبقًا بشكل منتظم ويعرفون كيفية التحكم بها. والقضية الأخرى هي محدودية الدراسات التي تم إجراءها على هذا الموضوع. ومع ذلك، فإن القدرة على التحكم بالأحلام تعد أمرًا ثابتًا، وهناك العديد من الناس الذين يدعون قدرتهم على الدخول بها.

اقرأ/ي أيضًا | تعرف على أسرار النوم!

وفي الحقيقة، تم تجربة أحلام اليوغا من قِبَل العديد من الرهبان البوذيين منذ آلاف السنوات أو أكثر. ومن الممكن وجود علاقات بين الأحلام الصافية والتأمل وتجارب التركيز. لذا إذا كنت تريد خوض التجربة، فقد تتمكن من عيش حالة الصفاء بشكل واعٍ بل وأن تستفيد منها أيضًا.

 

التعليقات