أطلق الموسيقار السوري، مالك جندلي، مشروعه الموسيقي "صوت أطفال سوريا الأحرار" من مدينة ديترويت، في حفل خيري حضره جمهور حاشد من الأمريكيين والجالية العربية والسورية، التي تعد الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحضر الحفل عدد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان ودبلوماسيين وشخصيات عامة من مختلف فئات المجتمع، وقد استمع الحضور إلى "صوت أطفال سوريا الأحرار" من خلال مؤلفات موسيقية سورية وأداء جماعي منسجم لفنانين سوريين، منهم البروفسور عبد الرحيم الصيادي على آلة العود، وعلياء عجم أوغلي على آلة التشيللو.
الموسيقى أداة للتغيير
وكان أحد أهم رعاة هذا المشروع منظمة "اليونسكو" و"مركز حقوق الإنسان - جامعة رتغيرز"، و"منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام"، و"جمعية فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين"، بالإضافة إلى عدد من منظمات الإغاثة الإنسانية.
وتحدث جندلي خلال حواره مع جمهوره عن أهمية الارتقاء بكيفية طرح قضايانا الإنسانية من خلال الإرث الموسيقي والمقامات العربية رغم المعاناة التي تشهدها سوريا، وما يتعرض له أطفال الملاجئ والمخيمات خارج سوريا، مبينا أن "الفن بشكل عام، والموسيقى الجادة بشكل خاص، تقوم بدور مهم في تسليط الضوء على قضايا الطفولة ودفعها إلى الأمام، على أن تضطلع وسائل الإعلام بدور فعال في المساعدة على متابعة تلك القضايا الإنسانية."
وتابع: "يعاني أطفال سوريا اليوم من العنف الوحشي والقتل والحرمان غير الإنساني، لقد حان الوقت اليوم كي نتكاتف لتغير ذلك وندعو جميع شرائح المجتمع في الجالية السورية للمساهمة والمساعدة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية."
التكاتف لإنقاذ أطفال سوريا الشجعان
ولتسليط الضوء على شجاعة أطفال سوريا، عرض الفنان صورًا ومشاهد سينمائية رافقت مؤلفاته الموسيقية في انسجام فني، وقال: "لقد أذهلتم العالم بشجاعتكم وصبركم، وتجاوزتم حدود الخوف والموت والحرمان، أنتم أبطال سوريا ومستقبل سوريا المشرق."
وطالب مالك جندلي بالتكاتف واتخاذ الإجراءات العاجلة لتوفير حليب الأطفال، والغذاء والدواء، وضرورة التركيز على فك الحصار عن الأطفال المحرومين في جميع أنحاء سوريا قبل حلول فصل الشتاء.
وسيعرض مشروع "صوت أطفال سوريا الأحرار" مجددًا في مدينة نيويورك في 26 من الشهر الجاري، في حفل خيري يعود ريعة كاملاً لمشاريع إنسانية تساعد في تخفيف معاناة وألم الأطفال داخل وخارج سوريا.
موسيقار عالمي
يذكر أن مالك جندلي مؤلف موسيقي وعازف بيانو سوري، وهو يقيم في الولايات المتحدة، ويعتبر موسيقارًا عالميًّا من مواليد ألمانيا سنة 1972م ، بدأ بتلقّي علوم الموسيقى في الرابعة من عمره، وكان أول حفل بيانو له على خشبة المسرح في الثامنة من عمره؛ التحق بالمعهد العربي ثم بالمعهد العالي للموسيقى في دمشق، وتتلمذ على يد البروفسور فيكتور بونين من كونسرفتوار تشايكوفسكي، ويعتبر من أهم عازفي البيانو، وقد قدّم أعماله برفقة العديد من الفرق السمفونية العالمية على أهم المسارح في الشرق الأوسط، وأوربا، والولايات المتحدة، وسورية.
ويعتبر جندلي أول مؤلف سوري وموسيقي عربي يقوم بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم، وحصل على "جائزة حرية التعبير" لعام ٢٠١١ في مدينة لوس أنجلس، لأغنيته الشهيرة "وطني أنا"، ومواقفه الإنسانية المساندة للربيع العربي.
التعليقات