10/01/2016 - 14:42

فرقة "دواوين" الفلسطينية تحيي الفن الملتزم من جديد

ويتكون مشروع دواوين من (50) شخصًا يتوزعون ما بين مدربي صوت، ومدربين نفسيين، بينهم (13) عضوًا يشكّلون الفرقة الغنائية، ضمنهم مطربٌ ومطربة، حسب عبد الرحمن.

فرقة "دواوين" الفلسطينية تحيي الفن الملتزم من جديد

تبدأ الشابة الفلسطينية روان عكاشة 24 عامًا، بثقة وابتسامة تعلو وجهها، ترديد أغنية من التراث الفلسطيني، أمام مجموعة من الجمهور، ضمن فرقة متكاملة، في مشهد يعدّ غريبًا على طبيعة المجتمع المحافظ في قطاع غزة.

الشابة روان، تتوسط في مجلسها مجموعة من الفنانين الشباب، يعزفون على آلات موسيقية مختلفة، وتواصل ترديد كلمات الأغنية بتوافق تام مع ألحان الأدوات الموسيقية، في فرقة 'دواوين' الفنية، حديثة التأسيس في قطاع غزة.

وانضمت روان، وهي أم لطفل عمره عام ونصف العام، إلى الفرقة الموسيقية 'دواوين'، منذ شهر تقريبًا، وهي نفس المدة التي تشكّلت فيها الفرقة، وفق حديث لها مع 'الأناضول'.

روان قالت، إن 'فرقة (دواوين)، وضعت أولى خطواتها بإلقاء الأغاني (المُلتزمة) سواء التراثية القديمة، أو الثورية، وإعادة غنائها بأسلوب موسيقي حديث'.

وخاضت الفنانة روان، تجربتها الأولى، في فرقة 'دواوين'، في 25 كانون أول/ ديسمبر الماضي، إذ أحيت حفلاً غنائياً، تميّز بحضور العشرات من العائلات الغزية، حسب قولها.

وأضافت، أن 'وجود عنصر نسائي ضمن فرقة موسيقية في مجتمع محافظ، أمر يواجه انتقادات كثيرة، لكن رغم ذلك، الفئة التي تشجعنا وتدعمنا للاستمرار كانت أكبر من الفئة الرافضة، ونحن نملك القوة والإرادة للقفز عن تلك الحواجز الاجتماعية'.

عادل عبد الرحمن، صاحب فكرة إنشاء المشروع، ومدير مجلس إدارته، قال للأناضول، 'مشروع دواوين يستقطب الفئات التي تملك ميولاً فنيةً، وهذا المشروع يساعدهم على إيصال أصواتهم ورسائلهم إلى الجميع، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه'.

ويتكون مشروع دواوين من (50) شخصًا يتوزعون ما بين مدربي صوت، ومدربين نفسيين، بينهم (13) عضوًا يشكّلون الفرقة الغنائية، ضمنهم مطربٌ ومطربة، حسب عبد الرحمن.

يذكر أن الهدف من تأسيس فرقة 'دواوين'، إعادة إحياء الفن المُلتزم 'التراثي والثوري'، كما تقول روان، الرافضة بشدة 'موت' هذا النوع من الأغاني الآيل إلى التراجع.

وبحسب عبد الرحمن، 'هناك تنوع في استخدام الآلات الموسيقية، لتجديد الحياة للأغاني'، مشيرًا أن 'الفرقة تقدّم للجمهور، الفن الملتزم بالأغاني الثورية والتراثية الفلسطينية، التي كانت في سنوات سابقة تجمع الكلّ الفلسطيني، قبل أن يتم تحويلها إلى أغاني حزبية'.

ويضيف، 'هذا أهم ما يميز الفرقة، عدا عن تقديمها فناً قديماً بموسيقى وإيقاعات عصرية جاذبة للأذن، والأهم أننا نحاول من خلال 'دواوين' إبعاد الشعب الغزّي عن حالتي الحزن والكبت النفسي، وتقديم شيء جديد يشعرهم بالفرح والسرور.

ويعيد الملحن الموسيقي عاطف عكاشة، أحد أعضاء الفرقة، صياغة وتوزيع أغاني التراث والفلكلور الفلسطيني بطريقة شبابية جديدة، مع المحافظة على اللهجة الفلسطينية فيها.

وتابع، 'الوطن العربي يعاني من نقص في الوسط الغنائي التراثي الملتزم، خاصة الفلسطيني، نحن نحيي هذا الوسط بشكل عصري يحاكي اهتمامات الشباب وكبار السن معاً'.

ولاقى الحفل الأول الذي قدّمته فرقة دواوين، رواجاً كبيراً وتأييداً من فئة واسعة من عائلات غزة، 'الغزيين يهتمون بثقافتهم الفلسطينية، وتراثهم القديم، ويهتمون باللون الفلسطيني الموحد للأغاني الوطنية والثورية، فنحن نبتعد عن اللون الحزبي في إعادة توزيع الأغاني'، يختم الملحن الفلسطيني حديثه.

اقرأ أيضًا  |التراث في غزة يعاني الحصار

التعليقات