07/02/2018 - 22:57

10 أخطاء منطقية ترتكبها يوميًا... كيف تتجاوزها؟

يحب معظمنا افتراض أننا أشخاص عقلانيون، وأننا نمضي أيامنا ونحن نحاول استخدام المنطق والعقلانية. لكن المغالطات المنطقية والأخطاء البسيطة موجودة في كل مكان، وبعض طرق التفكير الخاطئة سائدة جدا أو يسهل تجاهلها لدرجة إمكانية أن تكون غير واعٍ بممارستك لها.

10 أخطاء منطقية ترتكبها يوميًا... كيف تتجاوزها؟

توضيحية (pixabay)

يحب معظمنا افتراض أننا أشخاص عقلانيون، وأننا نمضي أيامنا ونحن نحاول استخدام المنطق والعقلانية. لكن المغالطات المنطقية والأخطاء البسيطة موجودة في كل مكان، وبعض طرق التفكير الخاطئة سائدة جدا أو يسهل تجاهلها لدرجة إمكانية أن تكون غير واعٍ بممارستك لها.

وهنا 10 مغالطات منطقية وأخطاء تمارسها بشكل يومي وتجعل حياتك أصعب بعض الشيء، وكيف يمكنك تجنب ارتكاب هذه الأخطاء مرةً أخرى.

1) مغالطة المقامر

عندما ترمي قطعةً نقدية تسعة مرات وتحصل على ذات النتيجة، فهل يمكنك استخدام هذه النتيجة لتوقع ما سيحدث في المرة التاسعة؟ في حين قد يحاول الناس قول "صورة على التوالي" أو "لم نحصل أبداً على كتابة"، فلا يكون لهذه النتائج السابقة أية علاقة بالنتيجة التالية. فلا زالت تحظى كلتا النتيجتين بنسبة 50 – 50 لما سيكون في الرمية التالية. حيث لن تتأثر نتيجة الرمية القادمة بنتيجة الرمية الأخيرة.

ماذا يجب أن أفعل؟

بدلاً من استعراض الاحتماليات على المدى الطويل، مثل فكرة أن العملة ستُظهر 50 صورة و50 كتابة نتيجة لرميها 100 مرة، أو أن العجل الدوار يجب أن يصيب جميع الأرقام بعد فترة طويلة معينة، حاول النظر إلى الحظة باعتبارها منفصلةً عن الأخرى. فلن تتغير الاحتمالات كنتيجة لآخر مشهد ضمن احتمالات متساوية سابقة في نظام عشوائي.

2) الاحتكام إلى السلطة

هل يمكن لشيٍء أن يكون صحيحا لأني أقول كذلك فقط؟ بالطبع لا. إذا أخبرك الميكانيكي أنك تحتاج لتغير الزيت، فهل هذا صحيح؟ ربما. تعد مغالطة الاحتكام إلى السلطة من أكثر المغالطات دهاءً، لكن يمكن أن تنطلي على الآخرين. فلا يوجد شيء صحيح لأن سلطة ما قالت بذلك فحسب. وبدلا من ذلك، يمكن أن يكون شيءٌ ما صحيحا لأن السلطة التي أكدت ذلك تمتلك خبرة في هذا الموضوع.

من المهم تحديد ما إذا كان الشخص يحاول استخدام سلطة ليس لها علاقة بالموضوع لإقناعك أو أن السلطة هي مختصة بالموضوع بشكل حقيقي. إن صعوبة القول بخطأ السلطة قد تم دراسته في تجربة ميلغرام. ولكن نادرا ما تعتبر فكرة قيامك بشيء لأن أحدهم أخبرك بذلك كمبرر جيد.

ماذا يجب أن أفعل؟

لا تعتبر قولا ما صحيحا بشكل ما لأن سلطة ما أخبرتك بذلك فقط. إن طبيبي يمثل سلطة في مجال الطب، وما يقوله لي حول صحتي هو صحيح على الأرجح. لكنه يمتلك معرفة قليلة فيما يتعلق بالنجارة، ففي هذا السياق لا يوجد أي معنى لسلطته كطبيب. تأكد دائما من كفاءة السلطة ومن صحة ما تقوله قبل أخذها كحقيقة.

3) الإحراج الزائف

سمعنا جميعا أو رددنا هذه الحجة: عليك أن تفعل إما الخيار أ أو ب، وبحكم أن أ ليس ما نريده، إذن يجب أن نفعل ب. ولكن عادةً ما نواجه الإحراج الزائف وهو ظرف نمتلك فيه أكثر من خيارين ولكننا ننساق للتفكير بأننا لا نمتلك إلى خيارات محددة.

ماذا يجب أن أفعل؟

عندما يبدو أنك تقف أمام خيارين فقط، تأكد دائما من إمكانية وجود أكثر من خيارين. إذا بدأ شخص جملة بمقولة، "الخيار بسيط"، فتوقع أن تواجه هذه المغالطة.

4) مغالطة الأنماط الكاذبة

يميل الكثير من الناس إلى رؤية أنماط في أماكن لا تتواجد فيها. تحدث هذه المغالطة عندما تربط بين حدثين غير مترابطين وافتراض أن أحدهما قد تسبب بالآخر. فعلى سبيل المثال، إذا ضغطت على زر إشعال الضوء وسمعت صوت ارتطام بالغرفة المجاورة، هل كان الضغط على الزر هو سبب ذلك الصوت؟ لا، لكن عادةً ما نحاول ربط الأحداث من غير تكون هناك علاقةٌ بينها. وهذه المغالطة يستند عليها المهووسون بالحظ. قد تسمع أحدهم يقول "جلبت أقدام أرنبي معي، وسارت الأمور بشكل جيد!" ولكن لا يبدو أن أقدام الأرنب هي من أدت إلى النتيجة.

ماذا يجب أن أفعل؟

تذكر تلك المصادفات التي تحدث أحيانا، وأن حدَثين غير مرتبطين قد يحدثان أحيانا بطريقة يبدوان فيها مرتبطين. بنفس الطريقة، تذكر أن حدثا معينا بدا أنه أدى لنتيجة أخرى لا يثبت بالضرورة وجود علاقة بينهما، ستحتاج لمزيد من الاختبارات كي تتأكد من ذلك.

5) إثبات التالي

من السهل الوقوع في هذا الخطأ إلى درجة أنه لا يوجد أحد لم يؤديها. فهي تقترب من نمطٍ صحيحٍ من التفكير إلى درجة أنها قد تمر أمامنا من دون أن ندري.

ففي حين من الصحيح المحاججة بهذه الطريقة:

إذا أ، إذاً ب.
أ... وبالتالي ب.

لكن هذه غير صحيحة:

إذا أ، إذاً ب.
ب... وبالتالي أ.

فعلى سبيل المثال، إن قول "إذا أُزيل الحجر الأساس من المبنى سيسقط المبنى" هو قول صحيح. لكن إذا شاهدنا المبنى وهو ينهار، فلا يزال من الممكن وجود حدثٍ آخر قد تسبب بذلك. قد يكون الحجر الأساس في مكانه.

ماذا يجب أن أفعل؟

إذا كان التفكير بهذه الطريقة مفيدا وأداة مفيدة، ولكن تأكد دائما من أن طريقة تفكيرك تسير في الاتجاه الصحيح. يمكن أن يُستخدم السبب لتوقع الأثر، ولكن لا يمكن استخدام النتيجة لإثبات ماهية السبب. ستحتاج المزيد من الأدلة لإثبات ذلك.

6) مغالطة النسبية

هل يمكن أن تكون مقولة "حسنا، إنه صحيحٌ بالنسبة لي" صحيحة؟ هذا ممكن، لكن عليك استخدامها بحذر. فبينما تكون بعض المقولات نسبية بشكل كامل، مثل "أعتقد أن مذاق الكزبرة سيء جدا"، فثمة مقولات أخرى موضوعية بشكل كامل، مثل "كائن اليونيكورن غير موجودة". وفي حين يكون من المنطقي أن يقول شخص ما أن مذاق الكزبرة سيء بالنسبة له، إلا أن ذلك لا ينفع عند القول بأن اليونيكورن كائنٌ حقيقي بالنسبة لشخص ما وغير حقيقي بالنسبة لشخص آخر. إن وجود أو عدم وجود اليونيكورن هو حقيقة موضوعية لا تتأثر بأي معتقد يتعلق بها.

ماذا يجب أن أفعل؟

في حين تكون بعض الأفكار نسبية، مثل تلك المتعلقة بالأذواق، بعضها الآخر لا يكون كذلك، مثل اسم عاصمة كندا. قبل أن تحاجج أو تسمع لحجة اعتبرها شخص ما كأنها حقيقة، اسأل أولاً عن مدى إمكانية أن كون الحقيقة موضع التساؤل نسبية. إذا لم يكن من الممكن أن تكون هذه الحقيقة صحيحة بمجرد قناعة أحدهم بها، تكون هذه مغالطة إذا.

7) المغالطة الجينية

إذا جاء شيءٌ ما من شيءٍ آخر، فهل ينبغي أن يشتركوا في ذات الصفات؟ قد يبدو ذلك شكلا من أشكال التحيز. ولكن هل يبدو أن أشجار الخشب الأحمر تمتلك شيئا مشتركا مع بذورها؟ إن المغالطة الجينية هي افتراض أن أي شيء يمتلك أصلاً ما فهذا يرجِّح وجود صفات مشتركة معه.

ماذا يجب أن أفعل؟

هذا شيء يسهل الوقوع فيه مصادفةً، لكن من السهل التغلب عليها بقليل من التفكير. تذكر أن الأشياء لا تحتاج أن تمتلك نفس الصفات مع أصلها. فكر في شركة فولزفاغن، فقد تأسس من جبهة العمال النازية، لكن هل هذا يجعلها شركة نازية الآن؟ بالتأكيد لا، حيث ينبغي أن نتفحص سماتها الحالية كي نحدد ذلك. إن أفضل شيءٍ يمكن فعله مع هذه المغالطة هو محاولة تفحص لماذا يمتلك شيءٌ ما الصفات التي يمتلكها من دون الاستناد بالضرورة على أصله.

8) المغالطة الاستقرائية

لقد أشرقت الشمس اليوم، هل هذا يعني أنها سُتشرق غدا؟ بيَّن لنا ديفيد هيوم في عام 1748 كيف أن الحجج الاستقرائية لا تعطينا نتائج يقينية، فهي لا تفيد إلا في الاحتمالات والتعميمات المفيدة. إن حقيقة أن التفاحة قد سقطت على الأرض لا يعني أنها ستستمر في ذلك إلى الأبد، إن هذا خيار ممكن. خذ مثالاً آخر: "هارولد جد، هارولد أصلع، إذا جميع الأجداد صلع". إن التفكير الاستقرائي يخلق إمكانية واسعة وعالية في التعميم مقابل المعلومات المتخصصة، لكنها مجرد افتراض وليس يقين.

ماذا يجب أن أفعل؟

بينما لا تحتاج للقلق من ألا تُشرق الشمس في اليوم التالي، فإن هذا ليس بسبب أنها ستفشل في الشروق. إن التبرير الاستقرائي لا يُثبت الأشياء، ولكن يمكن أن تُستخدم لتساعد في إيجاد أفضل تفسير للأشياء. يفضل استخدام هذا المنطق في الحجج حول كيف يمكن أن يحدث أو لا يحدث شيءٌ ما مقابل أن تقول إنها ستحدث دائما.

9) المنحدر الزلق

هذه مغالطة سائدة، ولا بد أنك سمعت أحدهم يقول إن اتخاذ الفعل أ هو منحدر زلق لحدوث الحدث ب، وب هو حدث سيء. يحاججون أنه لا ينبغي اتخاذ فعل ما لأن ذلك سيؤدي لا محالة إلى حدث آخر. لكن هل هذا صحيح؟ بشكل عام، لا.

الآن، يمكن أن تكون حجج المنحدر الزلق جيدةً إذا كان بالإمكان إثبات أن المنحدر موجود أصلاً. إذا استطعت تبيين أن اتخاذ الفعل أ سيقود لا محالة إلى اتخاذ الفعل ب، إذا أنت لديك حجةً جيدة. ولكن، يفشل الناس في معظم الأحيان في تبيين مدى صحتها.

ماذا يجب أن أفعل؟

إذا كنت تصوغ الحجة، تأكد من أن الفعل أ سيؤدي إلى الفعل ب بشكل واضح. إن قول "من الممكن أن يحدث" ليس صحيحا. عليك أن تثبت ذلك أو تظهر أنه من المرجح أن يحدث الفعل أ مكانه. إذا كنت تستمع إلى الحجة، تأكد دائما من وجود روابط فعلية بين الأحداث.

10) مغالطة الرجل المقنع

إن الأشياء المتطابقة تشترك بنفس الصفات. تبدو هذه القاعدة، والتي تدعى قانون لايبتنيتز، بسيطة جدا لكي تُفهم. لكن من السهل إساءة استخدام هذا المفهوم لصياغة حجج سيئة.

هذه الحجة صحيحة:

1. أ هي ج

2. ب ليس ج

وبالتالي: أ ليست ب

لكن لا يمكنك إقحام أي شيء في هذه الحجة ويعمل في نفس الوقت. فكر في هذه:

يعتقد الجوكر أن الرجل الوطواط يستطيع هزيمته.

لا يعتقد الجوكر أن بروس واين يستطيع هزيمته.

وبالتالي: باتمان ليس بروس واين.

بينما تتبع الصفات الفيزيائية قانون لايبنتز، إلا أن السلوكيات والمعتقدات والحالات النفسية لا تتبع ذلك بالضرورة.

ماذا يجب أن أفعل؟

عندما تعرف عن شخص أو شيء أو فكرة، تأكد من التحقق من أن الصفات التي تبحث عنها ليست من الصفات النسبية.

(ترجمة خاصة: عرب 48)

التعليقات