22/01/2017 - 11:47

"ترتيم"... إيقاع الحياة يقرع على طبول‎ غزة

إذا كان الحصار قد أتى على كل شيء في قطاع غزة، إلا أنه لم يمنع القطاع من ولادة عشاق للموسيقى بمختلف الأعمار يعزفون إيقاعًا يريح النفس في أجواء تفتقد إلى لحن الحرية.

إذا كان الحصار قد أتى على كل شيء في قطاع غزة، إلا أنه لم يمنع القطاع من ولادة عشاق للموسيقى بمختلف الأعمار يعزفون إيقاعًا يريح النفس في أجواء تفتقد إلى لحن الحرية.

فداخل معهد "إدوارد سعيد" للموسيقى في قطاع غزة، يجتمع ستة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 17 عامًا، من فرقة "ترتيم" بشكل دوريّ، لتطوير أدائهم في العزف بإيقاع الطبول، على يد أستاذ متخصص.

بكفّه الصغير، يضرب الطفل كريم عابد (11 عامًا) سطح "طَبْلة" ضربات خفيفة متتالية، ممزوجة بين الفينة والأخرى بنقرات رنّانة، يعزفها بأصابع يده الثانية، ليصنع لحنًا متكاملًا.

وبلغة النوتة الموسيقية، يدندن كريم أثناء العزف بإيقاع الطبول قائلًا: "دومكا دومكا دك".

كريم الذي يتوسط في جلسته مجموعة من الأطفال يحملون الطبول، أطلقوا على أنفسهم اسم فرقة "ترتيم"، يغمز بطرف عينه، صديقه، كي يدخل بسلاسةٍ إلى الإيقاع الذي بدأه.

وبشكل متناغم، تسلل الأطفال الخمسة الجالسين بجوار صديقهم إلى لحنه، بنقرات مختلفة على الطبول وبإيقاعات مختلفة.

ويُعرف هذا النوع من العزف بأنه يعتمد في إيقاعه على نقر الطبول بشكل متناغم، دون تدخل الآلات الوترية وموسيقى الآلات الأخرى.

ونشأت فرقة "ترتيم" منذ نحو عام، فيما كانت أول مشاركة رسمية لها في إحدى المهرجانات منذ ثمانية شهور.

وجاء اسمها هذا تعريبًا "ريثم" باللغة الإنجليزية (Rhythm) والتي تعني الإيقاع والتوازن والتناغم.

وتعتبر فرقة "ترتيم" الموسيقية، الأولى من نوعها في فلسطين، تقدّم موسيقى بإيقاع الطبول، دون أصوات الآلات الوترية، كما قال مدّرب الفرقة، إياد أبو ليلة.

وتابع: "نحاول تقديم نوع فني جديد، إذ تعزف الفرقة على الطبول، كعزفها على الآلات الوترية، بالشكل الذي يقتل الملل ويُعطي للحن شكلًا متناغمًا، بعيدًا عمّا هو دارج عن فن الطبول، أو كما يٌسمي بـ(التطبيل)".

وتسعى "ترتيم" للوصول إلى مستوى متطور جدًا، تُشعر فيها المستمع أن النقر على الطبول بات "عزفًا" كما العود تمامًا، له نوتة موسيقية وأكاديميين مختصين.

ولاقت الفرقة، في مراحلها الأولى، إعجابًا من قبل الجمهور الذي تواجد في حفلاتها أو من قبل متابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حسب أبو ليلة.

ويخصص الأطفال الستة بالفرقة، ساعات يومية لتطوير أنفسهم في العزف بالإيقاع على الطبول، لتحسين أدائهم، بشكل يوازن بين مواهبهم وواجباتهم المدرسية.

رمزي الفار (15 عامًا)، يقول إنه يوازن بين دراسته وتطوير موهبته في العزف بالإيقاع على الطبول.

وحظي الطفل رمزي بتشجيع من عائلته بأكملها، مما شكّل لديه حافزًا لاستكمال مشواره "الفنّي.

كما شارك عام 2015، في فرقة "التخت الشرقي" الفلسطينية، التي التحقت بالبرنامج العربي الشهير لاكتشاف المواهب "أراب جوت تالنيت"، فيما كان يعزف على "طبلته".

ويطمح الطفل لأن يصبح عازفًا محترفًا يقدّم نوعًا موسيقيًا جديدًا.

ومنذ 2006، تفرض إسرائيل حصارًا على سكان القطاع، شدّدته في منتصف حزيران/ يونيو 2007، عقب سيطرة حركة "حماس" الكاملة على القطاع.

التعليقات