07/09/2012 - 01:52

ثلاثُ حرائقَ ورسالتان: لَملَمة أَيلول! / طارق خطيب

"ديسالوس"... إلهُ الخيانة.. الإلهُ الّذي خلقته أَنا... وأسميتُهُ أنا.. أنا نفسي.. وأضفتُ اسمهُ دون اذنٍ من التاريخِ إلى جبل الآلهةِ في الإغريق... خَلقتُه جميلاً على عكس مهمّته أو الظّاهر من اسمه فيها.. خلقته عظيمًا وكبيرًا وفيه من المزايا ما يشبه ممّن عرفت من الخائنين.. انّها المزايا التّي أعمت قلبي وبصيرتي عنهم يومًا ما: براءةٌ وجمال روحٍ ونظرةُ الاحساس بما فيكَ/ كماكَ/ أناكَ/ إليكَ؛ في حالة من الإتقان، لكنّها زائفة!

ثلاثُ حرائقَ ورسالتان: لَملَمة أَيلول! / طارق خطيب

الحريق الاوّل - هذا النصُّ لديسالوس.

 

"ديسالوس"... إلهُ الخيانة.. الإلهُ الّذي خلقته أَنا... وأسميتُهُ أنا.. أنا نفسي.. وأضفتُ اسمهُ دون اذنٍ من التاريخِ إلى جبل الآلهةِ في الإغريق... خَلقتُه جميلاً على عكس مهمّته أو الظّاهر من اسمه فيها..  خلقته عظيمًا وكبيرًا وفيه من المزايا ما يشبه ممّن عرفت من الخائنين.. انّها المزايا التّي أعمت قلبي وبصيرتي عنهم يومًا ما: براءةٌ وجمال روحٍ ونظرةُ الاحساس بما فيكَ/ كماكَ/ أناكَ/ إليكَ؛ في حالة من الإتقان، لكنّها زائفة!

ثم نظّمت بعد خلقِهِ إجراءً برمجيًّا بلغة C++""،  يُظهرُ اسمَه جوابًا في كلِّ مرّةٍ أَدخلتُ إلى حقلِ السُّؤال في الاجراء: "ما وراء خيانة فلان ؟"،  مع اقتراحٍ لإصلاحِ صيغة السّؤال : "من"..... بدلًا من "ما"!

هذا لم يكن مجرّدَ تخيّلٍ عبقريّ لإجراءٍ بَرمجيّ... بل هو حالةٌ مِن خلقٍ اخرَ لسببٍ الهيّ لِخيانات اٌلنّاس...حَتى إن ضاقَ ضَجري ضجرًا من الخيانةِ، اٌستحضرتُ ديسالوس  بإجراءٍ في الّلاواعي، فتتبّعتهُ بين زقاقات الذّاكرة المنكوبةِ، أربعًا وعشرين عامًا فرادى ومعًا على هدي الكُردِ، تمرُّ: سلامًا  وألمًا وحرقًا وحقدًا وخوفًا وشوقًا وشعًرا وسرًّا وجهرًا وعزفًا علوًّا وحبًّا وبغضًا وحزنًا وصمتًا ومنفًى وبردًا ونار، تتبّعته هاربًا منّي... هاربًا إلى لا أين..تتبّعتهُ طويًلا حتى التّعبِ، فأمسكته فقتلتهُ مرّتين أقلّ الامر، وانتقمتُ من سببٍ متخيّلٍ للخيانةِ دون أن أصيب الخَائنين، ذلك لأنهّم "ذوو قربى" ولأنّي ما زلتُ..

..... أًحبّهم!

(من يوميّات : حالم وسط ميتا-توبيا / 2012)

 

الحريق الثّاني - هذا النصُّ للحبّ

 

أيلولُ في رابعِهِ                   

قُربُه علوّ

ولهذا الحبُّ علا... ماتْ

..

إذا عَلا

ماتْ!

(مقامات - من المجموعة الشعريّة ناي - الباب الثّاني / 2009)

 

الحريقُ الثالث - ولأيلولَ أُهدي:

 

الرّسالة الأولى، لاغية؟!

للصّمتِ مُتّسعٌ مِنَ

التّأويل كأنّه

ضعفٌ خوفٌ جرحٌ نسفٌ

وقد يكون له معنى

الانتقام: باردًا يؤكلُ هذا

الطّبق!

(نشازٌ حرّ - من المجموعة الشعريّة ناي- الباب الثالث / 2010)

 

الرّسالة ثانية

 

أبانا الذي في الدُّنا

هوّن عليكْ

لستُ أَبكي على

الأحياء الامواتْ

وإنّما أبكي

على هزل الحياةْ

(مقطع من  "ما لم يقلهُ ابنُ عربيّ" / 2011)

 

 مدوّنة الكاتب: "رواج".

التعليقات