"في صورة إسرائيل"- كتاب جديد لأنطوان شلحت

-

(*) رام الله- صدر، حديثًا، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، كتاب جديد في إطار "مختارات مدار" بعنوان "في صورة إسرائيل" يضم مداخلات حول سنة 2000 وما بعدها للكاتب أنطوان شلحت، الذي يعمل في المركز، ويقع في 200 صفحة.

تتطرّق مداخلات هذا الكتاب، الموزعة على أربعة فصول، إلى صورة إسرائيل على أثر مستجدات سنة 2000، وصولاً إلى فترة ما قبل الذكرى السنوية الستين لإنشائها في سنة 1948، وذلك من زوايا رؤية مجموعة كتابات أدبية وصحافية وبحثية في هذا الصدد.

وأشار المؤلف إلى أن إسرائيل زادت، بعد سنة 2000، من جرعة اكتراثها في كل ما يرتبط بمجالي صورتها وإعلامها السياسي. ومع أن من الصعب الجزم بمسألة انعدام الاكتراث الرسمي والإعلامي بتلميع صورة إسرائيل، قبل الانتفاضة الثانية، فإن ما يجدر ملاحظته هو أن هذا الموضوع لم يحتل مرتبة متقدمة في سلم الأولويات الإسرائيلية خلال الأعوام الأولى التي أعقبت قيامها.
وأضاف أن اعتماد سنة 2000 راجع أساسًا إلى كونها مفصلية للغاية، على أكثر من صعيد. ففيها تفجرت المفاوضات بشأن ما بات يعرف بـ"الحل الدائم" للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، والتي دارت في قمة كامب ديفيد، وعادت الأوضاع إلى المربع الأول، والأصح أن تلك المفاوضات لم تغادره أصلاً. وعلى أثر ذلك شهدنا عودة إسرائيلية إلى سياسة النظر التقليدية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية جمعاء عبر فوهة المدفع، والتي كانت قد أخلت مكانها، بصورة مؤقتة، لسياسة تسوية ومصالحة تقف في صلبها، على ما يبدو، غاية الاحتواء. وكما لم يعد خافيًا على أحد، فإن هذه العودة انطوت على تصعيد للسياسة الداخلية، المتعلقة بعلاقة الدولة الإسرائيلية والأكثرية اليهودية مع الفلسطينيين في الداخل. كما أن صعود أريئيل شارون، مع ما يحمله على كتفيه من إرث سياسي وعسكري عدواني بشأن الشعب العربي الفلسطيني عامة والفلسطينيين في إسرائيل خاصة، إلى سدّة رئاسة الحكومة الإسرائيلية سنة 2001، يُعدّ من تداعيات أحداث سنة 2000. وفيها اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وما عرف باسم "هبّة أكتوبر" بين صفوف الفلسطينيين في إسرائيل... إلخ. لكن يبقى الأمر الأهم هو ما لحق بصورة إسرائيل من تعرية حقيقية، تأثرت بشكل مباشر من أحداث تلك السنة وما تلاها، بقدر ما تأثرت من التطورات العالمية.

الفصل الأول من الكتاب هو عبارة عن مقايسة مقاربة بضع كتابات بشأن "الواقع" الإسرائيلي مع مقاربة كتابات يوتوبية بشأن "المثال"، وبالذات في مفاصل تتقاطع مع تداعيات حرب حزيران 1967، ومع جوهر "الديمقراطية الإسرائيلية"، ومع التحولات التي طرأت على "الأساطير المؤسسة".

ويعرض الفصل الثاني رؤى إسرائيلية خاصة بشأن مستجدات سنة 2000، تتسم بقدر معقول من الموضوعية لتلك المستجدات، وبالأخص في غمرة سيل لا حصر له من رؤى مغايرة، لها سبق السيادة في الخطاب الإسرائيلي العام، وتحدّدت غايتها الأساس في حجب صورة إسرائيل الحقيقية أو تدليسها.

أمّا الفصل الثالث فيغوص على بضعة دهاليز في مشروع بناء "الذاكرة القومية" الإسرائيلية الذي استند إلى قاعدة ما ينبغي تكريسه أو نسيانه في الذاكرة الجماعية، وذلك فيما يتعلق بالهولوكوست [المحرقة النازية] وهوية اليهود الشرقيين وموضوعات أخرى تندرج هي أيضًا في عداد المسكوت عنه على المستوى الإسرائيلي عامة.

ويتابع الفصل الرابع التفصيلات الجديدة المتعلقة بفكرة الترانسفير، وذلك من خلال تعقب كيفية انضفارها في تفكير النخب اليهودية الإسرائيلية، السياسية والأمنية والأكاديمية، بشأن المواقف من التسوية الدائمة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني- العربي، وكذلك في موقف هذه النخب إزاء الذي يجري اعتباره "خطرًا ديمغرافيًا".

التعليقات