صدر حديثًا عن مركز مدار: العدد 36 من مجلة "قضايا إسرائيلية"

صدر حديثًا عن مركز مدار: العدد 36 من مجلة

(*) رام الله- صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار العدد رقم 36 من المجلة الفصلية "قضايا إسرائيلية"، ويضم محورًا خاصًا عن الذاكرة الجماعية الإسرائيلية.

ويشمل المحور المقالات والمواد التالية:

(*) "في أعقاب الاستغلال الإسرائيلي للمحرقة: الوفود الشبابية الإسرائيلية إلى بولندا والهوية القومية"، بقلم د. جاكي فيلدمان. يقف هذا المقال على طابع ذاكرة المحرقة اليهودية- الإسرائيلية في الحاضر عن طريق تحليل أحد تجلياتها الشائعة في أيامنا، وهو الزيارات التي يقوم بها أبناء الشبيبة الإسرائيليون إلى بولندا. ويتلخص طرحه في أنه لا يجوز النظر إلى هذه الرحلات كما لو كانت "جولة دراسية"، وإنما كحجيج يشكل تعبيرا عن الدين المدني. فالهدف الأعلى لرحلة بولندا هو تكريس قدسية الدولة في تجربة المحرقة، وصوغ صورة الذاكرة الإسرائيلية للمحرقة والماضي اليهودي وكذلك وعي التلميذ اليافع إزاء توقعات المجتمع منه.

(*) "معطيات جديدة حول مصير المكتبات الفلسطينية التي نهبتها دولة إسرائيل عند قيامها"، بقلم غيش عميت. ويشير هذا المقال إلى أنه في أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات كرست الحكومة والكنيست في إسرائيل تفكيرا جما لـ "مشكلة التعليم العربي"، فقد خصصت لجنة المعارف في الكنيست لهذا الموضوع جزءا ثابتا من جلساتها، لكن أعضاءها انشغلوا بقضيتين: تأهيل معلمين للمدارس العربية، وكتب الدراسة للطلاب العرب. وكان أعضاء اللجنة متفقين على ضرورة مراقبة المعلمين والكتب على حد سواء وذلك لضمان ولائهم لدولة إسرائيل، لكنهم تخبطوا بالنسبة لمدى المراقبة، بالإضافة إلى صعوبة التسوية بين ضرورة وسائل التحكم والمراقبة، وبين التزامهم العلني بالسير قدما نحو المساواة بين جهاز التعليم اليهودي والعربي. وللمرة الثانية ظهر التناقض بين اليهودية والديمقراطية. ولضمان الصبغة اليهودية للدولة لم يكن هناك مناص من تنفيذ وسائل القمع وتفضيل المصلحة الأمنية، من خلال ازدياد حدة وسائل القمع بشكل منهجي ومحاولات اجتثاث الحضارة والهوية العربية.

(*) "الصراع الفلسطيني - الصهيوني والحرب على الذاكرة في الحيّز المكاني"، بقلم د. مصطفى كبها. يحاول هذا المقال استرجاع صورة الصراع على الحيّز منذ بداياته، مع بداية المشروع الاستيطاني الصهيوني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، مروراً بفترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وانتهاء باشتداد هذا الصراع واستفحاله في العقود الأخيرة.

(*) "سياسة الحنين إلى بغداد كحيز لتحدي الذكورية الشرقية"، بقلم يالـي هشاش. تعاظم خلال العقدين الأخيرين بشكل كبير جداً تيار الكتابة عن يهود بغداد. وفي الكتابات الأدبية والسياسية باتت بغداد تمثل، في الآن نفسه، مكانا لاسترجاع ذكريات وأشواق خاصة، ونموذجا أوليا للشرقية تبني حوله مطالب سياسية وثقافية باسم مجموعة شرقية، ومكانا لهدم الرواية الصهيونية وإعادة بناء شرقية بديلة، تكتب بأقلام مهاجرين من العراق. وهذا المقال يسعى إلى تقصي ومعرفة ما الذي تريد هذه الأشواق قوله، ما الذي تهدمه وما الذي تبنيه، وهل تنطوي على طاقة لتغيير وجه المجتمع؟.

(*) وقائع الندوة، التي عقدها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار بالتعاون مع مركز خليل السكاكيني، تحت عنوان "النكبة في الرواية الإسرائيلية". وقد قدمت للندوة د. هنيدة غانم، المدير العام لمركز مدار، وشارك فيها كل من إيمان نحاس، التي تعد أطروحة لشهادة الدكتوراه في جامعة تل أبيب عن الذاكرة الجماعية للنكبة لدى المهجرين الداخليين وغير المهجرين، ود. عادل مناع، الباحث والمؤرخ الفلسطيني، ود. صالح عبد الجواد، المؤرخ الفلسطيني والأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية في جامعة بير زيت.


ويشمل العدد مقابلة خاصـة مع الصحافي والمؤرخ الإسرائيلي د. توم سيغف بعنوان "الذاكرة الإسرائيلية تبدأ من العام 1917!"، يطرح خلالها روايته التاريخية فيما يتعلق بعدة قضايا بينها: الذاكرة؛ التطورات التي أدت إلى قيام إسرائيل؛ التغيرات التي طرأت على الدور الذي لعبته المحرقة النازية في إسرائيل؛ حرب الأيام الستة (حزيران 1967)؛ التغيرات التي طرأت على فكر الحركة الصهيونية، ليخلص إلى أن الإسرائيليين "يعملون ضد الأيديولوجيا التي وضعوها لضمان استمرار وجودهم".

كما يشمل مقاطع من تقرير صادر، في كانون الأول 2009، عن بتسيلم- مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وبمكوم - مخطّطون من أجل حقوق التخطيط. ووفقًا للقائمين عليه فإنه ينطوي على هدفين أساسيين: الأول- توصيف التغييرات الحيّزية التي طرأت في المنطقة وإسقاطاتها على حقوق الإنسان الفلسطيني؛ الثاني- فحص هذه التغييرات في ضوء تاريخ "معاليه أدوميم" والنوايا التي أدّت إلى إقامتها. ويعتمد التقرير على وثائق من أرشيف الدولة كُشفت لمعاينة الجمهور، مؤخرًا، ويجري الكشف عنها لأول مرة. وتشير هذه الوثائق إلى أنّ حكومة إسحاق رابين الأولى اتخذت، ومنذ العام 1974، قرارًا مؤداه الفعلي هو ضمّ منطقة "معاليه أدوميم" إلى القدس، على الرغم من أنه لم يجر الإعلان عن ضمّ رسميّ.

وتحت عنوان "محاولات لضبط سوق الثقافة الإسرائيلية بواسطة التشريع!" يطرح الكاتب مرزوق الحلبي السؤال التالي: ماذا يحدث في سوق الكتب الإسرائيلية؟ وسرعان ما يؤكد أنه سؤال الثقافة الإسرائيلية وما طرأ عليها وفيها من متغيرات وعن عمق هذه المتغيرات. وهي كما في مواقع ثقافية أخرى متأثرة من الشرط السياسي الاقتصادي الفكري أو من العولمة ومفاعيلها. وهذا بالذات ما تسبب ويتسبب في تغيرات بنيوية في المشهد الثقافي في كل فروعه. وهو ما يؤرق أوساطا في الثقافة الإسرائيلية تحذّر من غياب حرية التعبير على مذبح قانون السوق، أو من ضآلة مستوى الأدب واللغة العبريين بسبب انتشار الأدب الشعبوي وبروز جيل جديد من الأدباء الباحثين عن رواج بعيدا عن فنون الأدب.

وفي زاوية "قراءات" يقدّم الكاتب أنطوان شلحت قراءة في كتاب يسلط مزيدًا من الضوء على رابطة "بريت شالوم" (تحالف السلام) الصهيونية، التي تأسست في القدس في أخريات العام 1925، في إثر انعقاد المؤتمر الصهيوني الرابع عشر في فيينا، وما تمخضّ عنه من غلواء خطاب الحركة التنقيحية بزعامة زئيف جابوتنسكي. وقد سعى مؤسسو هذه الرابطة، أصلاً، إلى ما أسموه "تصحيح مواقف الحركة الصهيونية" إزاء السكان العرب في فلسطين، بخلاف مقاربة التنقيحيين، وذلك بواسطة الدعوة إلى "شق طريق تتيح إمكان توصل العبريين والعرب إلى تفاهم بشأن سبل حياة مشتركة في أرض إسرائيل، على أساس المساواة الكاملة في الحقوق لقوميتين تتمتعان بحكم ذاتي (أوتونوميا) واسع النطاق، وتتبعان طرائق عمل مشتركة لمصلحة تطوّر البلد برمته".

أمّا بلال ضاهر فيقرأ كتاب عضو الكنيست السابق عن حزب العمل، دوف بن مائير، "جهاز الأمن الإسرائيلي - تاريخ، مبنى، سياسة"، الصادر حديثا، والذي يشير فيه إلى وجود عدد من القضايا الأمنية الأساسية التي تأخذها إسرائيل بعين الاعتبار لدى وضع سياستها الأمنية. والقضية الأولى هي أن "دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه خطر الإبادة الوجودية، حتى يومنا هذا، إذ أنه باستثناء دولتين، هما مصر والأردن، وباستثناء قسم من قيادة الشعب الفلسطيني، لم ننجح حتى اليوم في الحصول على الشرعية من جانب العالم الإسلامي والاعتراف بحقنا في الوجود في الشرق الأوسط كدولة يهودية مستقلة".

وتختم العدد زاوية المكتبة، وفيها عرض لأحدث الإصدارات الإسرائيلية في مختلف المجالات.

التعليقات