14/08/2015 - 15:48

الناصرة: قندلفت يعزف "متعة سوداء" ويكتب "أوْتار النَفْس"

قال "تربيت على المسرح منذ جيل 12 عاما في عروض موسيقية متنوعة، في السنوات الأخيرة بدأت كتابة الأغاني والموسيقى والمقاطع المسرحية وعرضها".

الناصرة: قندلفت يعزف

الفنان جورج قندلفت

'تولد النغمة لمرة واحدة فقط، لا تكرار لها... كالإنسان...' يقول الكاتب والفنان جورج قندلفت من الناصرة في كتابه الأخير أوتار النفس'.

قندلفت حاصل على لقب أول في الموسيقى، تخصص عزف عود من أكاديمية الموسيقى والرقص في القدس، ولقب أول في التربية الموسيقية من أكاديمية الموسيقى القدس، بالإضافة إلى شهادة في العلاج عن طريق الموسيقى من كلية 'داڤيد يالين'.

 



الفنان والكاتب جورج قندلفت شارك في جولات عروض مسرح في مختلف دول العالم، جولة عروض تعليمية في الولايات المتحدة في نوع الـ playback theater، بالإضافة إلى كتابة سيناريو وتأدية ومرافقة مسارح لأصحاب إعاقات بصرية في جمعية المنارة التي كانت بعناوين 'شوف تاقولك' و 'إبرة وخيط رفيع' و 'منارات أمل'، وقام بتسجيل الإسطوانة الغنائية 'منارات أمل' التي تشمل الأغاني المغناة بالعرض، تسجيل إسطوانة لآلة العود البوم 'متعة سوداء'، له من الإصدارات الأدبية كتاب 'أوتار النَّفْس' الذي يتحدث عن تجارب في العلاج عن طريق الموسيقى، بالإضافة لكتاباته في مجال التربية والتعليم ومنها كتابة أغاني تتعلق في الحفاظ على البيئة والمياه تلائم الاولاد.

'الحب الأول مع العود في العاشرة من العمر'

بعد أول درس عود له في الناصرة، في العاشرة من عمره، توجه إلى بيته حاملاً عوده، تهجم عليه ثلاثة من أولاد حارته أكبر منه وكسروا له عوده، ومن هذا الحدث ابتدأ جورج بالعمل على إثبات نفسه عن طريق أوتاره ليرفع الثقافة والوعي في مجتمعه. توجه إلى القدس ليدرس الموسيقى فواجه العديد من الانتقادات لقراره هذا، عمل بجهد وتحدى كل شيء ليثبت لنفسه وللجميع أن اختياره لموضوع يحبه هو اختيار أفضل من معظم أبناء جيله الذين توجهوا لتلقي دراسات مقبولة اجتماعياً، استمرت الانتقادات من حوله حتى فاجأ الجميع بعرض موسيقي عزف به ألحانه الخاصة، كما واستضاف به طفل وُلد من غير ذراعين كان قد علّمه العزف على العود بواسطة قدميه.

'طفل من غير ذراعين محطة تغيير في حياة جورج الفنية'

وعن عمله مع ذوي الاحتياجات الخاصة قال 'توجه إلي طفل من غير ذراعين طلب مني التعلم على العود.. ومن هنا تغيّرت حياتي' يقول جورج، 'حين رأيت هذا الطفل من غير ذراعين يصر أن يعزف على العود آمنت بنفسي أكثر فانطلقت في مساري في العزف من غير تردد'.

قام جورج بتسجيل إسطوانته الأولى 'متعة سوداء' وهي إسطوانة مبنية من عزف عود، حين أصغيت لها اكتشفت أن بها نوع موسيقى غير مألوف على آلة العود، أسمع أحياناً دقات قلب، وأحياناً رقصة ڤالس، فجأة ضجيج من مستشفى وعليه ارتجالات معاصرة، أصغي إلى موسيقى البلوز، وعود إلكتروني.. ما هذه المتعة السوداء يا جورج؟ وعن كتابه المتعة السوداء قال 'متعة سوداء في الأساس هي الأمور التي نقوم بها بمتعة، لكن خلفيتها مليئة بالسواد، حين ابتدأت بإبداع موسيقي الجديدة توجهت إلى عودي من مكان مليء بالحزن، كنت قد فقدت صديق لي توفى تحت عملية جراحية، ابتدأت بالعزف الذي أخرجني من هذا السواد إلى نوع من منفذ ممتع أسود'.

'الموسيقى تحمل نصا معزوفا بالألحان'

وتابع 'أحب موسيقى البلوز وموسيقى الميتال، وهي موسيقى ينعكس بها اللون الأسود، لتعطي معنى آخر لمتعة سوداء، هذه المعاني ومنها المخفية الخاصة في الإسطوانة، وهي مكونة ايضاً من نصوص تقوم بإلقائها بين المعزوفات، من أين أتيت بهذه الفكرة؟ 'الإسطوانة تقوم بشرح المشاعر التي من غير الممكن شرحها بكلمات، لكن شعرت أن الموسيقى بحاجة إلى بعض الكلمات التي تكون لنا كمفتاح لهذه الموسيقى، استخدمت بضعة كلمات لتصف مشهد معين، بعدها الموسيقى تعكس المشاعر العميقة لإكمال المشهد'.

العلاج عن طريق الموسيقى

أقام جورج في مدينة برلين الألمانية لمدة سنة، وفي هذه السنة قام بكتابة كتاب 'أوتار النّفْس' الذي يظهر لنا تجربته في العمل في العلاج عن طريق الموسيقى، يقول جورج عن الكتاب 'أقمت في برلين، في بداية فترة إقامتي شعرت باشتياق كبير إلى الاشخاص الذين كنت أعمل معهم في الموسيقى، فابتدأت بكتابة قصصهم، ابتدأت في قصة 'حسن' وهو الطفل الذي المولود من غير ذراعين، أكتبها اشتياقاً له وللعمل معه، وحين أنهيت ابتدأت بكتابة قصة وراء قصة، ومن غير أن اشعر وجدت كتاباً كاملاً أمامي يظهر 12 حالة إنسانية تُظهر لقاء بيني وبين أشخاص عملت معهم في الموسيقى، مع حالات إعاقات بصرية، سمعية، كلامية، حركية، قصة حساسة أكثر عن فتاة تعرضّت لاعتداء جنسي، قوّة الموسيقى في إخراج هؤلاء الأشخاص من غرفتهم المظلمة الخاصة إلى مسرح تملأه الأضواء أمام الجميع'.

جورج والعمل المسرحي

وعن عمله في المسرح قال 'تربيت على المسرح منذ جيل 12 عاما في عروض موسيقية متنوعة، في السنوات الأخيرة بدأت كتابة الأغاني والموسيقى والمقاطع المسرحية وعرضها. أهتم كثيراً بموضوع الحفاظ على البيئة، هذا كان أحد الأسباب الذي جعلني انتقل إلى الحياة النباتية. أتمنى أن ننجح في التعاون لتصل رسالتنا إلى أكبر عدد من الناس عبر المسرح والغناء'.

التعليقات